اعمال يوم التروية (الثامن ذي الحجة)
معنى يوم التروية
معنى التروية ذكرها صاحب المصباح المنير، أفاد: 'ويوم التروية ثامن ذي الحجة من هذا؛ لأن الماء كان طفيفاً بمنى فكانوا يرتوون من الماء لمِا عقب، وروى البعير الماء يرويه، من باب: رمى حمله فهو راوية، الهاء فيه للمبالغة، ثم أطلقت الراوية على كل دابة يستقى الماء عليها، ومنه يقال: رويت الجديد إذا حملته، ونقلته، ويُعدَّى بالتضعيف، فيقال: رويت زيداً الجديد، ويبنى للمفعول فيقال: روينا
أفعال يوم التروية:
1- لو كان يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة استحب للذين أحلوا في أعقاب شعيرة العمرة, وهم المتمتعون أو من فسخوا إحرامهم إلى زيارة البيت الحرام من القارنين والمفردين، أن يحرموا بالحج ضحى من مساكنهم, وايضاً من أراد فريضة الحج من أهل مكة. أما القارن والمفرد الذين لم يحلوا من إحرامهم إستيعاب باقون على إحرامهم الأول.
لقول جابر رضي الله سبحانه وتعالى عنه في صفة حج رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'فحل الناس جميعهم وقصروا, سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كان معه هدي, فلما كان يوم التروية, توجهوا إلى منى , فأهلوا بالحج' مسلم (2137)، صرح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : 'فإذا كان يوم التروية أحرم وأهلّ بالحج، فيفعل كما تصرف نحو الميقات، وإن شاء أحرم من مكة، وإن شاء من خارج مكة ذلك هو الصواب، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أحرموا كما أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من البطحاء، والسُّنّة أن يحرم من المكان الذي هو نازل فيه، وايضاً المكي يحرم من أهله
2- يستحب لمن يرغب في الإحرام الاغتسال, والتنظف, والتطيب, وأن يفعل ما إجراء نحو إحرامه من الميقات.
3- يعتزم شعيرة الحج بقلبه ويلبي قائلاً: لبيك حجاً، وإن كان خائفاً من مانع يمنعه من إنهاء حجه اشترط، فقال: فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني، وإذا كان حاجاً عن غيره نوى بقلبه فريضة الحج عن غيره، ثم أفاد: لبيك حجاً عن فلان, أو عن فلانة, أو عن أم فلان إن كانت أنثى, ثم يتواصل في التلبية ' لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الشكر والنعمة لك والملك لا شريك لك '، وإن ازداد: لبيك إله الحق لبيك، فحسن لثبوت هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4- يستحب للحجاج السياق إلى منى ضحى اليوم الثامن قبل الزوال والإكثار من التلبية.
5- يصلي الحاج بمنى الظهر, والعصر, والمغرب, والعشاء, وفجر التاسع قصراً بدون جمع، سوى المغرب والفجر فلا يقصران؛ لقول جابر
6- يستحب للحاج أن يبيت بمنى ليلة عرفات; لفعله صلى الله عليه وسلم. فإذا صلى صبيحة اليوم التاسع مكث حتى تخرج الشمس، فإذا طلعت سار من منى إلى يوم عرفة ملبياً أو مكبراً; لقول أنس رضي الله سبحانه وتعالى عنه: 'كان يهل منا المهل فلا ينكر عليه، ويكبر منا المكبر فلا ينكر عليه' رواه البخاري (1549) بلفظه، ومسلم (2254)، وقد أقرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا, إلا أن الأجود لزوم التلبية; لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لازمها.
7- ماتم ذكره من أفعال اليوم الثامن يسن للحاج فعلها تأسياً بالرسول صلى الله عليه وسلم، وليست واجبة ، فلو قدم إلى يوم عرفة يوم التاسع على الفور جاز ، إلا أن لابد أن يقف بعرفة محرماً ، سواء أحرم يوم الثامن أو قبله أو بعده. صرح الشيخ صالح الفوزان رعاه الله:'ثم يطلع إلى منى من كان بمكة محرماً يوم التروية, والأفضل أن يكون خروجه قبل الزوال, فيصلي بها الظهر وبقية الأوقات إلى الغداة, ويبيت ليلة التاسع, لقول جابر رضي الله سبحانه وتعالى عنه: (وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منى, فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر, ثم مكث طفيفاً حتى طلعت الشمس) رواه مسلم (2137), وليس هذا واجباً بل سنة, وايضا الإحرام يوم التروية ليس واجباً, فلو أحرم بالحج قبله أو بعده, جاز هذا، وذلك المبيت بمنى ليلة التاسع, وأداء الصلوات الخمس فيها سنة, وليس بواجب