هناك مشكلات مدرسية شائعة إذا تم إهمالها وعدم الانتباه لها تتحول إلى مخاطر كبيرة لم يتوقع أو يرغب الوالدان يوما أن تحدث، فمن الحسرة أن يرى الوالدان أطفالهما وفلذات كبدهما يمرون بأوقات صعبة في المدرسة، لهذا يجب أن تأخذ كامل انتباههم قبل فوات الأوان، وهنا فيما يلي أخطرها.
التعرض لمضايقات داخل الفصل:
إنها من المشكلات الشائعة التي يتعرض لها الأطفال داخل الفصل هي المضايقات من جانب زملائهم التلاميذ، وفي هذه الحالة على الأب أو الأم التحدث مع أطفالهم ومع المعلم، فالأطفال هم الأطفال وعادة لا يدركون أن مضايقة زملائهم داخل الفصل يمكن أن تؤذي مشاعرهم، لذا يجب أن تخبري طفلك الذي يتعرض للمضايقة أنه لم يفعل شيئاً خطأ وأن تخبري معلم الفصل بما يحدث أيضا، فالمعلم الجيد يستطيع أن يعالج هذه الحوادث داخل الفصل في صورة قصة يرويها على التلاميذ، يقدم من خلالها النصح ويطرحها للمناقشة أو تمرين معين يقدم نفس العلاج.
عدم القدرة على تكوين صداقات:
من الطبيعي عودة الطفل من المدرسة في أول يوم دراسي بدون أن يتحدث عن أنه كون أي صداقات جديدة، حيث يصعب ذلك عادة في الأيام الأولى من الدراسة، كما يكون لدى الطفل خوف من ذلك، لكن إن مر وقت طويل مثل شهر على الأكثر على طفلك داخل المدرسة ولم يتمكن من تكوين ولو صداقة واحدة فيجب الانتباه لذلك لأن هناك مشكلة بحاجة إلى تقييم وتكريس مزيد من الوقت للتحدث مع طفلك عن المدرسة، مع الاستعانة بالمعلم لأنه يستطيع تقديم المساعدة.
انخفاض درجات الامتحانات:
مثل المشكلتين السابق ذكرهما يعتبر انخفاض درجات الطالب في الاختبارات المدرسية مشكلة تحتاج إلى العلاج الفوري، لأنها قد تتفاقم وتصل لحد الرسوب في العام الدراسي كله إذا لم يتم مناقشتها، خاصة إذا كنت تعلمين عن طفلك أن مستواه عادة جيد، مما يشير إلى أن هناك تحولات جذرية خاطئة حدثت له وترجمت في صورة انخفاض في مستواه الدراسي، وعلى الوالدين التحقيق في هذا الأمر، مع تجنب مواجهة الطفل بطريقة تقلل من ثقته بنفسه، إنما لابد من السؤال بطريقة لطيفة محبة.
الغش:
يتم استدعاء الوالدين أحيانا عند اكتشاف مدير المدرسة أو المسؤول أن التلميذ يغش من زملائه، حتى يشعر الآباء بالحرج، فالغش المدرسي جريمة كارثية تتبعها عادة نتائج محزنة، لذا على الوالدين المداومة في تذكير أطفالهم أن الأمانة والصدق هما أفضل سلوك يجب التحلي بهما مهما حدث ومهما واجه التلميذ.
صداقات الجنس الآخر:
إنها مشكلة شائعة في المرحلتين الإعدادية والثانوية، لكنها دخيلة على عاداتنا وتقاليدنا العربية وتتنافى مع المباديء الدينية، حين يتعرض الطالب لضغوط وإغراءات لتكوين صداقات من الجنس الآخر، أي أن يكون للولد صديقة وأن يكون للبنت صديق والمقصود هنا ليس الزمالة المعتادة إنما علاقات منحرفة بين طلاب قصر لا يدركون ما يفعلون.
فإذا قاوم الطالب هذه الفكرة يتعرض لكثير من الإساءة والتعليقات المستفزة، وإذا استسلم وغير طبيعته الملتزمة انحدر إلى انحرافات خطيرة كالهروب من المدرسة للتنزه مع الرفيق من الجنس الآخر، والسرقة للإنفاق عليه أو التمادي لما هو أخطر مثل إقامة علاقات جنسية بكل أنواعها، وللأسف انتشرت هذه العادة في مجتمعاتنا العربية بشكل مثير للشفقة.
إذن ما الحل؟ على الوالدين التربية الدينية المعتدلة وتعريف الابن أو الابنة بعادات المجتمع التي يجب احترامها، مع الاعتدال والسمو في علاقة الزمالة بين الطلاب داخل المدرسة وأن هناك خطوط حمراء لا يجب تخطيها مع تفسير وتوضيح العواقب، كل هذا بطريقة هادئة مدروسة ديمقراطية بدون إهانة بدنية أو لفظية أو حرمان.
الهروب من بعض الحصص:
عندما لا يكون هناك رقابة واعية داخل المدرسة تقع هذه المشكلة الخطيرة وهي هروب التلاميذ أو الطلاب من بعض الحصص المدرسية أو حتى من اليوم الدراسي بالكامل، ويكون الهروب نوعين، إما خروج الطالب من المدرسة بأي وسيلة متاحة للعب ألعاب الكمبيوتر داخل أي مركز نت أو التنزه في الشوارع أو حتى لمواعدة فتاة أو شاب أو التمشية داخل المدرسة للعب أو غير ذلك.
وطبعا ليس لدينا قوانين تمنع دخول الطلاب إلى مراكز النت أو السينمات أو الحدائق العامة بمفردهم أثناء فترة الدراسة التي تبدأ من الثامنة صباحا وحتى الثالثة عصراً على الأقل، إنما يؤدي جشع من يديرون هذه الأماكن إلى قبول أعداد كبيرة من الطلاب الهاربين لتحقيق أرباح على حساب مستقبل هؤلاء المساكين.
نعود ونقول أن الرقابة تلعب دورا كبيرا من جانب الوالدين والمنظومة المدرسية وتشمل مراقبة سجلات الغياب والحضور يوما بيوم وحصة بحصة، ومحاولة لفت انتباه المسؤولين سواء على مستوى وزارة التربية والتعليم أو وزارة الداخلية وكل من له دور في المراقبة لاتخاذ اللازم لتصبح قضية اجتماعية لو أهملت تتسبب في انحدار مستوى المجتمع بكل جوانبه.
الألفاظ البذيئة:
يتعلم الطلاب كلمات غريبة على آذاننا، سيئة النبرة، يكتسبونها من بعضهم البعض والأخطر أنهم يتحدثون بها داخل وخارج المدرسة حتى مع والديهم ومع الناس الآخرين في التعاملات العامة، فيتحول الطالب الراقي إلى شخص يتفوه بألفاظ مبتذلة لا نعلم من أين نشأت.
وفي هذه الحالة على الوالدين إخبار أطفالهم أن هذه كلمات غير لائقة وأن لغتنا العربية غنية بألفاظ وتعبيرات جميلة للغاية حتى أن لدينا أمثال شعبية أصيلة يمكن أن توصل ما نريد قوله بصورة مختصرة، مع وضع مقارنات بين من يرتقي بحديثه ومن ينحدر إلى مثل هذا المستوى المتدني، مع تكرار ذلك بطرق ودية وبدون إهانة الطفل.