القاهرة: د. هاني رمزي عوض*
تصاحب عملية البلوغ دوما تغيرات جسدية ملحوظة على كلا الجنسين تحول الطفل إلى مراهق. وتحدث هذه التغيرات نتيجة لعمل عدة هرمونات يبدأ الجسم في زيادة إفرازها. ويعتبر لفظ البلوغ المبكر (Precocious Puberty) هو التعبير الدقيق على ظهور هذه العلامات قبل الوقت الطبيعي لها وهو فترة المراهقة. وبغض النظر عن الفروق الشخصية بين الأطفال واختلاف ظهور هذه العلامات من طفل إلى آخر، اتفق على أن ظهور علامات البلوغ على الطفلة الأنثى قبل عمر 8 سنوات يعتبر بلوغا مبكرا، وظهور علامات البلوغ على الطفل الذكر قبل عمر 9 أعوام يعتبر بلوغا مبكرا.
البلوغ المبكر
* وبطبيعة الحال فإن ظهور علامات البلوغ المبكر يتسبب في الكثير من المشكلات للأطفال سواء من الذكور أو الإناث، حيث يعاني الطفل من تشوش في المشاعر العاطفية والاجتماعية والرغبة الجنسية المبكرة ويتعرض للحرج بين أقرانه. ومثلا تعاني الفتاة من مظهرها البالغ وهي ما زالت في عمر الطفولة، فضلا عن إمكانية تعرضها لمضايقات جنسية نظرا لمظهرها البالغ وعدم نضج الاكتمال العقلي لديها. ويحدث الأمر نفسه بالنسبة للذكور، إذ يصبحون أكثر عدوانية.
ويمكن حدوث مشكلات نفسية نتيجة لزيادة الرغبة الجنسية، وفضلا عن مشكلات المظهر يمكن أن تواجه الطفل بعض المشكلات الطبية، سواء كانت السبب في البلوغ المبكر الذي يستوجب العلاج، أو كانت نتيجة لزيادة الطول المفاجئة التي تتسبب لاحقا في قصر القامة عند البلوغ.
علامات البلوغ المبكر
* يعاني الطفل من البلوغ المبكر إذا ظهرت عليه أي من الأعراض الآتية قبل عمر 7 سنوات، بالنسبة للفتيات:
* نمو الثديين وكبر حجمهما، وتعتبر أول علامة من علامات البلوغ المبكر تلفت النظر، ويمكن أن تبدأ في إحدى الثديين قبل الآخر.
* زيادة مفاجئة في الطول.
* ظهور شعر العانة وتحت الإبطين.
* بداية الدورة الشهرية، وتعتبر من آخر العلامات التي تظهر على الفتاة.
* ظهور حب الشباب (acne) في الوجه.
وبالنسبة للأطفال الذكور تكون العلامات:
* نمو الخصيتين وكبر حجمهما، وتعتبر أول العلامات التي تظهر على الأطفال من الذكور، وكذلك ونمو القضيب ولكنه يلي كبر حجم الخصيتين بفترة قد تصل إلى العام.
* ظهور شعر العانة وتحت الإبطين وفي الوجه مكان الشارب والذقن.
* زيادة مفاجئة في الطول.
* خشونة في الصوت.
* ظهور حب الشباب.
يجب الإشارة إلى أنه في أحيان نادرة تعاني بعض الفتيات تحت عمر 3 سنوات من حالة مرضية تشبه البلوغ المبكر ويكون فيها كبر حجم الثديين فقط دون بقية علامات البلوغ، وكذلك ظهور شعر العانة للفتيات والذكور قبل عمر 7 أعوام، وهذه الحالة أحيانا تكون نموا طبيعيا وليست بلوغا مبكرا ولا تحتاج إلى علاج، وفي الأغلب تظهر بقية علامات البلوغ في موعدها المحدد.
أسباب البلوغ المبكر
* يحدث البلوغ نتيجة لتحفيز جزء معين في المخ يسمى «ما تحت المهد» أو «الهيبوثلامث» (hypothalamus)، وهذا الجزء هو الذي يتحكم في عمل الغدة النخامية الموجودة في المخ، التي تقوم بدورها بإفراز الهرمونات الجنسية التي تحفز عمل المبيض في الأنثى والخصيتين في الذكر، ويحدث البلوغ المبكر نتيجة:
* مشكلة معينة في المخ مثل ورم يقوم بإفراز هرمون يحفز الغدة النخامية.
* تلف يحدث في «الهيبوثلامث».
* تلف يحدث للجهاز العصبي المركزي نتيجة لالتهاب أو خراج في المخ أو جراحة أو إصابة شديدة للرأس نتيجة لحادث.
* عيب خلقي يؤثر على جمجمة الطفل وبالتالي على تكوين المخ.
هناك أسباب أخرى قد تؤدي إلى البلوغ المبكر ومنها العامل الوراثي، فالاحتمالية تزيد إذا كان البلوغ بدأ مبكرا في أحد الوالدين، وبعض الدراسات التي تربط بين زيادة مؤشر كتلة الجسم BMI (مؤشر كتلة الجسم يتم حسابه بحساب الوزن بالكيلوغرامات مقسوما على مربع الطول بالمتر المربع)، وزيادة احتمالية حدوث بلوغ مبكر.
تشخيص المرض
* يعتمد تشخيص المرض على الحالة الإكلينيكية الواضحة، فضلا عن إجراء عدة تحليلات لقياس هرمون الذكورة بالنسبة للذكور (التستوستيرون)، التي تكون مرتفعة جدا، كذلك قياس هرمون الأنوثة في الدم بالنسبة للإناث (الاستروجين)، ولكن ليس بنفس الأهمية كما الذكور، فضلا عن أن هرمونات الأنوثة يمكن أن تكون مرتفعة في حالات وجود ورم في المبيض أو خلل هرموني، كما تتغير الهرمونات للأنثى من أسبوع لآخر. وكذلك يتم قياس الهرمونات المتحكمة في الهرمونات الجنسية وكذلك يتم عمل أشعة رنين مغناطيسي على المخ لمعرفة وجود أي أورام في المخ قد تكون المسؤولة عن البلوغ المبكر، ويمكن أيضا عمل أشعة تلفزيونية على الحوض توضح تضخم في المبيضين، ويمكن كذلك عمل أشعة إكس على الرسغ واليدين لمعرفة عمر العظام وهل تم اكتمال نموها من عدمه.
علاج البلوغ المبكر
* بعد تشخيص المرض وقبل عرض الطفل على الطبيب، يجب على الأسرة أن تقوم بشرح مبسط للطفل حول التغيرات التي تحدث لجسده وأنها تحدث بشكل طبيعي للأطفال الأكبر عمرا ولكنها حدثت له مبكرا لسبب مرضي، ويجب كذلك ملاحظة التغيرات النفسية التي تحدث للطفل، خصوصا أداءه الدراسي وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية وإخبار الطبيب عنها، ويجب كذلك على أفراد الأسرة المحيطين بالطفل عدم التركيز على مظهر الطفل باستمرار والتعامل مع الطفل بشكل معتاد ومتابعته في الدراسة والأنشطة الاجتماعية المختلفة.
يهدف علاج البلوغ المبكر إلى وقف النمو الجنسي للطفل وكذلك وقف نمو العظام حتى لا يتم اكتمال نموها سريعا مما يمكن أن يؤدي إلى أن يصبح الطفل قصيرا حين يحدث البلوغ الفعلي لاحقا، وتبعا للسبب يكون هناك طريقتان لعلاج المرض، الأولى تكون موجهة لعلاج السبب مثل وجود ورم في المخ أو خلافه، والطريقة الثانية تهدف إلى خفض المعدلات العالية من الهرمونات الجنسية سواء للأطفال الذكور أو الإناث عن طريق العلاج الدوائي.
وفي حالة وجود ورم في المخ يتم استئصاله جراحيا، ولكن نظرا لصعوبة الوصول أحيانا إلى الورم والخوف من تلف الأنسجة الحيوية المحيطة بالورم مثل العصب البصري، يمكن استخدام العلاج بالأشعة في حالة عدم الاستئصال الجراحي التام.
بالنسبة للعلاج الهرموني فالعلاج المتاح الآن عبارة عن هرمون مصنع يؤدي إلى تعطيل إفراز الهرمونات الجنسية التي تؤدي إلى البلوغ المبكر، ومع العلاج يمكن أن يقل حجم الثديين أو يتوقف نموهما، وكذلك يمكن أن تتوقف الدورة الشهرية ولكن يمكن نزول قطرات من الدم كل فترة، وبالنسبة للذكور يقل حجم الخصيتين والقضيب ليصل إلى الحجم الطبيعي، وكذلك يمكن أن يتوقف نمو العظام، ويتبع ذلك عودة سلوك الطفل إلى الشكل المعتاد في التعامل والمناسب لسنه.
وتتم متابعة الطفل كل 4 أو 6 شهور للتأكد من أن النمو قد توقف، ومن علامات الاستجابة الجيدة للعلاج بالنسبة للإناث عدم زيادة حجم الثديين أو على الأقل توقف نموهما، وكذلك يتم متابعة نمو العظام كل سنة.
* اختصاصي في طب الأطفال
تصاحب عملية البلوغ دوما تغيرات جسدية ملحوظة على كلا الجنسين تحول الطفل إلى مراهق. وتحدث هذه التغيرات نتيجة لعمل عدة هرمونات يبدأ الجسم في زيادة إفرازها. ويعتبر لفظ البلوغ المبكر (Precocious Puberty) هو التعبير الدقيق على ظهور هذه العلامات قبل الوقت الطبيعي لها وهو فترة المراهقة. وبغض النظر عن الفروق الشخصية بين الأطفال واختلاف ظهور هذه العلامات من طفل إلى آخر، اتفق على أن ظهور علامات البلوغ على الطفلة الأنثى قبل عمر 8 سنوات يعتبر بلوغا مبكرا، وظهور علامات البلوغ على الطفل الذكر قبل عمر 9 أعوام يعتبر بلوغا مبكرا.
البلوغ المبكر
* وبطبيعة الحال فإن ظهور علامات البلوغ المبكر يتسبب في الكثير من المشكلات للأطفال سواء من الذكور أو الإناث، حيث يعاني الطفل من تشوش في المشاعر العاطفية والاجتماعية والرغبة الجنسية المبكرة ويتعرض للحرج بين أقرانه. ومثلا تعاني الفتاة من مظهرها البالغ وهي ما زالت في عمر الطفولة، فضلا عن إمكانية تعرضها لمضايقات جنسية نظرا لمظهرها البالغ وعدم نضج الاكتمال العقلي لديها. ويحدث الأمر نفسه بالنسبة للذكور، إذ يصبحون أكثر عدوانية.
ويمكن حدوث مشكلات نفسية نتيجة لزيادة الرغبة الجنسية، وفضلا عن مشكلات المظهر يمكن أن تواجه الطفل بعض المشكلات الطبية، سواء كانت السبب في البلوغ المبكر الذي يستوجب العلاج، أو كانت نتيجة لزيادة الطول المفاجئة التي تتسبب لاحقا في قصر القامة عند البلوغ.
علامات البلوغ المبكر
* يعاني الطفل من البلوغ المبكر إذا ظهرت عليه أي من الأعراض الآتية قبل عمر 7 سنوات، بالنسبة للفتيات:
* نمو الثديين وكبر حجمهما، وتعتبر أول علامة من علامات البلوغ المبكر تلفت النظر، ويمكن أن تبدأ في إحدى الثديين قبل الآخر.
* زيادة مفاجئة في الطول.
* ظهور شعر العانة وتحت الإبطين.
* بداية الدورة الشهرية، وتعتبر من آخر العلامات التي تظهر على الفتاة.
* ظهور حب الشباب (acne) في الوجه.
وبالنسبة للأطفال الذكور تكون العلامات:
* نمو الخصيتين وكبر حجمهما، وتعتبر أول العلامات التي تظهر على الأطفال من الذكور، وكذلك ونمو القضيب ولكنه يلي كبر حجم الخصيتين بفترة قد تصل إلى العام.
* ظهور شعر العانة وتحت الإبطين وفي الوجه مكان الشارب والذقن.
* زيادة مفاجئة في الطول.
* خشونة في الصوت.
* ظهور حب الشباب.
يجب الإشارة إلى أنه في أحيان نادرة تعاني بعض الفتيات تحت عمر 3 سنوات من حالة مرضية تشبه البلوغ المبكر ويكون فيها كبر حجم الثديين فقط دون بقية علامات البلوغ، وكذلك ظهور شعر العانة للفتيات والذكور قبل عمر 7 أعوام، وهذه الحالة أحيانا تكون نموا طبيعيا وليست بلوغا مبكرا ولا تحتاج إلى علاج، وفي الأغلب تظهر بقية علامات البلوغ في موعدها المحدد.
أسباب البلوغ المبكر
* يحدث البلوغ نتيجة لتحفيز جزء معين في المخ يسمى «ما تحت المهد» أو «الهيبوثلامث» (hypothalamus)، وهذا الجزء هو الذي يتحكم في عمل الغدة النخامية الموجودة في المخ، التي تقوم بدورها بإفراز الهرمونات الجنسية التي تحفز عمل المبيض في الأنثى والخصيتين في الذكر، ويحدث البلوغ المبكر نتيجة:
* مشكلة معينة في المخ مثل ورم يقوم بإفراز هرمون يحفز الغدة النخامية.
* تلف يحدث في «الهيبوثلامث».
* تلف يحدث للجهاز العصبي المركزي نتيجة لالتهاب أو خراج في المخ أو جراحة أو إصابة شديدة للرأس نتيجة لحادث.
* عيب خلقي يؤثر على جمجمة الطفل وبالتالي على تكوين المخ.
هناك أسباب أخرى قد تؤدي إلى البلوغ المبكر ومنها العامل الوراثي، فالاحتمالية تزيد إذا كان البلوغ بدأ مبكرا في أحد الوالدين، وبعض الدراسات التي تربط بين زيادة مؤشر كتلة الجسم BMI (مؤشر كتلة الجسم يتم حسابه بحساب الوزن بالكيلوغرامات مقسوما على مربع الطول بالمتر المربع)، وزيادة احتمالية حدوث بلوغ مبكر.
تشخيص المرض
* يعتمد تشخيص المرض على الحالة الإكلينيكية الواضحة، فضلا عن إجراء عدة تحليلات لقياس هرمون الذكورة بالنسبة للذكور (التستوستيرون)، التي تكون مرتفعة جدا، كذلك قياس هرمون الأنوثة في الدم بالنسبة للإناث (الاستروجين)، ولكن ليس بنفس الأهمية كما الذكور، فضلا عن أن هرمونات الأنوثة يمكن أن تكون مرتفعة في حالات وجود ورم في المبيض أو خلل هرموني، كما تتغير الهرمونات للأنثى من أسبوع لآخر. وكذلك يتم قياس الهرمونات المتحكمة في الهرمونات الجنسية وكذلك يتم عمل أشعة رنين مغناطيسي على المخ لمعرفة وجود أي أورام في المخ قد تكون المسؤولة عن البلوغ المبكر، ويمكن أيضا عمل أشعة تلفزيونية على الحوض توضح تضخم في المبيضين، ويمكن كذلك عمل أشعة إكس على الرسغ واليدين لمعرفة عمر العظام وهل تم اكتمال نموها من عدمه.
علاج البلوغ المبكر
* بعد تشخيص المرض وقبل عرض الطفل على الطبيب، يجب على الأسرة أن تقوم بشرح مبسط للطفل حول التغيرات التي تحدث لجسده وأنها تحدث بشكل طبيعي للأطفال الأكبر عمرا ولكنها حدثت له مبكرا لسبب مرضي، ويجب كذلك ملاحظة التغيرات النفسية التي تحدث للطفل، خصوصا أداءه الدراسي وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية وإخبار الطبيب عنها، ويجب كذلك على أفراد الأسرة المحيطين بالطفل عدم التركيز على مظهر الطفل باستمرار والتعامل مع الطفل بشكل معتاد ومتابعته في الدراسة والأنشطة الاجتماعية المختلفة.
يهدف علاج البلوغ المبكر إلى وقف النمو الجنسي للطفل وكذلك وقف نمو العظام حتى لا يتم اكتمال نموها سريعا مما يمكن أن يؤدي إلى أن يصبح الطفل قصيرا حين يحدث البلوغ الفعلي لاحقا، وتبعا للسبب يكون هناك طريقتان لعلاج المرض، الأولى تكون موجهة لعلاج السبب مثل وجود ورم في المخ أو خلافه، والطريقة الثانية تهدف إلى خفض المعدلات العالية من الهرمونات الجنسية سواء للأطفال الذكور أو الإناث عن طريق العلاج الدوائي.
وفي حالة وجود ورم في المخ يتم استئصاله جراحيا، ولكن نظرا لصعوبة الوصول أحيانا إلى الورم والخوف من تلف الأنسجة الحيوية المحيطة بالورم مثل العصب البصري، يمكن استخدام العلاج بالأشعة في حالة عدم الاستئصال الجراحي التام.
بالنسبة للعلاج الهرموني فالعلاج المتاح الآن عبارة عن هرمون مصنع يؤدي إلى تعطيل إفراز الهرمونات الجنسية التي تؤدي إلى البلوغ المبكر، ومع العلاج يمكن أن يقل حجم الثديين أو يتوقف نموهما، وكذلك يمكن أن تتوقف الدورة الشهرية ولكن يمكن نزول قطرات من الدم كل فترة، وبالنسبة للذكور يقل حجم الخصيتين والقضيب ليصل إلى الحجم الطبيعي، وكذلك يمكن أن يتوقف نمو العظام، ويتبع ذلك عودة سلوك الطفل إلى الشكل المعتاد في التعامل والمناسب لسنه.
وتتم متابعة الطفل كل 4 أو 6 شهور للتأكد من أن النمو قد توقف، ومن علامات الاستجابة الجيدة للعلاج بالنسبة للإناث عدم زيادة حجم الثديين أو على الأقل توقف نموهما، وكذلك يتم متابعة نمو العظام كل سنة.
* اختصاصي في طب الأطفال