أمضينا وقتا طيبا على الشاطيء،
- جاء دور الجزء الثاني من الخطة، استراتيجية رقم 18، وهي استراتيجية رائعة بعنوان ( إحتلي دورها )...
- بالتأكيد، لذلك علي أن أعود بسرعة للمنزل لأبدأ العمل.
- ماذا ستفعلين بالضبط....؟؟
- سأنظم الغرفة لتصبح مناسبة لجلسة مساج، وسأدلكه بالزيوت العطرية المثيرة جنسيا، ولكني لن ألمح له بطلب الجنس أبدا، بل سأتركه يشعر أني لا أريد، ...
- صحيح، لكن لا تنسي الحمام الدافئ ثم...............سري جدا............ لأن هذا النوع من الحمامات ينشط الدورة الدموية في جسم الرجل ويساعده على النشاط الجنسي لفترة ساعتين متتاليتين، ..
- نعم تذكرت، سأفعل ولن أنسى...وسأردد عليه تلك الكلمات التي علمتني إياها ..ثم سأترك بطاقة الدعوة التي استلفتها من صديقتي لعرس إحدى الأسر المهمة في البلد على طاولة السرير، ليراها ويكوّن فكرة على أن معارفي وصديقاتي مهمات، لكن سأدون عليها اسمي وكأنها وصلتني أنا وموجهة لي شخصيا.
- رائع..... وبعد كيف ستتزينين..؟؟
- سألبس طقما ناعما عبارة عن بنطال جينز قصير، مع خاتم فضي لامع بفص في أصبع قدمي الصغير، مع شبشب بإصبع، وتيشيرت قصير، وشعري سأرفعه شينيون غير منتظم، مع بقاء الخصلات متناثرة حول رأسي وكأني لم أقصد تصفيفه ولممته بسرعه، وسأرتدي قرطا من المعدن الدائري ليغريه، كما قلت....
- وماذا عن المكياج...؟؟
- سأضع رموشا صناعية وروج لتكبير الشفتين فقط، لا شيء آخر...
- ممتاز، لا تضعي ظل العيون لا يناسب التخطيط لليلة كهذه...
- هل نسيت شيئا...
- ما الذي ستفعلينه عند تدليكه، وتلييفه
أركز في عدة أماكن حساسة ( سري جدا) وأقوم بعمل حركات تحرك الدورة الدومية في تلك المنطقة، ادعي لي بالتوفيق
- من كل قلبي غاليتي...
وفي المساء، كانت صديقتي برود قد أعدت الغرفة لتبدو كجناح في فندق، ونظمت البانيو ليفوح بعطر الورد، مع زخات من ورق الورد، واستعدت كما اتفقنا....
دخل مطر إلى الغرفة، محبطا، ورمى بنفسه على السرير بثقل شديد، ولم يلحظ برود التي كانت عند ردهة غرفة الملابس تطل على زينتها، فاستوعب تلك اللحظات، أن ثمت رائحة زكية في الغرفة، رائحة تبث النشاط والحيوية، وأضواء الغرفة رومانسية، ولأنه رجل رومانسي، شعر بحاجته إلى تبديل مزاجه النكد، بعد ذلك الموعد المزعج مع تلك النكدة، فحدث نفسه ربما يستمتع بوقته، فهو غالبا ما ينسى مشاكله عبر الانغماس في الاستمتاع،
تحركت برود أمامه بتعمد، وعن بعد ولم تقترب، فقد أصبحت تعلم السر في هذه الحركة،
ثم لوحت بمؤخرتها في حركة غير مقصودة، محاولة إحضار علبة من رف علوي أمامها، فبدا جمال جسدها وتناسقه، وأناقتها وحيويتها،
شعر مطر الجنوبي بحاجته لحمام دافئ، فلا يمكن لأي جنوبي أن يغازل ما لم يستحم، غالبا، وهذه الأجواء تدفع الجنوبيين دفعا للحمام، استقام جالسا: برود...
إلتفتت برود بتقنية ساحرة خاصة، علمتها سرها،
وقالت: هلا والله متى دخلت...
مطر: ما حسيتي فيني، ...
- كنت مشغولة أفكر ...
- في شو..
- في الخاتم، شو رايك فيه
ورفعت قدمها النظيفة الجميلة أمامه، أنظر، يعجبني لونه، لكني أفكر إن كان سيعجبك، أم أرتدي هذا القرمزي...
حدق مطر في خاتمها، وبدأ ينتبه إلى نظافة قدميها،
فتحت شهيته نوعا ما، وقال: اختاري ما يعجبك فكلها جميلة عليك...
وتذكرت أني حذرتها وقلت: إن شعرت أنه متضايق فلا تسأليه عن السبب، لأن سؤالك سيزيده نكدا، ونحن نرغب في إعادة برمجته لصالحك، عندما يحل عندك يجب أن ينسى العالم الخارجي بما فيه...!!!
- أحب حديثك هذا، أنت غاية في الذوق ( حبيبي أنت ذويق)
حمل جسده المتعب، وعقله المتخم بالتفكير، وسار نحو الحمام، فتفاجأ بالبانيو المليء بالماء، وسألها:
هل تنوين الاستحمام، ...؟
- لا أعددته لك، ...
- هل لازال ساخنا
- نعم، جربه، ويمكنك إضافة الماء الساخن دفعة واحدة من خلال الطشت قرب البانيو.
- ما الحكاية ما كل هذا الدلال..
- لا شيء، طوال عمري أحبك وأدللك، فأنت تستحق
- مزاجك رايق
- صحيح، طلعنا كلنا على البحر، واتعشينا، ولعبنا في الماي...
- ياسلام، على المزاج الرايق على طول يارب
- تعال حبيبي أليفك.....سري جدا جدا
******************************************************************************
الألم
والألم، جزء لا يتجزأ من الحياة، فلا حياة بلا ألم، .......... تتساقط دمعاتها الساخنة على وجنتيها، تجر كحل عينيها، وهدبها الطويل بات كثيفا، أنفها المحمر ووجنتيها الملتهبتين من البكاء عبرتا بجرأة عن شدة الألم..........
- هل انتهيت، ( سألتها باهتمام).....؟؟
فعادت تبكي وهي تحدق في الصور الواحدة تلو الأخرى، ثم تقرأ في الرسائل، وتعود لتبكي.............
- كل هذا...؟؟ من تلك التي تحتمل كل هذا...؟؟ هل رأيت الصور، هل قرأت الرسائل، ألا تشعرين بي، كيف علي ان أرى كل هذا وأسكت، أكاد اجن، أكاد أجن......... تخيلي كيف يكون حال امرأة مثلي، ترسل لها عشيقة زوجها صورا ورسائل كهذه تقتلني، انظري ( وتتناول أحدى الصور) انظري هنا كيف يقبلها على فمها، وفي هذه الصورة انظري كيف يطوقها بذراعيه، وكأنه يخشى عليها، ويكاد يجن بها حبا، .... هل تتوقعين أن ما أقوم به من ألاعيب يمكن ان يتفوق على علاقتهما، ........ هذا مستحيل يا ناعمة، نحن نضحك على انفسنا.
- بل حقيقة، لقد تفوقت عليها، وبات زوجك يهملها، ولأنها شعرت بتفوق عليها ارادت ان تحطمك، لهذا ارسلت لك بكل هذه الصور، هذا دليل كبير، على أنها انهارت اخيرا، صدقيني ما فعلت ذلك إلا لأنها اخيرا أدركت انك تفوقت، .........
تنظر لي وقد ابتلعت دموعها، وهدأت، .......
وتساءلت غير مصدقة: أحقا ما تقولين، أم ترغبين في تهدئتي،
- بل حقا ما أقول، وسينصرك الله بعد حين، بإذنه تعالى، فلا تتهوري، ودعينا ندرس الأمر ونحلل موقفها،
بات في يدنا يا برود صورة لها، نحلل من خلالها شخصيتها، لنتعرف على نقاط ضعفها، فنزداد قوة ونهزمها، .....
- نعم، نعم، لم أنتبه للأمر،
- كما أصبح لديك سلاح لتدميرها، يكفي ان يعلم زوجك انها راسلتك بهذه الصور، ليكرهها، ويكشف حقيقتها القذرة.
- صحيح، تخيلي شعوره حينما يعلم انها أرسلت لي هذه الصور، تخيلي كيف سيشعر نحوها.........
- إن الله مع الصابرين، ولتعلمي يا برود، أني حينما انوي علاج اية مشكلة لأي عميلة، أتوكل على الله، وأعدها أن الأمور ستكون بخير، وأحيانا، لا أجد خطة سريعة، لكني اعلم ان الله سييسر لنا السبيل، فنحن أصحاب حق، .... وسبحان الله، انظري كيف يسر امرك، فما ترينه شر وتبكين عليه، هو خير عظيم لك، ...
- هل اتصل الآن به، لأخبره بما فعلت، هل أريه الصور، ما رأيك..........؟؟
- لا غاليتي، يجب ان ندرس الأمر جيدا، نحن نرغب في أن يعلم انها راسلتك لتفسد حياتك، لكننا في المقابل لا نريده أن يعلم انك علمت...
- ولم........؟؟
- لأنه ببساطة، ليس من العقل ان تكوني قد رأيت كل هذه الصور وتبقين صامته في احضانه، لا بد من اتخاذ موقف ذا قوة، كأن تهجريه، او تهدديه بالإنفصال، شيء ما يشعره بالخوف، لكنك الآن في وقت لا يسمح لك بهذا، انت في وضع تحتاجين فيه إلى البقاء بقربه، فهو الوقت الذي بدأت علاقته بالساقطة تنهار، وهي كانت تهدف إلى ذلك، كانت تريدك ان تنزعجي فتتركي البيت، ليخلوا لها الجو، كانت تريدك ان تهجري زوجك لتستفرد به وحدها، فتغيره عليك وربما اقنعته بالزواج منها، وانفصاله عنك، ....... فكري قليلا، واحدة مثلها لماذا سترسل لك هذه الصور......؟؟
- ربما لتكيدني، وتحطمني، وأجل لتخلق مشكلة كبيرة بيني وبينه، ......
- صحيح، هي ترغب في جعل المشاكل تتفاقم بينكما، بينما ليس من مصلحتك ان تحققي رغبتها، ....... أعلم ان مشاعرك قوية، وجرحك غائر، لكن الإنسان الحق، الراغب في النجاح، يضع المشاعر جانبا، ريثما يحقق مبتغاه، عليك ان تتحملي، وان تتماسكي، وركزي في هدفك، ما الجديد في الصور، كنت تعلمين انه على علاقة بها ويعاشرها، كنت تعلمين ذلك، فما هو الجديد........؟؟؟
- لا أعلم، كنت اشك، في ذلك، بل كنت متأكدة، لكن حينما رأيت الصور شعرت بشي غريب، وكأني لأول مره اعلم، كأني لأول مرة أراهما، لكن معك حق، علي أن أتماسك، وسأتماسك، ساعديني، .........
- لملمي مشاعرك، وجففي دمعك، وتوقفي عن النظر للصور، فهي مجرد ماضي، لا سبيل لعودته، كل الصور تحمل تواريخ قديمة، ... تحمل ذكرياتها التي لم تعد قادرة على استعادتها، ولهذا استخدمتها كسلاح اخير في حربها ضدك، وقد علمتني خبرتي في الاستشارات، ان أحول الأزمة إلى منحة، ..... انظري إلى الصور، إنها سلاحك الآن، لم تعد سلاحها،
- كيف اتصرف اشرحي لي.......
- ستعيدينها إلى الظرف الذي وضعت فيه، وستغلقينها وكأنك لم تفتحيها بعد، ثم ستأخذينها للبيت، وضعيها في وسط جريدة، وضعي الجريدة بشكل عفوي على السرير، وأتوقع انه سيفتحها، لأن كل الرجال يحبون تصفح الصحف، ....
- ربما تصفح الجريدة في العمل، ......!!!
- لا بأس لا مشكلة، سيتصفحها أيضا في البيت، .. المهم أن تكون قريبة منه، ...
- لدي فكرة افضل، ......
- ماهي، ..؟؟
- ما رأيك أن اضعها على مساحات سيارتي، وعندما يخرج عصرا يراها، ما رأيك......؟؟
- فكرة جيدة....... المهم ان لا يعلم انك اطلعت عليها، ولا تجعليه يشعر بشيء...!!!
نظرت إلي ...... كانت هناك ابتسامة اشرقت من خلف غيوم الدموع، وهب النسيم، فتلاعب بخصلات شعرها الفارة من مشبكها، ثم هزت المرجيحة التي كنا نجلس عليها، فتأرجحت من جديد، وانطلقت إلى الأعلى، بسعادة وأمل عتيد،
- حديقتكم جميلة يا برود، .....
- ينسقها لنا بستاني بكساتني، كان يعمل سابقا في بيت عمي ( اب زوجي)، وحاليا أصبح لديه شركته الخاصة، سأعطيك رقم الشركة إن أحببت.
- لا توجد لدي حديقة في الوقت الحالي، لا يوجد متسع لها في بيتي كما تعلمين، ....
- يمكنك تنسيق حديقة داخلية، ينسقها لك في الصالون أو المجلس،
- فكرة جيدة، احب الحدائق الداخلية، لكن ايضا ليس الآن، ربما في المستقبل...... اتركك الآن فقد تأخر الوقت، ...... تصبحين على خير.
*********************************************************************************
ليس بالأمر السهل أن تترك المرأة بيتها لأي سبب كان، وأنا شخصيا لا أشجع المرأة على ذلك، كما أني أحرص على تجنيبها الأسباب التي تدفها لفعل أمر كهذا، فالمرأة المجروحة بخنجر الخيانة، لا تملك أن تبقى أمام زوجها غالبا، فهي بحاجة إلى الإنزواء بجرحها بعيدا،
برود التي أصبحت تلميذة رائعة، بدأت تفهم سياستي في حل المشاكل، وأصبحت واعية بما يكفي لتبلور سلوكياتها بما يخدم هدفها السامي، ألا وهو استعادة زوجها من براثن امرأة لعوب،
جاءني هاتفها في وقت متأخر من الليل، هامسة: ألو...... ناعمة، أبشرج الأمور بخير، ..... بكلمج باجر، بس حبيت أطمنج....
وفي صباح ذلك اليوم، كانت برود بنشاط أكثر من المعتاد، وبدى وجهها أكثر إشراقا، نم عن سعادة غامرة، وراحة نفسية، واستقرار أمني مستتب،
ابتسمت من بعيد وهي ترمقني من انفراج الباب، بينما كانت إحدى عميلاتي تجلس أمامي، ...... انتظرت برود بهدوء، وهمت بصنع الشاي لنفسها، ثم أرسلت لي بكوب إلى المكتب، ........
فهمت من هذه الحركة أن مزاجها رايق، وأنها ستنتظر بدون تململ، وبالفعل، انتظرت برود ما يقارب الخمس وأربعين دقيقة، قبل أن تجلس إلي، ومع هذا دخلت بابتسامة عريضة، وعيون تزقزق فرحا،
- لقد فعلتها، ولقنتها درسا لا أكادها تنساه.........
- بشري، كيف صارت الأمور، .......؟؟
- لا ليس بهذه السهولة، أولا أخبريني ، كم من الوقت أمامي، لأعرف إن كنت سأحكي لك التفاصيل، أم باختصار......... فالأمر يحتاج إلى قعدة طويلة، سأستشيرك في أمور جديدة، فزوجي العزيز، كشف عن وجه آخر........!!!
- إذا هاتي من النهاية، ما هو الوجهة الآخر.........؟؟
- ماذا تقصدين...؟؟ هل يعني هذا أنه لا وقت لدي..؟؟ تريدين من الآخر، وأنا أريد أن أحكي لك بالتفصيل...!!!
- ماذا أفعل يا برود، أنت بلا موعد، وهناك عميلة قد حجزت هذه الساعة، لكن انتظري، سأرى إن كانت هناك فرصة...... فرفعت سماعة الهاتف، واتصلت بالسكرتيرة: ألو، ..... ماذا عن العميلة التالية، .......؟؟ أوه جيد، لا لابأس، سأنتظرها، دعيها تقود على راحتها، لا تستعجل، .. الله يوصلها بالسلامة.
- ها يابرود حظك جيد، عميلتي من العين، ويبدو أنها خرجت متأخرة، وستصل متأخرة، نصف ساعة على الأقل، خذي راحتك، وهاتي ما عندك........
- البارحة ياصديقتي، نفذت ما اتفقنا عليه، وقمت بوضع الظرف بالصور، على مساحة سيارتي، بعد عودتي من العمل، ثم دخلت إلى البيت بشكل طبيعي، ثم جاء هو بعدي من عمله بنصف ساعة تقريبا كالعادة، وكنت أراقبه من النافذة، لأتأكد إن كان قد لمح الظرف أم لا،
- وبعد،
- بالطبع لا حظ الظرف، ........ فنزل من سيارته وتناول الظرف، ويبدو أنه فتحه في سيارته، .....
- وبعد...
- لم يدخل سيارته إلى الكراج كالمعتاد، وإنما هم بالصعود إلى غرفتي، وكنت في هذه الأثناء ألاعب أطفالي، ليشعر أني على مايرام، وأني لا أعلم عن الأمر شيء، تنهد بارتياح، وبدا عليه القلق، فسألته: حبيبي أجهز الغداء ريثما تبدل ملابسك،...... فرد مسرعا: لا تذكرت أمرا وعلي العودة للمكتب لأجلب بعض الأوراق....... تغدي ولا تنتظريني.......
- وبعد........
- لم يتأخر كثيرا، ........... بعد أقل من ساعة عاد وهيأته تنم عن عراك، وكان ثمة خدش في رقبته، ثم نام حتى العشاء، ........ عندما دخلت إليه، لأوقظه، وجدته صاحيا، يبحلق في السقف، ثم طلب مني أن أدنو منه،
وسألني: هل تحبينني حقا.......؟؟
فأجبته: أكثر من أي إنسان في هذه الدنيا، ......
وقد كنت أتحدث من قلبي، رغم ما فعله بي......
فنظر لي بعطف، واعتدل في مقامه، حتى جلس، وفتح ذراعيه لي، فأسرعت نحوه، وجلست قربه، وخدي على صدره، شعرت بالرغبة في البكاء، فقد كان موقفا غريبا،
ثم سألني: هل يمكن أن يتغير حبك نحوي، لأي سبب.........؟؟ فأجبته : لا، لا أفعل ذلك، لا أتخلى عنك إلا إن تخليت عني.........
فقال: برود......... سامحيني، فقد ظلمتك كثيرا، وأرجو أن لا تسأليني عن أي شيء فعلته قبل هذا اليوم، صدقيني، لم أشعر بقيمتك في حياتي كما أحسست به اليوم، أعتقد أني سأجن إن خسرتك، .......
تذكرت كلامك ياناعمة عندما قلت لي بأن لا أستفسر كثيرا، وأدعه يتحدث، ...... باسترسال، ........ فغمرت وجهي في صدره بأمان،.......
ثم دعاني للخروج وحدنا، ورغم صعوبة الأمر بسبب الأطفال، إلا أني تصرفت، .......
كان سارحا طوال الوقت، يتصرف كالذي يعيش فترة نقاهة، تمشينا على الكرنيش، واشترى لي الآيسكريم، وأمسك بيدي وهو يتأمل البحر، واحتضنني، وشعرت به حقيقة مجروح، فقد كان سارحا، هادئا، ومتألما.......
- هل تحدثتما حول أي شيء........؟؟
- لا شيء مهم، كنت أنتظر منه أن يتحدث، كان أغلب الوقت صامتا يفكر، ويتأمل، بحزن شديد، وإن حاول التقرب مني، ورغم لمساته، إلا أني شعرت بأنه مجروح، .......... فما تفسيرك للأمر.....؟؟
- يبدو أنه قسى عليها كثيرا، ........ ورغم أن هذا سيؤلمك، لكن قطع علاقته بها، يحزنه، فالجنوبي، أكثر الناس ندما على العلاقات التي تنتهي وتولي، إنه لا ينسى بسرعة، ويبقى يتذكر الحبيبة بنوع من الألم، ...... وليس الجنوبي فقط بل كل الرجال، وحتى النساء، فتلك علاقة طويلة، احتلت مكانة ما في عقله وقلبه، وحياته، وليس من السهل أن يقطها هكذا ثم يمضي في حياته وكأن شيئا لم يكن...!!!
- أرجوك لا تقولي ذلك، هذا يولمني، هل يحزن عليها، ولا يشعر بي، كم عانيت منه، كيف له أن يشعر بالحزن لأجلها........ هل يعني ذلك أنه سيعود لها مرة أخرى، أنا حتى غير متأكدة من أنه قطع علاقته بها فعلا، أم لا ....
- موقفه معك، ينم عن أمر كهذا، فعلى ما يبدو أنه اتخذ معها إجراء، كقطع العلاقة، فما فعله معك، هو تأكيد لقراره، عندما يسألك عن حبك له، ويأتي ليأخذك معه، ويحاول التقرب إليك، إنما هي ردة فعل طبيعية، لإنسان قضى على علاقة، من أجل أن ينجو بعلاقة أخرى يرى أنها أهم بالنسبة إليه.
- هل يعني أنه فضلني عليها لأنه يحبني، ......
- إن شاء الله، لما لا، لكن هناك اعتبارات أخرى، عليك أن تنظري لها، فأنت أم أولاده، وهذه الإنسانة حاولت أن تدمر علاقته بك عن طريق تلك الصور، وهذا شكل تهديدا مرا بالنسبة له، وكما سبق أن قلت لك فالجنوبي، لا يحب المرأة المتسلطة، كما لا يحب المتآمرة، أنه يكره المرأة التي تتصرف على هذه الشاكلة، وإرسالها للصور إليك، حطم مكانتها لديه، وجعله يرى منها القبح الذي لم يكن يراه، ..... غيرتها أو هدفها في الحفاظ عليه لا يبرر لها مافعلت، لقد كادت أن تسيء إلى سمعته قبل أن تدمر علاقته بك.
- إذا لا سبيل إلى عودتها، مرة أخرى، هل خرجت نهائيا من حياتنا............؟؟؟
- غير صحيح، ....... عزيزتي برود، نحن نتعامل مع بشر، هذا ليس بالكمبيوتر، لا يمكنه أن يضغط على زر ديليت، فيتخلص من الذكرى، الأمر أعمق من ذلك، ...... للأمر علاقة بالهرمونات، ...... والعادات، والميول، كما أن له علاقة بإنسانية الشخص، فهو سيبقى حزينا عليها ويذكرها لفترة طويلة،
- يارب، يجرحني كلامك، أرجوك، بدأت أيأس، ........ علي أن أرحل الآن، أنا بحاجة إلى الجلوس وحدي...
- لما، ........ أنا لم أنهي كلامي بعد، برود عزيزتي، لن أجاملك، لأني لا أستطيع مجاملتك على حساب مصلحتك، إني أريك الواقع، عليك أن تنظري بعمق للمسألة، لكي تكوني على استعداد لكل ما سيواجهك لاحقا، ....... إن كل المشوار الذي قضيناه سابقا، لا يساوي شيء فيما سيقبل علينا من تحديات، الأمر ليس بالسهولة التي تتصورين، لدينا مشوار طويل وعلينا أن ننظر له بوعي كبير، لكي لا نخسر كل ما قمنا به، حتى الآن......
- نعم، أفهمك، لكني أيضا أتألم، أحبه، ويؤلمني أن يحب غيري ويتألم لتركها، .......
- هو أيضا يحبك، ولتعلمي أن الرجل قادر على حب أكثر من امرأة في وقت واحد، فالإنسان يحب بعدة حواس، كما يحب لعدة أسباب، وقد يكون حبه لها لأسباب جنسية، ....... بينما يحبك لأسباب نفسية، أو مغناطيسية،
- كيف، ما المغناطيسية هذه، ......... كيف يحبني بمغناطيسية، ....؟؟
- الحب الجنسي، هو أن تقدم له جنسا، يحقق لديه إشباعا لا يجده في علاقته معك، أما الحب النفسي، فهي الحب لأجل احتياج نفسي عند الإنسان، ينبع من ميول نفسي خاص عادة، أو من عقدة ما، والحب المغناطيسي، أي يحبك لأجل ما يشعر به ناحيتك من جاذبية شخصية، ..... وستجدينه جليا في حياة الخطيبين عامة
- ما رأيك أنت ما هو نوع حبه لي يا ترى، ........؟؟؟
- أعتقد والله أعلم، أنه الحب النفسي، فبعد أن كان زوجك باحثا عن ذاته، في نساء مشهورات، أصبح يحقق ذاته من خلال حبك وتقديرك له، كما وجد في حبك له علاجا لمشكلة النقص التي لا زمته لفترة طويلة، ........
- وماذا عن الحب الجنسي والمغناطيسي، هل سيبقى شاغرا في انتظار نزيلة جديدة.....؟؟
- بل سنسرع في شغل الحيز، وسأخبرك لا حقا كيف، وسأدربك على الأمر، ......
- أخبريني الآن عن أي شيء مهما كان بسيطا، لا تتركيني هكذا، أشعر بالخوف، وكأني أتدرب على المشي، وأخاف السقوط، لقد أدمنت على نصائحك، لم أعد أخطو خطوة واحدة بدونك، فلا تتخلي عني.
- إن كلامك هذا يقلقني، عليك أن تثقي في ذاتك، أنت أيضا قادرة على إيجاد الحلول، عليك أن تفعلي ذلك،
- ليس الآن، لا زلت بحاجة إلى إشارات ضوئية في دربي الطويل، كلامك الآن، جعلني أشعر بأني جاهلة، أسير في درب مظلم بلا شعلة تنيره، ........ أضيئي دربي، لأشعر بالإطمئنان،
- لن أتخلى عنك، وسأساعدك، ..... وتأكدي أنك لست بجاهلة، وإنما هناك أمورا تخفى عليك، سأشرحها لك بالتفصيل لا حقا.
********************************************************************************
غادرت برود وأعلم أن ثمة شعور حزين يغمرها، أعلم أن حديثي أصابها بالقلق، لكني أعلم أيضا أن القلق صديق النجاح، لا أريدها أن تندفع إليه، لا أريدها أن تتهاوى بين يديه بسرعة، كي لا يقرف، ....... أمر غريب أليس كذلك.... إن الأمر ببساطة يحدث بهذه الطريقة
تخيلي ما يحدث، أو ضعي نفسك مكانه، فكيف تتصرفين، كان يحب ليزا، ثم اكتشف أنه يريد برود أيضا، ثم بدأ يميل إلى برود أكثر، وعندما لزمه أن يختار اختار برود، بينما في قلبه بعض الود القديم لليزا، ثم ينظر فيرى برود بخير، تضحك وفرحة جدا به، تتطاير حوله كالفراشة، فتعيد لقلبه الإطمئنان، وينسى خوفه من فقدها، فهي له بكل جوارحها، ولا يمكن لامرأة أن تحبه بكل هذا القدر أن تتركه ذات يوم لأجل أي شيء، فيصبح مطمئنا نحوها، فيعاوده الشوق القديم، ويفكر في امرأة حزينة تركها خلفه، ويرى أن بإمكانه اسعاد اثنتين في وقت واحد، فلم لا يغفر لليزا، ويعود إليها، لقد تعلمت درسا، ولن تعيد الكرة، ليزا أيضا ستصبح أكثر تعقلا الآن،
هكذا سيفكر غالبا، وعندما يجره الشوق الكبير، سيعود بلا تفكير....!!!!
لكن أنظرن كيف يعالج الأمر، كيف عليكن التصرف في حالة أن زوجك قطع علاقته بعشيقة ما، لأجلك كيف تتصرفين، لا تفرحي فالله لا يحب الفرحين، بل اهدئي، واحمدي الله، ثم فكري في الخطوات التالية، لأن المهمة لم تنتهي بعد، ......!!!!!
- كنت أنتظر زيارتك بفارغ الصبر، خشيت أن تغيري رأيك... لم يعد بإمكاني السكوت على ما يحدث، زوجي صامت طوال الوقت يفكر، ويطالع موبايله في كل لحظة، ولا يأكل، تصوري، لماذا هو هكذا... هذا يحبها، ولربما يعشقها يا ناعمة...
- صحيح، إنه يعشقها بينما قد لا يحبها، ...
-وهل هناك فرق بين العشق والحب، ...
-نعم، فالعشق هرمون رخيص، أقصد أنه مؤقت يفسد على الإنسان الرؤية، ويفقده وعيه، ألم تسألي نفسك لما يحب زوجك مطربة، لمَ لا يرى مثلا أنها لا تناسبه اجتماعيا، ..... لأن الحب أعمى، وهذا الهرمون مسؤول عن ذلك العمى...
- إذا فالحب أعمى بالفعل، ......
- بكل تأكيد غاليتي، إنه أعمى بشدة أيضا، ..... إن المحب لا يستطيع أن يرى عيوب حبيبه، لا يستطيع أن يقف على نواقصه، يراه كاملا، لأسباب علمية،)
- كلام غريب، لكنه يشبه الواقع إلى حد بعيد،
- هل تذكرين كيف كنت ترين عيوب زوجك في بداية زواجكما، لأنك لم تكوني تحبينه، كفاية، واليوم، أصبحت ترينه وسيما، ومحبوبا، وبدأت ترين فيه ما يغري النساء ويجذبهم إليه، هو أيضا في بداية الزواج لم يكن يحبك، كان ينتقدك كثيرا، لكن بعد أن أحبك، أصبحت في مكانة عالية في دماغه، مكانة لا يستطيع معها انتقادك، إنه المركز المحظور،
- شيء غريب، أنت تقولين أمورا غريبة، لكنها تؤكد كل ما كنا نسمع عنه، .. أكملي علميني أريد أن أعرف المزيد عن هذه الحياة، ....
-إن زوجك الصامت الكئيب الحزين، يعاني من نقص عالي في هرمون العشق، المعروف بالفينيل أثيل أمين، وهو نوع من الأمينات التي تعطي الإنسان شعور بالنشوة وارتفاع في المعنويات، ... كيف أشرحه لك، .... أها نعم، كشرب القهوة، نوعا ما ألا يشعرك بالنشاط والحيوية، أيضا هذا الهرمون يشعرك بالفرح والسعادة، بلا أسباب، فقط مجرد تواجدك مع الحبيب يعطيك هذا القدر من الفينيل، ....
- وهل هذا يعني أن غياب ليزا أفقد زوجي هذا الهرمون، وهل هو مهم لحياتنا، ...
- نعم، غياب ليزا جعل هذا الهرمون يقل نسبيا، ... مما يسبب اكتئابه، .....
- ماذا تقصدين، لست أفهم، ...... أرجوك اشرحي لي بالتفصيل الدقيق، فأنا لا أعرف الكثير عن هذه الأمور إنها علمية، .... ياربي، بدأت أغرق......
(( لاحظت حماسها للمعرفة وخوفها من أن لا تفهم، أو أن تصدمها الحقيقة...))
- سأخبرك أمرا يا برود، هذا الهرمون صديق وعدو في وقت واحد، فهو بحاجة إلى شيفرة خاصة لتحصلي عليه، أي لكي يكون صديقك أنت ويفرز في دماغ زوجك عندما يراك أنت لا غيرك عليك أن تعرفي المفتاح الصحيح إليه، ألا يقال بأن ثمة مفتاح للقلب، هذا ما أعنيه،
- ناعمة، لمرات عديدة، اعتقدت أنك قادمة من قصص أسطورية، .. أنت تؤكدين كل ماكنا نقرؤه في كتب ألف ليلة وليلة، ...... إذا فقد كانت كل المعتقدات صحيحة، ...
- إلى حد كبير، .... للقلب أو بالأصح للدماغ مفتاح خاص بجزيرة الكنز، كنز الحب، لكل رجل وامرأة في هذه الدنيا فتاحا خاصا، يختلف عن الآخر، لا يتشابه اثنان، كبصمة اليد، ...
-إذا هل هذا يعني أن ليزا كانت تمتلك مفتاح الحب الخاص بزوجي..... هل هذا ما تقصدينه،.........
نظرت إليها وقد أشفقت عليها عندما رأيت على وجهها تلك النظرة المحبطة المفجعة، فقلت بهدوء: ليس تماما، ..... قد تكون تمتلك شيفرة واحدة فقط من شيفرات الحب الأربعة، بينما يمكنك أن تكوني أقوى مفعولا،........ عندما تتعلمين كيف تتعاملين مع الشيفرات المتبقية، ......
-أنت جادة أليس كذلك، لا تجامليني، ولا تحاولين تهدئتي...
-جادة جدا، ...... قبل أن نفك شيفرات الحب الخاصة بزوجك، علينا أن نخلصه من اكتئابه، الحاصل من غياب ليزا، لكي لا يتسبب في عودته إليها مجددا،
-كيف ...... ؟؟ لم يعد لدي صبر أشعر أنه قد يعود في أية لحظة....
-الحياة لعبة جميلة، أجمل ما فيها التشويق، أعتقد أنك في المستقبل ستحنين لهذه اللحظات، والمغامرات، .. ستتذكرينها بشوق،
-بل هي لحظات مرعبة، هيا هلمي أخبريني...
-انظري يا صديقتي، أولا هذا الهرمون سر كبير، لا يعمل كيفما نريد، لكن ثمة خطط للتلاعب به، وسأخبرك عنها لاحقا أما الآن فسأخبرك كيف تتعاملين مع زوجك في هذه المرحلة، لاجتياج الألم الذي يعانيه، وحالة العوز التي ألمت به، ... انظري أولا عليك أن تتعاملي معه بكل حب لكن بلا مبالغة، ... ولنتخيل أنكما تجلسان معا على الطعام، ثم شعرت أنه لا يأكل جيدا، تظاهري بأنك أنت أيضا نفسك مسدودة، وأنك حزينة، واستأذني منه، وقومي إلى حالك، اذهبي مثلا إلى غرفة النوم، واجلسي حزينة، فإذا لحق بك، وسألك عن السبب، قولي له لا شيء، ... ولا تخبريه سوى ذلك، ..... في هذه الأثناء، سينصرف عن التفكير بها إلى التفكير بك، والرجل الذي يحب فك الألغاز والتعامل مع الرموز، سيشعر بالنشاط، وسيبدأ عقله في التجاوب معك، وثمة نواقل عصبية ستعمل لصالحك في هذه الفترة، (( هذه النصيحة لا تناسب كل الزوجات، فلكل حالة نصيحة خاصة))،
- جيد، أنا دائما أفعل العكس فعندما أجده حزينا أهرع إلى مواساته، لذلك يملني ويهرب..
-الرجل بشكل عام يحب أن يحل مشاكله وحده، لا يحب المواساة غالبا، فهو يريد أن يبقى في عينيك الرجل الذي يهب للنجدة، وليس الملهوف، ...... فكفي عن لعب دور المغيث ما لم يطلب منك ذلك، ... كذلك فإن حرصك على أن تكوني على مايرام دائما أمر سيء، عندما يبدأ في التفكير في أمر ما كمشكلة في عمله، لا بأس بأن تسانديه بكوب شاي، وجو هادئ، لكن لاتعرضي المساعدة إلا إن طلبها منك، بينما إن كان حزنه لأجل امرأة أخرى فاحزني أنت أيضا، لكي تشغليه عن التفكير في محبوبته الآثمة.....
- نعم، بدأت أفهم، ...... وماذا عن الأغاني، أصبح يستمع كثيرا لأغاني الهجر...
-هذا هم وبلاء آخر، ..... أعلم أنكما تستمعان كثيرا للأغاني، وأنصحك بالتوقف عن ذلك، ويبقى هذا شأنك وحدك، لكنبخصوص نوع الأغنيات فلها علاقة مباشرة بشيوع الزنى والعياذ بالله، فالأغاني في الوطن العربي بالذات لا تتحدث سوى عن الحب والعلاقات المحرمة، فكل يصف محبوبة لم يحصل عليها، أو محبوبة غربية، ولا يتحدث عن علاقته بزوجته، لا يتحدث عن الفضائل، في الدول الغربية المتقدمة، ثمة أغنيات تتحدث عن الصدق، وعن التضحية، وعن المساكين وعن الجياع، وعن الأمل، وعن كل شي يمكن أن يعالج الحياة، ... أقرأ بعض الكلمات المترجمة تأتي بها بعض المجلات، كلماتهم فيها عبرة، .. في الدول العربية لا يشغل بعض مطربينا سوى العشق والجري خلف المحبوب، نحن شعوب منصرفة للهوى على ما أظن....
- رأيك في محله، .... بدأت أرى أمورا مهمة، .... هل أبدأ في تخليص زوجي من الأشرطة من هذا النوع،
-إن كان ولا بد من سماعه للأغنيات، فقومي بإهدائه واحدا يحمل كلمات مفرحة، تناسب حالكما، وتخلصي من كل الأغنيات التي تركز على الفراق، ..... مع أني أجد أن ثمة أناشيد جميلة، تزرع في الروح السمو حقيقة، ... وتتحدث عن الزوجة، والسعادة، إنها قليلة لكنها تفي بالغرض،
- أعطيني أسماء، وأنا سأبحث عنها، وسأحاول تعويده عليها......
-
جيد، سأخبرك بأسماء الأناشيد، ...... كذلك في هذه الفترة، أدعوك للتوقف عن تقديم العاطفة المباشرة واستخدمي عواطفك الغير مباشرة للتأثير على زوجك، .....
-
ماذا تقصدين بالعواطف الغير مباشرة، .......
- أقصد أن تكتفي بالنظرات الحانية، واللمسات الحساسة، والإتكاء عليه لحظة الإسترخاء بحنان، وكفي في هذه الفترة عن التعبير المباشر، كأن تقولي أحبك، حبيبي، وغير ذلك، ففي هذه الفترة بالذات لا ينفع هذا الكلام، بل يضر غالبا،
-لماذا......؟؟ ما هو السبب....؟؟
-أمر يطول شرحه، سأخبرك لا حقا، أما الآن فسأستأذنك لقد تأخرت كثيرا، ...
**************************
كيف حالك، ...؟؟
- يخير ولله الحمد، أتصل بك لأبشرك بأن الأمور تطورت لصالحي، فبعد أن تفهمت وضعه، اختلفت معاملتي له، وبالتالي استعدته وقربته مني أكثر، البارحة على سبيل المثال، كان يتصل بي كل نصف ساعة من عمله، ليطمئن علي، ويستمع لصوتي، ويشعرني بحبه، وحرصه على إرضائي.
- الحمد لله تستحقين كل الخير، ..
- لكن، ثمة أمر أردت أن أخبرك به، منذ يومين، سمعته يتحدث بعصبية عبر النقال، وعندما راجعت الرقم، اكتشفت أنه رقم هاتفها، ثم البارحة عند التاسعة رن هاتف غرفة النوم، ورد عليه بنفسه، فتغير وجهه، ثم أغلق السماعة، وكانت على وجهه نظرة غريبة، وكأن المتصل قال شيء أثار خوفه، وعندما سألته من كان على الهاتف قال لي لا أحد،
- وما رأيك أنت في الأمر..
- أعتقد أنها لازالت تلاحقه، ما رأيك..؟؟
- هذا أيضا ما خطر في بالي، إنها تلاحقه، وربما تهدده، وهو متعب من الأمر،
- تراه يستجيب لها، ..
- إن شاء الله، لن يفعل، لكني أجدك هادئة ماشاء الله، ما السر..؟؟
- لا أعرف، فمنذ أن بدأ يهتم بي، اكتسبت ثقة كبيرة به، ومتفائلة بأن كل الأحداث ستكون لصالحي،
- إن شاء الله، عسى أن يرزقك الله على حسب نيتك، ..
- إن كانت تهدده فهل الأمر في صالحي أم لا،
- لا نستطيع أن نتكهن بالأمر، لكن من دراسة، فإن تهديدها قد يعيده إليها إن شعر أنه تهديد ضعيف ونابع من حب وشوق، وقد يجعله ينسفها من حياته إلى الأبد، إن شعر أنه نابع من حقد وغيظ،
- وكيف سيعرف، ...
- أسلوبها، سيقول له كل شيء...
ومرت عدة أيام قبل أن تعيد برود الإتصال بي،
- لن تتخيلي وقاحتها، لقد اتصلت بي على هاتف الغرفة، وحدثتني، عن علاقتها بزوجي، تصوري، ماذا عساي أفعل الأن...؟؟؟ هل أخبره بما فعلت، أم أتصرف كأنها لم تتصل،
- ماذا قالت لك بالضبط..
- وماذا عساها تقول، طبعا حكت لي تاريخ علاقتها بزوجي، وبالتفصيل الوقح، ولولا أنني أغلقت السماعة في وجهها لكانت تمادت أكثر، اسمعي هاهي تتصل إنها تلح في الإتصال، ..
- ردي عليها،
- لا أريد، كلامها يمزقني،
- لا بأس ردي، وضعيها على المتحدث الجهوري، لأسمع ما تقول، وليتك تسرعين أولا بإحضار مسجلة لتسجيل المحادثة،
- سأسجلها عبر الموبايل، ..
- هل يتسع،
- نعم،
- جيد، ردي بسرعة،
ردت برود بعصبية عليها: ألو..
- كيف حالك برود، أعرف أن مكالمتي أزعجتك، لكني أردت أن أطلعك على المسخ الذي غشنا نحن الأثنتين،
- لا أسمح لك بنعت زوجي بالمسخ،
- ألازلت تحبينه، بعد أن خانك،
- أنا لا أصدق ما تقولين، أنت مدسوسة لإفساد سعادتي،
- لا بأس إن لم تصدقي، لكني أحمل الأدلة كما أني أعرف كل شيء عن حياتكما، أعرف كل شيء،
- مثل ماذا، ...
- أعرف عدد أبناءك، وأسماءهم، ولدي صور عديدة لهم، كذلك أعرف أنك عانيت نزيفا رحميا مدة ستة شهور بعد طفلتك الثانية، ...!!!
- وماذا في ذلك كل صديقاتي وقريباتي يعلمن ذلك....!!
- نعم لكنهن بالطبع لا يعرفن أنك لا تنامين قبل أن .. وأنك تحبين ....، وأن لديك شامة حمراء في ....
- من أخبرك كل هذا، هذا غير صحيح، ...
- لا بأس إن كان غير صحيح، لكنه إن كان صحيحا، فلا بد أن زوجك الوحيد الذي أخبرني بذلك، أم أن كل صديقاتك أيضا يعلمن أمورا خاصة عن علاقتك الحميمة بزوجك، ..
- أيا كان ما تقولينه، أنا لا أصدق أن زوجي يخونني، ..
- لأنك غبية، ومثلك تستحق الخيانة، عندما أخبرني كم أنت غبية ومادية، وباردة، لم أصدق، لكن يبدو لي الآن أنه كان على حق،
- ماذا تريدين ...؟؟
- أريد أن أريك الحقيقة التي غابت عن عينيك، زوجك ليس سوى خائن، ولست أنا الوحيدة التي في حياته، كان يعرف امرأة أخرى اسمها جوليا،
- وهل تعرفين جوليا..
- نعم، أعرفها تمام المعرفة، إننا نقيم علاقات مشتركة مع مطر،
- ماذا تقصدين
- أقصد ما فهمت، مطر شاذ، إنه يقيم علاقات جماعية، أي نحن الإثنتين على فراش واحد،
- كاذبة، فجوليا خرجت من حياته منذ زمن،
- وصدقت، إذن راجعي فندق ( ) حيث كانت تقيم الشهر الماضي، .....!!!
- بأي حق تتصلين بي، ولماذا ترغبين في إفساد حياتي، ألا تخافين الله، ألا تخافين الله، كلامك هذا فيه قذف خطير لزوجي، ولن أسامحك عليه،
- وماذا فعلت بك، هل خطأي، أني أشرح لك الحقيقة، ......
- خطأك الكذب، زوجي وإن أقام علاقات، لكنه لا يمكن أن يكون شاذا بهذه الصورة، أنت مقرفة، وكلامك ينم عن إنسانة دنيئة، حسبي الله عليك،
أغلقت برود الهاتف بعصبية، وانهارت تبكي،
- هل سمعت، هل سمعت ما قالت، زوجي شاذ، لا أصدق هذا الكلام، لا بد أنها كاذبة، وتريد الإيقاع بيننا، إن صدق كلامها، ستكون القاضية، إن صدقت سينتهي كل شيء، لا أتخيل أني كنت أعيش طوال تلك السنوات مع رجل بهذا الغموض لا أعرف عنه أي شيء،
- اهدئي، يا برود لا تقسي على نفسك، في النهاية هذا كلام مغرض، ولا دليل عليه، ومجرد تفكيرك بأنه قد يكون صدقا، يعتبر ظنا، وإثما،
- ماذا أفعل، إنها تحطم ثقتي فيه، كلامها يزعزعني، ... هل أتصل بالفندق الذي قالت عنه، وأسأل إن كانت جوليا فعلا قدمت الشهر الماضي،
- لا ... لا تفعلي، لأنه حتى لو كان كلامها حقيقة، فهذا لا يدل على أن ما قالته بشأن العلاقة الشاذة، حقيقة، فجوليا لها أعمالها هنا وأنت تعلمين،
- إذا .. كيف أتأكد، وماذا أفعل بالتسجيل، هل أطلع زوجي على ما تدعيه، بصراحة لم يعد بإمكاني التجاهل، الأمر أخطر من مجرد شعور، كل جسدي مستفز، إني أنتفض، حسبي الله ونعم الوكيل، ما السبيل يا ربي، ما السبيل، ...؟؟؟ - يا الله، كيف بني آدم ضعيف، كلمة تهده، هكذا يابرود، مجرد كلام، من تلك الساقطة، جعلك تنهارين، إنها تتهمه بلا وجه حق، ولا دليل، ... ولعلها كاذبة، فقط ترغب في تحطيم ثقتك فيه، ترغب في دس السم في قلبك عليه، فلا تسمحي لهأ،
- أخشى أن يكون كلامها حقيقة،..
- وماذا لو لم يكن حقيقة، ماذا لو كان مجرد كذب في كذب، ستكون ساعتها قد انتصرت عليك، وفعلت بك ما أرادت، تكون سممت حياتك، وانتصرت ..
- هاهي تتصل من جديد، ..
- ردي عليها،
- لا أريد أن أرد، صرت أخشى أن تقول لي شيئا آخر يميتني، بت أخاف منها...
- بل ردي مبتسمة، وكلما سردت لك واقعة اضحكي باستهزاء الواثقة، دمريها بهدوئك وثقتك، ولا تهتزي، وسجلي المكالمة أيضا،
ردت برود بهدوء مفتعل: ألو..
- لماذا أقفلت السماعة، ..
- مشغولة، ..
- وأنا لن أعطلك ، فقط سأعطيك رقم جوليا اتصلي بها، وهي ستخبرك الحقيقة، طبعا هي لن تتحدث عن العلاقة الشاذة، فهي متكتمة، لكن اسأليها إن كانت لازالت على علاقة بمطر أم لا،
- لا أريد رقم جوليا، ولن أتصل بأحد، وسواء كنت صادقة أم لا، فكل هذا لا يهمني، المهم أن زوجي اليوم معي، ...
- معك إلى متى، حتى يجد لعبة جديدة يلهو بها، .. البارحة كان سهران في ال( )، وكان يرقص مع شقراء، اسأليه إن كان سينكر،
- في أية ساعة.....
- بعد الثانية عشرة تقريبا، ....
- كذبت فقد كان نائما قربي هنا في البيت، .....
- تتسترين عليه،
- بل أقول الصدق، حتى وإن لم تصدقي، والآن أجدك كاذبة في كل ماقلت، وعلى فكرة، لا تتخيلي أن الأمر سيمر ببساطة، فسوف أريك..
- نعم، كحادثة الصور، تظنين أني لم أفهم، فقد أرسلت لك الصور، ولم أضعها على مساحة السيارة، فكيف وصلت إلى هناك، أنت اطلعت على الصور ثم وضعتها على المساحة، .. أنت ماكرة، كان يجب أن أعرف أنك لست سوى حية رقطاء، سلبتني حبيبي،
- حبيبك هذا زوجي،
- أنت لا تستحقينه، ماذا لديك لتقدميه له، لا شيء، مجرد آنية فخارية قديمة ومشروخة، تثير الغبرة أينما حلت،
- يبدو أنك لم تريني، ولربما نقلت لك أخبار خاطئة عني، .. على كل حال، لا يهمني رأيك بي، المهم أن زوجي مقتنع، ويحبني، .. ويبدو أني سأطلب منه تغيير أرقام هواتفنا، لأننا في سنوات عسل طويلة، ولا نريد إزعاجا.. مع السلامة..
أغلقت برود الهاتف، وقالت لي: هل سمعت، بدأت أشك في كلامها، قد تكون كاذبة بالفعل، فلا أصدق أن زوجي شاذ، بهذه الصورة..!!
- بإذن الله، إنه ليس كذلك، ..
- ماذا أفعل بالتسجيل، هل أسمعه الشريط، ...
- دعينا نفكر، علينا أن نحسب الخطوات القادمة بدقة، هناك كلام مهم علينا حذفه أولا، بشأن الصور، احذفي هذا الجزء، لكي لا يشك في الأمر،
- نعم فكرت في ذلك، ..وبعد،
- دعيني أفكر وسأرد عليك، حالما أجد حلا مناسبا، .. وأنت أيضا فكري، لعلك تهتدين لحل أمثل،
- نعم سأفعل،
- وحتى ذلك الحين، أوصيك بالصبر، ولا تتهوري، ولا تسمحي للشك بالسيطرة عليك،
- إن شاء الله، سأحاول، شكرا لك.
لقراءة الجزء السادس (الاخير) اضغطي هنا
- جاء دور الجزء الثاني من الخطة، استراتيجية رقم 18، وهي استراتيجية رائعة بعنوان ( إحتلي دورها )...
- بالتأكيد، لذلك علي أن أعود بسرعة للمنزل لأبدأ العمل.
- ماذا ستفعلين بالضبط....؟؟
- سأنظم الغرفة لتصبح مناسبة لجلسة مساج، وسأدلكه بالزيوت العطرية المثيرة جنسيا، ولكني لن ألمح له بطلب الجنس أبدا، بل سأتركه يشعر أني لا أريد، ...
- صحيح، لكن لا تنسي الحمام الدافئ ثم...............سري جدا............ لأن هذا النوع من الحمامات ينشط الدورة الدموية في جسم الرجل ويساعده على النشاط الجنسي لفترة ساعتين متتاليتين، ..
- نعم تذكرت، سأفعل ولن أنسى...وسأردد عليه تلك الكلمات التي علمتني إياها ..ثم سأترك بطاقة الدعوة التي استلفتها من صديقتي لعرس إحدى الأسر المهمة في البلد على طاولة السرير، ليراها ويكوّن فكرة على أن معارفي وصديقاتي مهمات، لكن سأدون عليها اسمي وكأنها وصلتني أنا وموجهة لي شخصيا.
- رائع..... وبعد كيف ستتزينين..؟؟
- سألبس طقما ناعما عبارة عن بنطال جينز قصير، مع خاتم فضي لامع بفص في أصبع قدمي الصغير، مع شبشب بإصبع، وتيشيرت قصير، وشعري سأرفعه شينيون غير منتظم، مع بقاء الخصلات متناثرة حول رأسي وكأني لم أقصد تصفيفه ولممته بسرعه، وسأرتدي قرطا من المعدن الدائري ليغريه، كما قلت....
- وماذا عن المكياج...؟؟
- سأضع رموشا صناعية وروج لتكبير الشفتين فقط، لا شيء آخر...
- ممتاز، لا تضعي ظل العيون لا يناسب التخطيط لليلة كهذه...
- هل نسيت شيئا...
- ما الذي ستفعلينه عند تدليكه، وتلييفه
أركز في عدة أماكن حساسة ( سري جدا) وأقوم بعمل حركات تحرك الدورة الدومية في تلك المنطقة، ادعي لي بالتوفيق
- من كل قلبي غاليتي...
وفي المساء، كانت صديقتي برود قد أعدت الغرفة لتبدو كجناح في فندق، ونظمت البانيو ليفوح بعطر الورد، مع زخات من ورق الورد، واستعدت كما اتفقنا....
دخل مطر إلى الغرفة، محبطا، ورمى بنفسه على السرير بثقل شديد، ولم يلحظ برود التي كانت عند ردهة غرفة الملابس تطل على زينتها، فاستوعب تلك اللحظات، أن ثمت رائحة زكية في الغرفة، رائحة تبث النشاط والحيوية، وأضواء الغرفة رومانسية، ولأنه رجل رومانسي، شعر بحاجته إلى تبديل مزاجه النكد، بعد ذلك الموعد المزعج مع تلك النكدة، فحدث نفسه ربما يستمتع بوقته، فهو غالبا ما ينسى مشاكله عبر الانغماس في الاستمتاع،
تحركت برود أمامه بتعمد، وعن بعد ولم تقترب، فقد أصبحت تعلم السر في هذه الحركة،
ثم لوحت بمؤخرتها في حركة غير مقصودة، محاولة إحضار علبة من رف علوي أمامها، فبدا جمال جسدها وتناسقه، وأناقتها وحيويتها،
شعر مطر الجنوبي بحاجته لحمام دافئ، فلا يمكن لأي جنوبي أن يغازل ما لم يستحم، غالبا، وهذه الأجواء تدفع الجنوبيين دفعا للحمام، استقام جالسا: برود...
إلتفتت برود بتقنية ساحرة خاصة، علمتها سرها،
وقالت: هلا والله متى دخلت...
مطر: ما حسيتي فيني، ...
- كنت مشغولة أفكر ...
- في شو..
- في الخاتم، شو رايك فيه
ورفعت قدمها النظيفة الجميلة أمامه، أنظر، يعجبني لونه، لكني أفكر إن كان سيعجبك، أم أرتدي هذا القرمزي...
حدق مطر في خاتمها، وبدأ ينتبه إلى نظافة قدميها،
فتحت شهيته نوعا ما، وقال: اختاري ما يعجبك فكلها جميلة عليك...
وتذكرت أني حذرتها وقلت: إن شعرت أنه متضايق فلا تسأليه عن السبب، لأن سؤالك سيزيده نكدا، ونحن نرغب في إعادة برمجته لصالحك، عندما يحل عندك يجب أن ينسى العالم الخارجي بما فيه...!!!
- أحب حديثك هذا، أنت غاية في الذوق ( حبيبي أنت ذويق)
حمل جسده المتعب، وعقله المتخم بالتفكير، وسار نحو الحمام، فتفاجأ بالبانيو المليء بالماء، وسألها:
هل تنوين الاستحمام، ...؟
- لا أعددته لك، ...
- هل لازال ساخنا
- نعم، جربه، ويمكنك إضافة الماء الساخن دفعة واحدة من خلال الطشت قرب البانيو.
- ما الحكاية ما كل هذا الدلال..
- لا شيء، طوال عمري أحبك وأدللك، فأنت تستحق
- مزاجك رايق
- صحيح، طلعنا كلنا على البحر، واتعشينا، ولعبنا في الماي...
- ياسلام، على المزاج الرايق على طول يارب
- تعال حبيبي أليفك.....سري جدا جدا
******************************************************************************
الألم
والألم، جزء لا يتجزأ من الحياة، فلا حياة بلا ألم، .......... تتساقط دمعاتها الساخنة على وجنتيها، تجر كحل عينيها، وهدبها الطويل بات كثيفا، أنفها المحمر ووجنتيها الملتهبتين من البكاء عبرتا بجرأة عن شدة الألم..........
- هل انتهيت، ( سألتها باهتمام).....؟؟
فعادت تبكي وهي تحدق في الصور الواحدة تلو الأخرى، ثم تقرأ في الرسائل، وتعود لتبكي.............
- كل هذا...؟؟ من تلك التي تحتمل كل هذا...؟؟ هل رأيت الصور، هل قرأت الرسائل، ألا تشعرين بي، كيف علي ان أرى كل هذا وأسكت، أكاد اجن، أكاد أجن......... تخيلي كيف يكون حال امرأة مثلي، ترسل لها عشيقة زوجها صورا ورسائل كهذه تقتلني، انظري ( وتتناول أحدى الصور) انظري هنا كيف يقبلها على فمها، وفي هذه الصورة انظري كيف يطوقها بذراعيه، وكأنه يخشى عليها، ويكاد يجن بها حبا، .... هل تتوقعين أن ما أقوم به من ألاعيب يمكن ان يتفوق على علاقتهما، ........ هذا مستحيل يا ناعمة، نحن نضحك على انفسنا.
- بل حقيقة، لقد تفوقت عليها، وبات زوجك يهملها، ولأنها شعرت بتفوق عليها ارادت ان تحطمك، لهذا ارسلت لك بكل هذه الصور، هذا دليل كبير، على أنها انهارت اخيرا، صدقيني ما فعلت ذلك إلا لأنها اخيرا أدركت انك تفوقت، .........
تنظر لي وقد ابتلعت دموعها، وهدأت، .......
وتساءلت غير مصدقة: أحقا ما تقولين، أم ترغبين في تهدئتي،
- بل حقا ما أقول، وسينصرك الله بعد حين، بإذنه تعالى، فلا تتهوري، ودعينا ندرس الأمر ونحلل موقفها،
بات في يدنا يا برود صورة لها، نحلل من خلالها شخصيتها، لنتعرف على نقاط ضعفها، فنزداد قوة ونهزمها، .....
- نعم، نعم، لم أنتبه للأمر،
- كما أصبح لديك سلاح لتدميرها، يكفي ان يعلم زوجك انها راسلتك بهذه الصور، ليكرهها، ويكشف حقيقتها القذرة.
- صحيح، تخيلي شعوره حينما يعلم انها أرسلت لي هذه الصور، تخيلي كيف سيشعر نحوها.........
- إن الله مع الصابرين، ولتعلمي يا برود، أني حينما انوي علاج اية مشكلة لأي عميلة، أتوكل على الله، وأعدها أن الأمور ستكون بخير، وأحيانا، لا أجد خطة سريعة، لكني اعلم ان الله سييسر لنا السبيل، فنحن أصحاب حق، .... وسبحان الله، انظري كيف يسر امرك، فما ترينه شر وتبكين عليه، هو خير عظيم لك، ...
- هل اتصل الآن به، لأخبره بما فعلت، هل أريه الصور، ما رأيك..........؟؟
- لا غاليتي، يجب ان ندرس الأمر جيدا، نحن نرغب في أن يعلم انها راسلتك لتفسد حياتك، لكننا في المقابل لا نريده أن يعلم انك علمت...
- ولم........؟؟
- لأنه ببساطة، ليس من العقل ان تكوني قد رأيت كل هذه الصور وتبقين صامته في احضانه، لا بد من اتخاذ موقف ذا قوة، كأن تهجريه، او تهدديه بالإنفصال، شيء ما يشعره بالخوف، لكنك الآن في وقت لا يسمح لك بهذا، انت في وضع تحتاجين فيه إلى البقاء بقربه، فهو الوقت الذي بدأت علاقته بالساقطة تنهار، وهي كانت تهدف إلى ذلك، كانت تريدك ان تنزعجي فتتركي البيت، ليخلوا لها الجو، كانت تريدك ان تهجري زوجك لتستفرد به وحدها، فتغيره عليك وربما اقنعته بالزواج منها، وانفصاله عنك، ....... فكري قليلا، واحدة مثلها لماذا سترسل لك هذه الصور......؟؟
- ربما لتكيدني، وتحطمني، وأجل لتخلق مشكلة كبيرة بيني وبينه، ......
- صحيح، هي ترغب في جعل المشاكل تتفاقم بينكما، بينما ليس من مصلحتك ان تحققي رغبتها، ....... أعلم ان مشاعرك قوية، وجرحك غائر، لكن الإنسان الحق، الراغب في النجاح، يضع المشاعر جانبا، ريثما يحقق مبتغاه، عليك ان تتحملي، وان تتماسكي، وركزي في هدفك، ما الجديد في الصور، كنت تعلمين انه على علاقة بها ويعاشرها، كنت تعلمين ذلك، فما هو الجديد........؟؟؟
- لا أعلم، كنت اشك، في ذلك، بل كنت متأكدة، لكن حينما رأيت الصور شعرت بشي غريب، وكأني لأول مره اعلم، كأني لأول مرة أراهما، لكن معك حق، علي أن أتماسك، وسأتماسك، ساعديني، .........
- لملمي مشاعرك، وجففي دمعك، وتوقفي عن النظر للصور، فهي مجرد ماضي، لا سبيل لعودته، كل الصور تحمل تواريخ قديمة، ... تحمل ذكرياتها التي لم تعد قادرة على استعادتها، ولهذا استخدمتها كسلاح اخير في حربها ضدك، وقد علمتني خبرتي في الاستشارات، ان أحول الأزمة إلى منحة، ..... انظري إلى الصور، إنها سلاحك الآن، لم تعد سلاحها،
- كيف اتصرف اشرحي لي.......
- ستعيدينها إلى الظرف الذي وضعت فيه، وستغلقينها وكأنك لم تفتحيها بعد، ثم ستأخذينها للبيت، وضعيها في وسط جريدة، وضعي الجريدة بشكل عفوي على السرير، وأتوقع انه سيفتحها، لأن كل الرجال يحبون تصفح الصحف، ....
- ربما تصفح الجريدة في العمل، ......!!!
- لا بأس لا مشكلة، سيتصفحها أيضا في البيت، .. المهم أن تكون قريبة منه، ...
- لدي فكرة افضل، ......
- ماهي، ..؟؟
- ما رأيك أن اضعها على مساحات سيارتي، وعندما يخرج عصرا يراها، ما رأيك......؟؟
- فكرة جيدة....... المهم ان لا يعلم انك اطلعت عليها، ولا تجعليه يشعر بشيء...!!!
نظرت إلي ...... كانت هناك ابتسامة اشرقت من خلف غيوم الدموع، وهب النسيم، فتلاعب بخصلات شعرها الفارة من مشبكها، ثم هزت المرجيحة التي كنا نجلس عليها، فتأرجحت من جديد، وانطلقت إلى الأعلى، بسعادة وأمل عتيد،
- حديقتكم جميلة يا برود، .....
- ينسقها لنا بستاني بكساتني، كان يعمل سابقا في بيت عمي ( اب زوجي)، وحاليا أصبح لديه شركته الخاصة، سأعطيك رقم الشركة إن أحببت.
- لا توجد لدي حديقة في الوقت الحالي، لا يوجد متسع لها في بيتي كما تعلمين، ....
- يمكنك تنسيق حديقة داخلية، ينسقها لك في الصالون أو المجلس،
- فكرة جيدة، احب الحدائق الداخلية، لكن ايضا ليس الآن، ربما في المستقبل...... اتركك الآن فقد تأخر الوقت، ...... تصبحين على خير.
*********************************************************************************
ليس بالأمر السهل أن تترك المرأة بيتها لأي سبب كان، وأنا شخصيا لا أشجع المرأة على ذلك، كما أني أحرص على تجنيبها الأسباب التي تدفها لفعل أمر كهذا، فالمرأة المجروحة بخنجر الخيانة، لا تملك أن تبقى أمام زوجها غالبا، فهي بحاجة إلى الإنزواء بجرحها بعيدا،
برود التي أصبحت تلميذة رائعة، بدأت تفهم سياستي في حل المشاكل، وأصبحت واعية بما يكفي لتبلور سلوكياتها بما يخدم هدفها السامي، ألا وهو استعادة زوجها من براثن امرأة لعوب،
جاءني هاتفها في وقت متأخر من الليل، هامسة: ألو...... ناعمة، أبشرج الأمور بخير، ..... بكلمج باجر، بس حبيت أطمنج....
وفي صباح ذلك اليوم، كانت برود بنشاط أكثر من المعتاد، وبدى وجهها أكثر إشراقا، نم عن سعادة غامرة، وراحة نفسية، واستقرار أمني مستتب،
ابتسمت من بعيد وهي ترمقني من انفراج الباب، بينما كانت إحدى عميلاتي تجلس أمامي، ...... انتظرت برود بهدوء، وهمت بصنع الشاي لنفسها، ثم أرسلت لي بكوب إلى المكتب، ........
فهمت من هذه الحركة أن مزاجها رايق، وأنها ستنتظر بدون تململ، وبالفعل، انتظرت برود ما يقارب الخمس وأربعين دقيقة، قبل أن تجلس إلي، ومع هذا دخلت بابتسامة عريضة، وعيون تزقزق فرحا،
- لقد فعلتها، ولقنتها درسا لا أكادها تنساه.........
- بشري، كيف صارت الأمور، .......؟؟
- لا ليس بهذه السهولة، أولا أخبريني ، كم من الوقت أمامي، لأعرف إن كنت سأحكي لك التفاصيل، أم باختصار......... فالأمر يحتاج إلى قعدة طويلة، سأستشيرك في أمور جديدة، فزوجي العزيز، كشف عن وجه آخر........!!!
- إذا هاتي من النهاية، ما هو الوجهة الآخر.........؟؟
- ماذا تقصدين...؟؟ هل يعني هذا أنه لا وقت لدي..؟؟ تريدين من الآخر، وأنا أريد أن أحكي لك بالتفصيل...!!!
- ماذا أفعل يا برود، أنت بلا موعد، وهناك عميلة قد حجزت هذه الساعة، لكن انتظري، سأرى إن كانت هناك فرصة...... فرفعت سماعة الهاتف، واتصلت بالسكرتيرة: ألو، ..... ماذا عن العميلة التالية، .......؟؟ أوه جيد، لا لابأس، سأنتظرها، دعيها تقود على راحتها، لا تستعجل، .. الله يوصلها بالسلامة.
- ها يابرود حظك جيد، عميلتي من العين، ويبدو أنها خرجت متأخرة، وستصل متأخرة، نصف ساعة على الأقل، خذي راحتك، وهاتي ما عندك........
- البارحة ياصديقتي، نفذت ما اتفقنا عليه، وقمت بوضع الظرف بالصور، على مساحة سيارتي، بعد عودتي من العمل، ثم دخلت إلى البيت بشكل طبيعي، ثم جاء هو بعدي من عمله بنصف ساعة تقريبا كالعادة، وكنت أراقبه من النافذة، لأتأكد إن كان قد لمح الظرف أم لا،
- وبعد،
- بالطبع لا حظ الظرف، ........ فنزل من سيارته وتناول الظرف، ويبدو أنه فتحه في سيارته، .....
- وبعد...
- لم يدخل سيارته إلى الكراج كالمعتاد، وإنما هم بالصعود إلى غرفتي، وكنت في هذه الأثناء ألاعب أطفالي، ليشعر أني على مايرام، وأني لا أعلم عن الأمر شيء، تنهد بارتياح، وبدا عليه القلق، فسألته: حبيبي أجهز الغداء ريثما تبدل ملابسك،...... فرد مسرعا: لا تذكرت أمرا وعلي العودة للمكتب لأجلب بعض الأوراق....... تغدي ولا تنتظريني.......
- وبعد........
- لم يتأخر كثيرا، ........... بعد أقل من ساعة عاد وهيأته تنم عن عراك، وكان ثمة خدش في رقبته، ثم نام حتى العشاء، ........ عندما دخلت إليه، لأوقظه، وجدته صاحيا، يبحلق في السقف، ثم طلب مني أن أدنو منه،
وسألني: هل تحبينني حقا.......؟؟
فأجبته: أكثر من أي إنسان في هذه الدنيا، ......
وقد كنت أتحدث من قلبي، رغم ما فعله بي......
فنظر لي بعطف، واعتدل في مقامه، حتى جلس، وفتح ذراعيه لي، فأسرعت نحوه، وجلست قربه، وخدي على صدره، شعرت بالرغبة في البكاء، فقد كان موقفا غريبا،
ثم سألني: هل يمكن أن يتغير حبك نحوي، لأي سبب.........؟؟ فأجبته : لا، لا أفعل ذلك، لا أتخلى عنك إلا إن تخليت عني.........
فقال: برود......... سامحيني، فقد ظلمتك كثيرا، وأرجو أن لا تسأليني عن أي شيء فعلته قبل هذا اليوم، صدقيني، لم أشعر بقيمتك في حياتي كما أحسست به اليوم، أعتقد أني سأجن إن خسرتك، .......
تذكرت كلامك ياناعمة عندما قلت لي بأن لا أستفسر كثيرا، وأدعه يتحدث، ...... باسترسال، ........ فغمرت وجهي في صدره بأمان،.......
ثم دعاني للخروج وحدنا، ورغم صعوبة الأمر بسبب الأطفال، إلا أني تصرفت، .......
كان سارحا طوال الوقت، يتصرف كالذي يعيش فترة نقاهة، تمشينا على الكرنيش، واشترى لي الآيسكريم، وأمسك بيدي وهو يتأمل البحر، واحتضنني، وشعرت به حقيقة مجروح، فقد كان سارحا، هادئا، ومتألما.......
- هل تحدثتما حول أي شيء........؟؟
- لا شيء مهم، كنت أنتظر منه أن يتحدث، كان أغلب الوقت صامتا يفكر، ويتأمل، بحزن شديد، وإن حاول التقرب مني، ورغم لمساته، إلا أني شعرت بأنه مجروح، .......... فما تفسيرك للأمر.....؟؟
- يبدو أنه قسى عليها كثيرا، ........ ورغم أن هذا سيؤلمك، لكن قطع علاقته بها، يحزنه، فالجنوبي، أكثر الناس ندما على العلاقات التي تنتهي وتولي، إنه لا ينسى بسرعة، ويبقى يتذكر الحبيبة بنوع من الألم، ...... وليس الجنوبي فقط بل كل الرجال، وحتى النساء، فتلك علاقة طويلة، احتلت مكانة ما في عقله وقلبه، وحياته، وليس من السهل أن يقطها هكذا ثم يمضي في حياته وكأن شيئا لم يكن...!!!
- أرجوك لا تقولي ذلك، هذا يولمني، هل يحزن عليها، ولا يشعر بي، كم عانيت منه، كيف له أن يشعر بالحزن لأجلها........ هل يعني ذلك أنه سيعود لها مرة أخرى، أنا حتى غير متأكدة من أنه قطع علاقته بها فعلا، أم لا ....
- موقفه معك، ينم عن أمر كهذا، فعلى ما يبدو أنه اتخذ معها إجراء، كقطع العلاقة، فما فعله معك، هو تأكيد لقراره، عندما يسألك عن حبك له، ويأتي ليأخذك معه، ويحاول التقرب إليك، إنما هي ردة فعل طبيعية، لإنسان قضى على علاقة، من أجل أن ينجو بعلاقة أخرى يرى أنها أهم بالنسبة إليه.
- هل يعني أنه فضلني عليها لأنه يحبني، ......
- إن شاء الله، لما لا، لكن هناك اعتبارات أخرى، عليك أن تنظري لها، فأنت أم أولاده، وهذه الإنسانة حاولت أن تدمر علاقته بك عن طريق تلك الصور، وهذا شكل تهديدا مرا بالنسبة له، وكما سبق أن قلت لك فالجنوبي، لا يحب المرأة المتسلطة، كما لا يحب المتآمرة، أنه يكره المرأة التي تتصرف على هذه الشاكلة، وإرسالها للصور إليك، حطم مكانتها لديه، وجعله يرى منها القبح الذي لم يكن يراه، ..... غيرتها أو هدفها في الحفاظ عليه لا يبرر لها مافعلت، لقد كادت أن تسيء إلى سمعته قبل أن تدمر علاقته بك.
- إذا لا سبيل إلى عودتها، مرة أخرى، هل خرجت نهائيا من حياتنا............؟؟؟
- غير صحيح، ....... عزيزتي برود، نحن نتعامل مع بشر، هذا ليس بالكمبيوتر، لا يمكنه أن يضغط على زر ديليت، فيتخلص من الذكرى، الأمر أعمق من ذلك، ...... للأمر علاقة بالهرمونات، ...... والعادات، والميول، كما أن له علاقة بإنسانية الشخص، فهو سيبقى حزينا عليها ويذكرها لفترة طويلة،
- يارب، يجرحني كلامك، أرجوك، بدأت أيأس، ........ علي أن أرحل الآن، أنا بحاجة إلى الجلوس وحدي...
- لما، ........ أنا لم أنهي كلامي بعد، برود عزيزتي، لن أجاملك، لأني لا أستطيع مجاملتك على حساب مصلحتك، إني أريك الواقع، عليك أن تنظري بعمق للمسألة، لكي تكوني على استعداد لكل ما سيواجهك لاحقا، ....... إن كل المشوار الذي قضيناه سابقا، لا يساوي شيء فيما سيقبل علينا من تحديات، الأمر ليس بالسهولة التي تتصورين، لدينا مشوار طويل وعلينا أن ننظر له بوعي كبير، لكي لا نخسر كل ما قمنا به، حتى الآن......
- نعم، أفهمك، لكني أيضا أتألم، أحبه، ويؤلمني أن يحب غيري ويتألم لتركها، .......
- هو أيضا يحبك، ولتعلمي أن الرجل قادر على حب أكثر من امرأة في وقت واحد، فالإنسان يحب بعدة حواس، كما يحب لعدة أسباب، وقد يكون حبه لها لأسباب جنسية، ....... بينما يحبك لأسباب نفسية، أو مغناطيسية،
- كيف، ما المغناطيسية هذه، ......... كيف يحبني بمغناطيسية، ....؟؟
- الحب الجنسي، هو أن تقدم له جنسا، يحقق لديه إشباعا لا يجده في علاقته معك، أما الحب النفسي، فهي الحب لأجل احتياج نفسي عند الإنسان، ينبع من ميول نفسي خاص عادة، أو من عقدة ما، والحب المغناطيسي، أي يحبك لأجل ما يشعر به ناحيتك من جاذبية شخصية، ..... وستجدينه جليا في حياة الخطيبين عامة
- ما رأيك أنت ما هو نوع حبه لي يا ترى، ........؟؟؟
- أعتقد والله أعلم، أنه الحب النفسي، فبعد أن كان زوجك باحثا عن ذاته، في نساء مشهورات، أصبح يحقق ذاته من خلال حبك وتقديرك له، كما وجد في حبك له علاجا لمشكلة النقص التي لا زمته لفترة طويلة، ........
- وماذا عن الحب الجنسي والمغناطيسي، هل سيبقى شاغرا في انتظار نزيلة جديدة.....؟؟
- بل سنسرع في شغل الحيز، وسأخبرك لا حقا كيف، وسأدربك على الأمر، ......
- أخبريني الآن عن أي شيء مهما كان بسيطا، لا تتركيني هكذا، أشعر بالخوف، وكأني أتدرب على المشي، وأخاف السقوط، لقد أدمنت على نصائحك، لم أعد أخطو خطوة واحدة بدونك، فلا تتخلي عني.
- إن كلامك هذا يقلقني، عليك أن تثقي في ذاتك، أنت أيضا قادرة على إيجاد الحلول، عليك أن تفعلي ذلك،
- ليس الآن، لا زلت بحاجة إلى إشارات ضوئية في دربي الطويل، كلامك الآن، جعلني أشعر بأني جاهلة، أسير في درب مظلم بلا شعلة تنيره، ........ أضيئي دربي، لأشعر بالإطمئنان،
- لن أتخلى عنك، وسأساعدك، ..... وتأكدي أنك لست بجاهلة، وإنما هناك أمورا تخفى عليك، سأشرحها لك بالتفصيل لا حقا.
********************************************************************************
غادرت برود وأعلم أن ثمة شعور حزين يغمرها، أعلم أن حديثي أصابها بالقلق، لكني أعلم أيضا أن القلق صديق النجاح، لا أريدها أن تندفع إليه، لا أريدها أن تتهاوى بين يديه بسرعة، كي لا يقرف، ....... أمر غريب أليس كذلك.... إن الأمر ببساطة يحدث بهذه الطريقة
تخيلي ما يحدث، أو ضعي نفسك مكانه، فكيف تتصرفين، كان يحب ليزا، ثم اكتشف أنه يريد برود أيضا، ثم بدأ يميل إلى برود أكثر، وعندما لزمه أن يختار اختار برود، بينما في قلبه بعض الود القديم لليزا، ثم ينظر فيرى برود بخير، تضحك وفرحة جدا به، تتطاير حوله كالفراشة، فتعيد لقلبه الإطمئنان، وينسى خوفه من فقدها، فهي له بكل جوارحها، ولا يمكن لامرأة أن تحبه بكل هذا القدر أن تتركه ذات يوم لأجل أي شيء، فيصبح مطمئنا نحوها، فيعاوده الشوق القديم، ويفكر في امرأة حزينة تركها خلفه، ويرى أن بإمكانه اسعاد اثنتين في وقت واحد، فلم لا يغفر لليزا، ويعود إليها، لقد تعلمت درسا، ولن تعيد الكرة، ليزا أيضا ستصبح أكثر تعقلا الآن،
هكذا سيفكر غالبا، وعندما يجره الشوق الكبير، سيعود بلا تفكير....!!!!
لكن أنظرن كيف يعالج الأمر، كيف عليكن التصرف في حالة أن زوجك قطع علاقته بعشيقة ما، لأجلك كيف تتصرفين، لا تفرحي فالله لا يحب الفرحين، بل اهدئي، واحمدي الله، ثم فكري في الخطوات التالية، لأن المهمة لم تنتهي بعد، ......!!!!!
- كنت أنتظر زيارتك بفارغ الصبر، خشيت أن تغيري رأيك... لم يعد بإمكاني السكوت على ما يحدث، زوجي صامت طوال الوقت يفكر، ويطالع موبايله في كل لحظة، ولا يأكل، تصوري، لماذا هو هكذا... هذا يحبها، ولربما يعشقها يا ناعمة...
- صحيح، إنه يعشقها بينما قد لا يحبها، ...
-وهل هناك فرق بين العشق والحب، ...
-نعم، فالعشق هرمون رخيص، أقصد أنه مؤقت يفسد على الإنسان الرؤية، ويفقده وعيه، ألم تسألي نفسك لما يحب زوجك مطربة، لمَ لا يرى مثلا أنها لا تناسبه اجتماعيا، ..... لأن الحب أعمى، وهذا الهرمون مسؤول عن ذلك العمى...
- إذا فالحب أعمى بالفعل، ......
- بكل تأكيد غاليتي، إنه أعمى بشدة أيضا، ..... إن المحب لا يستطيع أن يرى عيوب حبيبه، لا يستطيع أن يقف على نواقصه، يراه كاملا، لأسباب علمية،)
- كلام غريب، لكنه يشبه الواقع إلى حد بعيد،
- هل تذكرين كيف كنت ترين عيوب زوجك في بداية زواجكما، لأنك لم تكوني تحبينه، كفاية، واليوم، أصبحت ترينه وسيما، ومحبوبا، وبدأت ترين فيه ما يغري النساء ويجذبهم إليه، هو أيضا في بداية الزواج لم يكن يحبك، كان ينتقدك كثيرا، لكن بعد أن أحبك، أصبحت في مكانة عالية في دماغه، مكانة لا يستطيع معها انتقادك، إنه المركز المحظور،
- شيء غريب، أنت تقولين أمورا غريبة، لكنها تؤكد كل ما كنا نسمع عنه، .. أكملي علميني أريد أن أعرف المزيد عن هذه الحياة، ....
-إن زوجك الصامت الكئيب الحزين، يعاني من نقص عالي في هرمون العشق، المعروف بالفينيل أثيل أمين، وهو نوع من الأمينات التي تعطي الإنسان شعور بالنشوة وارتفاع في المعنويات، ... كيف أشرحه لك، .... أها نعم، كشرب القهوة، نوعا ما ألا يشعرك بالنشاط والحيوية، أيضا هذا الهرمون يشعرك بالفرح والسعادة، بلا أسباب، فقط مجرد تواجدك مع الحبيب يعطيك هذا القدر من الفينيل، ....
- وهل هذا يعني أن غياب ليزا أفقد زوجي هذا الهرمون، وهل هو مهم لحياتنا، ...
- نعم، غياب ليزا جعل هذا الهرمون يقل نسبيا، ... مما يسبب اكتئابه، .....
- ماذا تقصدين، لست أفهم، ...... أرجوك اشرحي لي بالتفصيل الدقيق، فأنا لا أعرف الكثير عن هذه الأمور إنها علمية، .... ياربي، بدأت أغرق......
(( لاحظت حماسها للمعرفة وخوفها من أن لا تفهم، أو أن تصدمها الحقيقة...))
- سأخبرك أمرا يا برود، هذا الهرمون صديق وعدو في وقت واحد، فهو بحاجة إلى شيفرة خاصة لتحصلي عليه، أي لكي يكون صديقك أنت ويفرز في دماغ زوجك عندما يراك أنت لا غيرك عليك أن تعرفي المفتاح الصحيح إليه، ألا يقال بأن ثمة مفتاح للقلب، هذا ما أعنيه،
- ناعمة، لمرات عديدة، اعتقدت أنك قادمة من قصص أسطورية، .. أنت تؤكدين كل ماكنا نقرؤه في كتب ألف ليلة وليلة، ...... إذا فقد كانت كل المعتقدات صحيحة، ...
- إلى حد كبير، .... للقلب أو بالأصح للدماغ مفتاح خاص بجزيرة الكنز، كنز الحب، لكل رجل وامرأة في هذه الدنيا فتاحا خاصا، يختلف عن الآخر، لا يتشابه اثنان، كبصمة اليد، ...
-إذا هل هذا يعني أن ليزا كانت تمتلك مفتاح الحب الخاص بزوجي..... هل هذا ما تقصدينه،.........
نظرت إليها وقد أشفقت عليها عندما رأيت على وجهها تلك النظرة المحبطة المفجعة، فقلت بهدوء: ليس تماما، ..... قد تكون تمتلك شيفرة واحدة فقط من شيفرات الحب الأربعة، بينما يمكنك أن تكوني أقوى مفعولا،........ عندما تتعلمين كيف تتعاملين مع الشيفرات المتبقية، ......
-أنت جادة أليس كذلك، لا تجامليني، ولا تحاولين تهدئتي...
-جادة جدا، ...... قبل أن نفك شيفرات الحب الخاصة بزوجك، علينا أن نخلصه من اكتئابه، الحاصل من غياب ليزا، لكي لا يتسبب في عودته إليها مجددا،
-كيف ...... ؟؟ لم يعد لدي صبر أشعر أنه قد يعود في أية لحظة....
-الحياة لعبة جميلة، أجمل ما فيها التشويق، أعتقد أنك في المستقبل ستحنين لهذه اللحظات، والمغامرات، .. ستتذكرينها بشوق،
-بل هي لحظات مرعبة، هيا هلمي أخبريني...
-انظري يا صديقتي، أولا هذا الهرمون سر كبير، لا يعمل كيفما نريد، لكن ثمة خطط للتلاعب به، وسأخبرك عنها لاحقا أما الآن فسأخبرك كيف تتعاملين مع زوجك في هذه المرحلة، لاجتياج الألم الذي يعانيه، وحالة العوز التي ألمت به، ... انظري أولا عليك أن تتعاملي معه بكل حب لكن بلا مبالغة، ... ولنتخيل أنكما تجلسان معا على الطعام، ثم شعرت أنه لا يأكل جيدا، تظاهري بأنك أنت أيضا نفسك مسدودة، وأنك حزينة، واستأذني منه، وقومي إلى حالك، اذهبي مثلا إلى غرفة النوم، واجلسي حزينة، فإذا لحق بك، وسألك عن السبب، قولي له لا شيء، ... ولا تخبريه سوى ذلك، ..... في هذه الأثناء، سينصرف عن التفكير بها إلى التفكير بك، والرجل الذي يحب فك الألغاز والتعامل مع الرموز، سيشعر بالنشاط، وسيبدأ عقله في التجاوب معك، وثمة نواقل عصبية ستعمل لصالحك في هذه الفترة، (( هذه النصيحة لا تناسب كل الزوجات، فلكل حالة نصيحة خاصة))،
- جيد، أنا دائما أفعل العكس فعندما أجده حزينا أهرع إلى مواساته، لذلك يملني ويهرب..
-الرجل بشكل عام يحب أن يحل مشاكله وحده، لا يحب المواساة غالبا، فهو يريد أن يبقى في عينيك الرجل الذي يهب للنجدة، وليس الملهوف، ...... فكفي عن لعب دور المغيث ما لم يطلب منك ذلك، ... كذلك فإن حرصك على أن تكوني على مايرام دائما أمر سيء، عندما يبدأ في التفكير في أمر ما كمشكلة في عمله، لا بأس بأن تسانديه بكوب شاي، وجو هادئ، لكن لاتعرضي المساعدة إلا إن طلبها منك، بينما إن كان حزنه لأجل امرأة أخرى فاحزني أنت أيضا، لكي تشغليه عن التفكير في محبوبته الآثمة.....
- نعم، بدأت أفهم، ...... وماذا عن الأغاني، أصبح يستمع كثيرا لأغاني الهجر...
-هذا هم وبلاء آخر، ..... أعلم أنكما تستمعان كثيرا للأغاني، وأنصحك بالتوقف عن ذلك، ويبقى هذا شأنك وحدك، لكنبخصوص نوع الأغنيات فلها علاقة مباشرة بشيوع الزنى والعياذ بالله، فالأغاني في الوطن العربي بالذات لا تتحدث سوى عن الحب والعلاقات المحرمة، فكل يصف محبوبة لم يحصل عليها، أو محبوبة غربية، ولا يتحدث عن علاقته بزوجته، لا يتحدث عن الفضائل، في الدول الغربية المتقدمة، ثمة أغنيات تتحدث عن الصدق، وعن التضحية، وعن المساكين وعن الجياع، وعن الأمل، وعن كل شي يمكن أن يعالج الحياة، ... أقرأ بعض الكلمات المترجمة تأتي بها بعض المجلات، كلماتهم فيها عبرة، .. في الدول العربية لا يشغل بعض مطربينا سوى العشق والجري خلف المحبوب، نحن شعوب منصرفة للهوى على ما أظن....
- رأيك في محله، .... بدأت أرى أمورا مهمة، .... هل أبدأ في تخليص زوجي من الأشرطة من هذا النوع،
-إن كان ولا بد من سماعه للأغنيات، فقومي بإهدائه واحدا يحمل كلمات مفرحة، تناسب حالكما، وتخلصي من كل الأغنيات التي تركز على الفراق، ..... مع أني أجد أن ثمة أناشيد جميلة، تزرع في الروح السمو حقيقة، ... وتتحدث عن الزوجة، والسعادة، إنها قليلة لكنها تفي بالغرض،
- أعطيني أسماء، وأنا سأبحث عنها، وسأحاول تعويده عليها......
-
جيد، سأخبرك بأسماء الأناشيد، ...... كذلك في هذه الفترة، أدعوك للتوقف عن تقديم العاطفة المباشرة واستخدمي عواطفك الغير مباشرة للتأثير على زوجك، .....
-
ماذا تقصدين بالعواطف الغير مباشرة، .......
- أقصد أن تكتفي بالنظرات الحانية، واللمسات الحساسة، والإتكاء عليه لحظة الإسترخاء بحنان، وكفي في هذه الفترة عن التعبير المباشر، كأن تقولي أحبك، حبيبي، وغير ذلك، ففي هذه الفترة بالذات لا ينفع هذا الكلام، بل يضر غالبا،
-لماذا......؟؟ ما هو السبب....؟؟
-أمر يطول شرحه، سأخبرك لا حقا، أما الآن فسأستأذنك لقد تأخرت كثيرا، ...
**************************
كيف حالك، ...؟؟
- يخير ولله الحمد، أتصل بك لأبشرك بأن الأمور تطورت لصالحي، فبعد أن تفهمت وضعه، اختلفت معاملتي له، وبالتالي استعدته وقربته مني أكثر، البارحة على سبيل المثال، كان يتصل بي كل نصف ساعة من عمله، ليطمئن علي، ويستمع لصوتي، ويشعرني بحبه، وحرصه على إرضائي.
- الحمد لله تستحقين كل الخير، ..
- لكن، ثمة أمر أردت أن أخبرك به، منذ يومين، سمعته يتحدث بعصبية عبر النقال، وعندما راجعت الرقم، اكتشفت أنه رقم هاتفها، ثم البارحة عند التاسعة رن هاتف غرفة النوم، ورد عليه بنفسه، فتغير وجهه، ثم أغلق السماعة، وكانت على وجهه نظرة غريبة، وكأن المتصل قال شيء أثار خوفه، وعندما سألته من كان على الهاتف قال لي لا أحد،
- وما رأيك أنت في الأمر..
- أعتقد أنها لازالت تلاحقه، ما رأيك..؟؟
- هذا أيضا ما خطر في بالي، إنها تلاحقه، وربما تهدده، وهو متعب من الأمر،
- تراه يستجيب لها، ..
- إن شاء الله، لن يفعل، لكني أجدك هادئة ماشاء الله، ما السر..؟؟
- لا أعرف، فمنذ أن بدأ يهتم بي، اكتسبت ثقة كبيرة به، ومتفائلة بأن كل الأحداث ستكون لصالحي،
- إن شاء الله، عسى أن يرزقك الله على حسب نيتك، ..
- إن كانت تهدده فهل الأمر في صالحي أم لا،
- لا نستطيع أن نتكهن بالأمر، لكن من دراسة، فإن تهديدها قد يعيده إليها إن شعر أنه تهديد ضعيف ونابع من حب وشوق، وقد يجعله ينسفها من حياته إلى الأبد، إن شعر أنه نابع من حقد وغيظ،
- وكيف سيعرف، ...
- أسلوبها، سيقول له كل شيء...
ومرت عدة أيام قبل أن تعيد برود الإتصال بي،
- لن تتخيلي وقاحتها، لقد اتصلت بي على هاتف الغرفة، وحدثتني، عن علاقتها بزوجي، تصوري، ماذا عساي أفعل الأن...؟؟؟ هل أخبره بما فعلت، أم أتصرف كأنها لم تتصل،
- ماذا قالت لك بالضبط..
- وماذا عساها تقول، طبعا حكت لي تاريخ علاقتها بزوجي، وبالتفصيل الوقح، ولولا أنني أغلقت السماعة في وجهها لكانت تمادت أكثر، اسمعي هاهي تتصل إنها تلح في الإتصال، ..
- ردي عليها،
- لا أريد، كلامها يمزقني،
- لا بأس ردي، وضعيها على المتحدث الجهوري، لأسمع ما تقول، وليتك تسرعين أولا بإحضار مسجلة لتسجيل المحادثة،
- سأسجلها عبر الموبايل، ..
- هل يتسع،
- نعم،
- جيد، ردي بسرعة،
ردت برود بعصبية عليها: ألو..
- كيف حالك برود، أعرف أن مكالمتي أزعجتك، لكني أردت أن أطلعك على المسخ الذي غشنا نحن الأثنتين،
- لا أسمح لك بنعت زوجي بالمسخ،
- ألازلت تحبينه، بعد أن خانك،
- أنا لا أصدق ما تقولين، أنت مدسوسة لإفساد سعادتي،
- لا بأس إن لم تصدقي، لكني أحمل الأدلة كما أني أعرف كل شيء عن حياتكما، أعرف كل شيء،
- مثل ماذا، ...
- أعرف عدد أبناءك، وأسماءهم، ولدي صور عديدة لهم، كذلك أعرف أنك عانيت نزيفا رحميا مدة ستة شهور بعد طفلتك الثانية، ...!!!
- وماذا في ذلك كل صديقاتي وقريباتي يعلمن ذلك....!!
- نعم لكنهن بالطبع لا يعرفن أنك لا تنامين قبل أن .. وأنك تحبين ....، وأن لديك شامة حمراء في ....
- من أخبرك كل هذا، هذا غير صحيح، ...
- لا بأس إن كان غير صحيح، لكنه إن كان صحيحا، فلا بد أن زوجك الوحيد الذي أخبرني بذلك، أم أن كل صديقاتك أيضا يعلمن أمورا خاصة عن علاقتك الحميمة بزوجك، ..
- أيا كان ما تقولينه، أنا لا أصدق أن زوجي يخونني، ..
- لأنك غبية، ومثلك تستحق الخيانة، عندما أخبرني كم أنت غبية ومادية، وباردة، لم أصدق، لكن يبدو لي الآن أنه كان على حق،
- ماذا تريدين ...؟؟
- أريد أن أريك الحقيقة التي غابت عن عينيك، زوجك ليس سوى خائن، ولست أنا الوحيدة التي في حياته، كان يعرف امرأة أخرى اسمها جوليا،
- وهل تعرفين جوليا..
- نعم، أعرفها تمام المعرفة، إننا نقيم علاقات مشتركة مع مطر،
- ماذا تقصدين
- أقصد ما فهمت، مطر شاذ، إنه يقيم علاقات جماعية، أي نحن الإثنتين على فراش واحد،
- كاذبة، فجوليا خرجت من حياته منذ زمن،
- وصدقت، إذن راجعي فندق ( ) حيث كانت تقيم الشهر الماضي، .....!!!
- بأي حق تتصلين بي، ولماذا ترغبين في إفساد حياتي، ألا تخافين الله، ألا تخافين الله، كلامك هذا فيه قذف خطير لزوجي، ولن أسامحك عليه،
- وماذا فعلت بك، هل خطأي، أني أشرح لك الحقيقة، ......
- خطأك الكذب، زوجي وإن أقام علاقات، لكنه لا يمكن أن يكون شاذا بهذه الصورة، أنت مقرفة، وكلامك ينم عن إنسانة دنيئة، حسبي الله عليك،
أغلقت برود الهاتف بعصبية، وانهارت تبكي،
- هل سمعت، هل سمعت ما قالت، زوجي شاذ، لا أصدق هذا الكلام، لا بد أنها كاذبة، وتريد الإيقاع بيننا، إن صدق كلامها، ستكون القاضية، إن صدقت سينتهي كل شيء، لا أتخيل أني كنت أعيش طوال تلك السنوات مع رجل بهذا الغموض لا أعرف عنه أي شيء،
- اهدئي، يا برود لا تقسي على نفسك، في النهاية هذا كلام مغرض، ولا دليل عليه، ومجرد تفكيرك بأنه قد يكون صدقا، يعتبر ظنا، وإثما،
- ماذا أفعل، إنها تحطم ثقتي فيه، كلامها يزعزعني، ... هل أتصل بالفندق الذي قالت عنه، وأسأل إن كانت جوليا فعلا قدمت الشهر الماضي،
- لا ... لا تفعلي، لأنه حتى لو كان كلامها حقيقة، فهذا لا يدل على أن ما قالته بشأن العلاقة الشاذة، حقيقة، فجوليا لها أعمالها هنا وأنت تعلمين،
- إذا .. كيف أتأكد، وماذا أفعل بالتسجيل، هل أطلع زوجي على ما تدعيه، بصراحة لم يعد بإمكاني التجاهل، الأمر أخطر من مجرد شعور، كل جسدي مستفز، إني أنتفض، حسبي الله ونعم الوكيل، ما السبيل يا ربي، ما السبيل، ...؟؟؟ - يا الله، كيف بني آدم ضعيف، كلمة تهده، هكذا يابرود، مجرد كلام، من تلك الساقطة، جعلك تنهارين، إنها تتهمه بلا وجه حق، ولا دليل، ... ولعلها كاذبة، فقط ترغب في تحطيم ثقتك فيه، ترغب في دس السم في قلبك عليه، فلا تسمحي لهأ،
- أخشى أن يكون كلامها حقيقة،..
- وماذا لو لم يكن حقيقة، ماذا لو كان مجرد كذب في كذب، ستكون ساعتها قد انتصرت عليك، وفعلت بك ما أرادت، تكون سممت حياتك، وانتصرت ..
- هاهي تتصل من جديد، ..
- ردي عليها،
- لا أريد أن أرد، صرت أخشى أن تقول لي شيئا آخر يميتني، بت أخاف منها...
- بل ردي مبتسمة، وكلما سردت لك واقعة اضحكي باستهزاء الواثقة، دمريها بهدوئك وثقتك، ولا تهتزي، وسجلي المكالمة أيضا،
ردت برود بهدوء مفتعل: ألو..
- لماذا أقفلت السماعة، ..
- مشغولة، ..
- وأنا لن أعطلك ، فقط سأعطيك رقم جوليا اتصلي بها، وهي ستخبرك الحقيقة، طبعا هي لن تتحدث عن العلاقة الشاذة، فهي متكتمة، لكن اسأليها إن كانت لازالت على علاقة بمطر أم لا،
- لا أريد رقم جوليا، ولن أتصل بأحد، وسواء كنت صادقة أم لا، فكل هذا لا يهمني، المهم أن زوجي اليوم معي، ...
- معك إلى متى، حتى يجد لعبة جديدة يلهو بها، .. البارحة كان سهران في ال( )، وكان يرقص مع شقراء، اسأليه إن كان سينكر،
- في أية ساعة.....
- بعد الثانية عشرة تقريبا، ....
- كذبت فقد كان نائما قربي هنا في البيت، .....
- تتسترين عليه،
- بل أقول الصدق، حتى وإن لم تصدقي، والآن أجدك كاذبة في كل ماقلت، وعلى فكرة، لا تتخيلي أن الأمر سيمر ببساطة، فسوف أريك..
- نعم، كحادثة الصور، تظنين أني لم أفهم، فقد أرسلت لك الصور، ولم أضعها على مساحة السيارة، فكيف وصلت إلى هناك، أنت اطلعت على الصور ثم وضعتها على المساحة، .. أنت ماكرة، كان يجب أن أعرف أنك لست سوى حية رقطاء، سلبتني حبيبي،
- حبيبك هذا زوجي،
- أنت لا تستحقينه، ماذا لديك لتقدميه له، لا شيء، مجرد آنية فخارية قديمة ومشروخة، تثير الغبرة أينما حلت،
- يبدو أنك لم تريني، ولربما نقلت لك أخبار خاطئة عني، .. على كل حال، لا يهمني رأيك بي، المهم أن زوجي مقتنع، ويحبني، .. ويبدو أني سأطلب منه تغيير أرقام هواتفنا، لأننا في سنوات عسل طويلة، ولا نريد إزعاجا.. مع السلامة..
أغلقت برود الهاتف، وقالت لي: هل سمعت، بدأت أشك في كلامها، قد تكون كاذبة بالفعل، فلا أصدق أن زوجي شاذ، بهذه الصورة..!!
- بإذن الله، إنه ليس كذلك، ..
- ماذا أفعل بالتسجيل، هل أسمعه الشريط، ...
- دعينا نفكر، علينا أن نحسب الخطوات القادمة بدقة، هناك كلام مهم علينا حذفه أولا، بشأن الصور، احذفي هذا الجزء، لكي لا يشك في الأمر،
- نعم فكرت في ذلك، ..وبعد،
- دعيني أفكر وسأرد عليك، حالما أجد حلا مناسبا، .. وأنت أيضا فكري، لعلك تهتدين لحل أمثل،
- نعم سأفعل،
- وحتى ذلك الحين، أوصيك بالصبر، ولا تتهوري، ولا تسمحي للشك بالسيطرة عليك،
- إن شاء الله، سأحاول، شكرا لك.
لقراءة الجزء السادس (الاخير) اضغطي هنا