اختلطت مشاعري فى تلك اللحظة، ووجدتني أفكر في كلامها، حدثتني بصوت يصرخ بحبه، كم تحبه هذه الجوليا، أحبته ولم يحبها، وهي تعلم ذلك، .... انتظرت خروج عمتي بفارغ الصبر ففي حلقي سؤال أريد أن أطرحه عليها، علي أفهم، بت أرغب في فهم دوافعها أكثر من رغبتي في فهم مطر،
- أهلا جوليا، في محادثتنا السابقة شيء لم أفهمه، ذكرت أنه لم يحببك، فكيف علمت بذلك؟
- لأنه كان يخونني على الدوام، إنه مستعد طوال الوقت ليدخل علاقة نسائية جديدة.
- لم لا يحبك إن كنت صديقته كل تلك الفترة.......؟؟
- كنت صديقته المقربة، يمكنك أن تفهمي معنى الصداقة التي جمعتنا، فأنت امرأة بالغة، جمعتنا الظروف والحاجات، والإهتمامات والأفكار، وأحببته كثيرا، إلى درجة أني قدمت له كل ما يريد من دعم وتنازلات، لكني اكتشفت أني لا أحقق طموحه كرجل ٍشرقي.
- وما الذي دفعك للحديث معي حول الأمر.........
- أردت مساعدتك فقط، يمكنني أن أصف لك الكثير عن حياته، لأساعدك على فهمه، ....
صمت قليلا وأنا أسمع كلمات أخرى لم تنطقها، فجوليا يا صديقتي لا تريد مساعدتي، إنها ترغب في التعرف على تفاصيل حياتنا، ترغب في تتبع أخباره، تريد أن تعرف كيف سيعامل زوجته، وكيف سيتصرف معها بعد أن تخلى عنها، أدركت ذلك بنفسي، من الواضح أنها لم تكن سوى متعة جنسية، لم يحبها، ولم يعجب بها، كانت تلبي له حاجته الجنسية فقط،
[color="rgb(139, 0, 0)"]
- برود، هل أنت معي.
- نعم،
- كنت أحدثك عن أسلوبه، هل .................
- عفوا جوليا، لدي عمل الآن أشكرك، مع السلامة،
[/color]
ثم اتجهت إلى مي، .......... : أطلب منك وبرجاء عدم الإتصال بجوليا، إن كنت حريصة على مصلحة مطر.
- أنا لا أتصل بها، هي من تتصل على الدوام،
- إن لم تشجعيها لن تتصل، لا تردي عليها، إنها ماكرة بالفعل،
- وماذا تريد...؟؟
- تريد الفشل لمطر في علاقته الزوجية ليعود لها،
- معقول، ......
- تتوقعين امرأة أحبت رجلا، لعشر سنوات تتنازل عنه بهذه السهولة؟
- صحيح، اعتقدت أنها ستساعدك في فهمه،
- لا أحتاج لمساعدتها،
- مطر في المجلس، لم يستطع السفر.
- الحمد لله.
_ تحليلك صحيح، فعلى ما يبدو أن جوليا، تتبعت مطر طوال العشر سنوات، كانت تحيط به، وتحاول إفشال كل علاقة حب يمر بها، كانت تتعرف إلى صديقاته الجدد وتتخلص منهن بطريقتها، إنها تحبه، وترغب في استعادته في كل مرة، وظنت أنك كغيرك من النساء، كانت تدافع عن حبها وحبيبها، .......
أكملي
[color="rgb(0, 100, 0)"]
مر المساء ثقيلا لم أر فيه أحداً، وعند منتصف الليل، دخل مطر بهدوء، وسمعته وهو يغتسل في الحمام، ثم يندس عاريا تحت الفراش، عادته في النوم، عادة أظنه اكتسبها في الغرب، لكنه لم يحاول لمسي، واستغرق في النوم سريعا،
[/color]
مضت الأيام التالية بشكل عادي جدا، لكني بدأت أشعر بمشاعر الحب تنمو في قلبي تجاهه، شيء غريب حقا، أن نحب هكذا، بلا مقدمات، ونحب بلا عوامل واضحة، أحببته بشيء من الشغف، أصبحت أراقبه، وهو يأكل وهو يرتدي ملابسه، وهو يتحدث، بدأت أرى مالم أره من قبل، فزوجي بالفعل رجل شديد الجاذبية،
عاملني مطر ببرود شديد، ولم يبد نحوي أي نوع من الاهتمام، وشعرت بالحيرة، بدأت أثير انتباهه بزينتي، في البداية بدا مهتما قليلا، لكن مع الأيام شعرت بالملل، وبدأت أكره الزينة، حتى أني صرت أنفر من الجماع، مما أساء الأحوال أكثر وبات يعاملني بقسوة ويتجاهلني، شكل كل ذلك ضغطا رهيبا على قلبي، لا تعلمين إلى أي حد،
- ما رأيك لو نخرج لتناول العشاء.
- تتناولين العشاء في الخارج؟
- نعم، هل من مشكلة؟
- لا، لكني لا أعرف مكانا مناسبا هنا.
- غريبة ألست تخرج كل يوم بصحبة الرفاق لتناول الطعام في الخارج، .........؟
- ليس كل مكان أخرج إليه يناسبك،
- كيف؟
- نحن نخرج إلى أماكن لا تناسب العوائل،
- جد مكانا يناسبنا،
- اقترحي،
- لا أعرف لم يسبق لي الخروج لأماكن عائلية، لست أعرف شيئا على وجه التحديد.
- إذا ابقي في البيت،
- كريه.
نظرت إليه بحزن، وسحبت كتابا كنت اقرأ فيه من تحت الوسادة، وفتحته بعصبية وصرت أقرأ، شعرت أنه بدأ يحدق بي،
- ماذا تقصدين بكلمة كريه، ..........
- .................
- يبدو أنك لم تحصلي على كفايتك من التأديب في بيت أهلك،
- لا تتحدث عن أهلي، أنت آخر من يتحدث عن الأدب
- سأكسر وجهك بقبضتي إن تماديت،
- حاول، وأنا سأريك من أكون،
- هل تتحديني، هل تجرئين....؟؟؟
واندفعت إلى الخارج هربا من عصبيته، لكنه مد يده وأمسك بي، فصرخت في وجهه: اتركنننننننييييييييييي، ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أدوخ، والدنيا تلف من حولي وكدت أسقط، فأمسك بي، ثم أخذني نحو السرير: مابك.........؟؟
لم أستطع الرد عليه، فقد بدأت أفقد وعيي، ثم فقدته، .................
استيقظت لأجد عمتي إلى جواري، وهو يقف بعيدا عن السرير، ينظر لي بقلق، قالت عمتي: بسم الله عليك، يبدو أنك حاملا، متى كان آخر موعد للدورة،........... قلت :لم أرها منذ تزوجت،
قالت: ماشاء الله، يبدو أنك حامل، ألاحظ هذه الأيام عدم رغبتك في الطعام،........ حبيبتي، الله يتمم لك بالخير،
ونظرت نحو مطر الذي بدا منتشيا سعيدا وقالت: مبروك يا مطر، يالله فديتك خذنا الطبيب خلنا نتأكد ونطمن عليها،
ثم ساعدتني لأقف،......... وأسرع مطر لمساعدتنا، ............
عندما خرجنا من عند الطبيبة أسرعت عمتي لزف النبأ السعيد لمطر، فقد تأكد حملي، ومطر الذي بدا سعيدا، لم يستطع إخفاء ابتسامته عني، شعرت في تلك اللحظات بأني أميرته المتوجة على عرش قلبه لأول مرة في حياتي، سار أمامنا دون أن يحاول مساندتي، لكنه فتح لي باب السيارة، وساعدني على الركوب، ......
قالت عمتي: الرجل لا يعلم كيف تشعر المرأة الحامل، لأنه لا يحمل ولا يلد، المرأة في هذه الظروف تحتاج لتغيير الجو، خذها لتتناول الطعام في الخارج، فالطفل بحاجة للغذاء.
رد عليها مطر بحذر: أين نذهب، ........؟؟
قالت: هناك أماكن كثيرة، خذها شاميات، مطعم جميل، وعائلي، كم من مرة عزمونا أخوتك هناك، ....
قال لها بحماس واضح : إذا هل نذهب الآن إلى شاميات.
ردت بخجل: لا.. أعدني الآن إلى البيت، ثم خذها واذهبا، فأنا متعشية ولله الحمد ولا أشعر بالجوع، اذهبا وحدكما.
قال بعد أن خطفني بنظرة: ما رأيك هل لديك القدرة على الذهاب للمطعم؟
قلت : نعم، .......... أشعر بالجوع الشديد.
وفكرت في نفسي، لم َ لم يقبل أن يأخذني إلى المطعم عندما طلبت منه، هل كان على أمه أن تطلب منه ذلك، ألهذه الدرجة لا يحترم رأيي، ولا يقدر طلباتي، .........
ما رأيك فيما حدث ياصديقتي..........؟؟
- إن ما حدث طبيعي، ويثبت نظريتي حول كونه جنوبي، غربي، لأن هذا النوع من الرجال يشعر بالتردد على الدوام، ولا يستطيع أن يحدد ما يريده غالبا، كما لا يستطيع أن يتخذ لك قرارا أبدا، عليك عندما تطلبين منه أي نوع من الخدمات، أن تحددي بالضبط ما تريدين، الكثير من النساء يعانين من الرجل الجنوبي بسبب هذه النقطة، عندما سألك أين آخذك، فهمت أنه يرفض اصطحابك للخارج، بينما كان في الواقع يسأل ليعرف، فهو بالفعل لا يستطيع تحديد هدف الخروج،
تعاني النساء يا بَرود من هذه المشكلة لدى الرجل الجنوبي، فهو قادر على التوقف عن الخروج معك إن لم تحددي وجهتك بشكل واضح، بينما بمجرد أن تصفي وجهتك يصبح مستعدا لأخذك حيث تريدين، ووالدته كانت أكثر حكمة منك عندما أعطته مكانا.
يحاول الجنوبي قدر الإمكان أن يبدو لطيفا مع كل أنواع النساء، إنه رجل يعرف كيف يكسب قلب النساء، فهو يعطيهن الحق في التعبير عن أنفسهن، ويدعم آراءهن، ويضايقه وجود امرأة لا تعرف ماذا تريد، فعلى الرغم من تردده في الحياة يبحث عن امرأة ثابتة الخطى، لتعوض ما يعانيه من نقص، وتدعم حياته من تلك الناحية.
عندما تقررين أمرا وتطلبي منه المساعدة تجدينه متعاونا، لكن إن لمس منك ترددا، تقاعس، بل وربما لا يعود يثق في قراراتك لاحقا.
- فهمت الآن، علي في كل مرة أن أحدد ما أريد عندما أطلب، لاحظت كثيرا ذلك، فعندما يسألني ماذا أشرب، و أقول أي شي، يقول لا يوجد في المطعم ما يسمى أي شي، عليك الإختيار، قرري ما تشربين.....
- نعم هذا ما أقصد، قرري ما تريدين بكل دقة في كل مرة، والآن أكملي ما حدث.
- أنزلنا عمتي، ............ وما أن نزلت حتى شعرت بتوتر الأجواء، ورغبت لو أنه يتحدث، لكنه لم يفعل، كنت في داخلي أشعر بشوق قاتل إلى لمسات أنامله، أو ابتسامة وجهه الجميلة، ......... فنظرت إليه أكثر من مرة وكأني غير قاصدة، لكنه لم يفهم، أو لم يرغب في التجاوب، وعندما وضعت خدي على طرف الباب من جهتي، وبدوت يائسة التفت نحوي وسألني: تعبانة؟
- قليلا،
- تريدين العودة للمنزل.
- لا أرجوك، لم أعد أطيق المنزل، أختنق هناك.
- أعرف هذه الأعراض قرأت عنها.
- جيد، يعني أنك تدرك ما أنا عليه .....
- تفضلي.
وكنا قد وصلنا
اخترنا زاوية خاصة جدا، وبدأ في تأمل المكان، الذي يزوره لأول مرة،
- جميل هذا المطعم، ديكوره رائع، يشعرك بأنك في مكان دافيء، كأننا بالفعل في الخارج، بين أشجار الليمون.
- كلفهم الكثير حسب علمي.
- لابد أن يكون كذلك، ...........
ثم صمت وعاد يتأمل المكان،
- سأذهب للحمام ، هل ترغبين في غسل يديك.
- لا، لست في حاجة إلى ذلك.
ذهب للحمام، ونسي هاتفه النقال على الطاولة، لتصله رسالة نصية قصيرة، فدفعني الفضول إلى فتحها: شيري، أنا في البلد، وصلت قبل ساعة، أين أنت...؟؟ الرسالة كانت من جوليا.
إذا لهذا كان مستعجلا، ولهذا بدا متوترا.
*********************************************************************************
بدأت يداي ترتجفان من شدة الغضب، وفقدت السيطرة على أعصابي، حاولت أن أبدو هادئة، بصعوبة حاولت، انفجر كياني حنقا وغضبا عليهما، كيف تجرؤ على القدوم إليه، كيف يتجاهلان حقي ووجودي بهذه الطريقة، كيف أتصرف الآن ماذا علي أن أفعل،
..........
قررت أن أتناول عشائي بهدوء، ثم أتناقش معه في وقت لاحق، لكن كيف أفعل ذلك، لا أكاد أسيطر على ارتجافاتي،
وعاد، ومن فوره حمل هاتفه النقال، ثم نظر لي غاضبا: هل فتحت رسالتي للتو...........؟؟
- نعم فعلت، وليتني لم أفعل........
- بالفعل ليس من حقك التجسس علي، وسأضع رقما سريا منذ الآن، لأمنعك من إقحام نفسك فيما لا يعنيك.
- ما هو الذي لا يعنيني.
- شأني، حياتي، حريتي.
- بل هي حياتي، شئت أم أبيت أنت زوجي، أم تراك نسيت،
وفي هذه اللحظات، بدأ النادل في إنزال الطلبات إلى الطاولة، ........
- هي أيضا زوجتي.....
- من، جوليا، ...عشيقتك لعشر سنوات،... تلك التي كنت تخونها حتى ابيض شعر رأسها.
- من أخبرك ..... كل هذا كذب وهراء.
- بل هي الحقيقة، هي بنفسها أخبرتني بكل هذه الحقائق.
- تحدثت إليها،
- نعم، فعلت، هي من طلبت الحديث معي، كانت تبحث خلفك، ظنت أني بلهاء غبية، لأعطيها فرصة في حياتي.
- جوليا لا تفعل ذلك،
- بل تفعل،........... إنها تفعل أي شيء لتحصل عليك.
وشعرت أني ارتكبت غلطة بهذه الكلمة،
- إنها تحقد عليك لأنك لم تتزوج بها، وتريد الإنتقام منك.
- تناولي طعامك، سيبرد، ودعي حياتي الشخصية فهي لا تعنيك.
نظرت له بقهر، ففي أعماقي صرخة كبيرة، كيف يقول بأن حياته لا تعنيني، أليس زوجي، ما هذه المهانة يا الله كيف أسيطر على نفسي، أكاد أضربه بالصحن على وجهه، .......تمالكت أعصابي، ونظرت نحو صحني وكلي ألم، فسالت دمعاتي حارة على خدي، ولاحظ ذلك،
- لم تبكين الآن؟ هل علينا أن نقضي الوقت في النكد.
- وهل علي أن أتجاهل لقاءك بها، لأكون غير نكدية، .......
- هل تغارين...........
- أشعر بالإهانة، لا يحق لكما تجاهلي.
- إن كنت ستستمرين في النقاش حول الأمر تركنا المطعم وأعدتك للبيت.
صمت، شعرت أنه يلمح لتركي في البيت،
ثم يذهب لها، تناولت بعض اللحم من صحني، وكان يراقبني، وبدأ يأكل بكل برود، يأكل بنهم،
- طعامهم لذيذ، هل ذقت هذه التبوله، لذيذة جربيها،
لم آكل سوى لقيمات قليلة، ...
أجبرني عليها، وأشعرني بوده مع كل إصرار وهو يطعمني،
وتنازعت مشاعري فيه، فكيف يهتم بي هكذا بينما أحضر تلك الحقيرة ليعاشرها، .........
سالت دمعاتي على خبزي،
وصرت أفكر فيه، وأتأمله، كيف يهون عليه أن يعذبني هكذا بلا ذنب.
أردت يا صديقتي أن أثور،
وأصرخ فيه بكل قوة وبأعلى صوتي وأقول: أليس من حقي أن أغار عليك، ألست زوجي،
وحبيبي وأب ابني، ألست بشرا أتعذب،
لماذا تستغرب غيرتي، ولماذا تسلبني فرصتي في الدفاع عن زوجي،
زواجي منك بتلك الصورة لا يعني أني لا أشعر بحقي فيك................
- مابالك، ألم تنسي الأمر.
- كيف أنسى، زوجي يستعد للقاء عشيقته، فكيف أنسى....؟؟
- من قال لك أني سألقاها، .........؟؟
- إذا لم جاءت، ولم تخبرك بقدومها؟
- بما أنك تعلمين، فهي تجري خلفي منذ سنوات، ........
- ليس هذا هو الأمر، أشعر أنك طلبت منها الحضور، بسبب رفضي لك في الفراش، لكني واحم،
- لم أكن أعلم أنك واحم، ظننت أنك لا ترغبين بي،
- والآن بعد أن علمت،
- يمكنني أن أتصل بها الآن وأطلب منها المغادرة إن كان الأمر يريحك.
- نعم، يريحني، وأريد أن أحدثها لتعلم أني علمت.
- ليس الآن، غدا نتصل بها،
- لتحصل على فرصة للقائها، ... بعد أن تكون قد عاشرتها،
- ما بك، كيف تتحدثين معي هكذا، بأي حق تحاسبيني، هل تتخيلين أني شخص لا يفكر سوى في الجنس.
- نعم، أرى ذلك،
- إذا فقد أخطأت، أنت مجرد كئيبة، لا تفهمين ولن تفهمي، ......
- إتصل بها الآن،
- لن أتصل، وكفي عن التدخل في حياتي، وتذكري أن سبب زواجنا لا يساعدك على المضي فيما تفعلين، .....
******************************************************************************
مرت دقائق طويلة قبل أن أصرخ في وجهه بصوت مكتوم: إن استمرت علاقتنا بهذا الشكل، فالأفضل أن نفترق، فنار العنوسة أبرد مما أعيشه معك، وابتلعت مع كلامي اختناقة بكوة حزينة، فرق لحالي وقال: لن أذهب لها فهل تهدئين.......؟؟؟
فسالت دمعاتي، ... وأنا أنظر إليه غير مصدقة،
كان هاتفه النقال الصامت، يشير إلى وجود مكالمة ملحة، فقام من فوره بإغلاقه، وسألني: بماذا تحلين..؟؟ قلت: لا أطيق الحلا، أشعر بالغثيان اعذرني...
- لا بأس هل نرحل..؟؟
- يا ليت.
وفي السيارة كان طوال الطريق ممسكا بيدي، وقبلها مرتين، ثم ينظر لي بابتسامة حميمة بين وقت وآخر، نسيت معها بعضا من همي،
كنت أفكر طوال الطريق في اللحظة التي سأنزل فيها من السيارة، كيف سأحتمل أن ينزلني ليسرع إليها، حملت هم تلك اللحظات، ولم يسعفني شعوري المتوتر بالتفكير في طريقة تمنعه من فعل ذلك، وكانت المفاجأة السارة أنه أشار للبواب بفتح باب الكراج، مما أثار ارتياحي الكبير فهذا يعني أنه بالفعل لن يذهب إليها، لا تعلمين كم قدرت له الموقف، فعلى الرغم من كل حقدي عليه لأنه سمح لها بزيارته إلا أني قدرت له تلك الليلة عدم خروجه إليها،
لم أناقش الأمر، ونزلت من السيارة مسرعة نحو غرفة نومي، بينما قال لي: بردي الغرفة، سأتحدث مع أمي قليلا ثم آتي، .......
[color="rgb(160, 82, 45)"]لا تعلمين حجم الدفء الذي حملته لي تلك الكلمات، وانتابتني فرحة وبهجة، وصعدت الدرج وأنا أحمد ربي وأشكر فضله أن جنبني الألم هذه الليلة.
أسرعت نحو دولابي، وبدأت أبحث عن ثوب مغر، لأثيره به، فأعوضه عن أيام الرفض والحرمان، وانتقيت واحدا قريبا من بدل الرقص، ولبسته لأول مرة، مع أني أملكه منذ أن تزوجت، بدا علي جميلا.
تطيبت وسرحت شعري، ولم أنس أن أبرد الغرفة، وأبخرها أيضا، ثم اندسست في فراشي، وفتحت التلفاز، مر وقت قبل أن يدخل حاملا في يده طبقا من الرز بالزبادي والسمن البلدي)،
- هذه من أمي، تقول إن الحوامل يحببنه .. كما يمكنك أكله دون أن تصابي بالغثيان، ..
- شكرا، ( كنت قد ازددت حيرة في أمره، فشعوري يقول بأنه طلب من والدته أن تقوم بإعداده خصيصا لي ولهذا تأخر علي)
[color="rgb(160, 82, 45)"]اقترب مني وبدأ يطعمني بالملعقة، لقمة لي ولقمة له، كان طبقا لذيذا جدا، بالفعل تناولته بشهية، [/color]
- يكفي، لن آكل أكثر، سأنهي الصحن عنك.
- شكرا أنا أيضا شبعت،
- بل ستأكلين حتى آخر حبة رز في الصحن،
وبعد أن أنهيت الصحن، كان علي أن أغسل فمي وشفتي، فقمت من سريري، قاصدة لفت انتباهه لملابسى واستعدادي لقضاء ليلة خاصة، ......وعندما عدت من الحمام، صدمتني نظرته الباردة، وبدا منسجما في مشاهدة التلفاز، بل هاربا مني، كان يجلس على الصوفا، متجاهلا،
اقتربت منه، وجلست قربه، فوضع يده على كتفي، وبدأ يعبر عن تعبه والإرهاق الذي يحس به، وحاجته للنوم، لكن تفسيري للأمر لم يكن جديدا، فتصورت مباشرة أنه يوفر طاقته لها، أو لم يعد يرغب بي،
اندفعت بكل غيظ نحو فراشي، واندسست فيه، وجرح كرامتي يئن في ذاتي، تكورت وأردت البكاء، حتى أحسست به وهو يدخل الفراش ويضع يده على كتفي، ... وأقبل علي بكل مشاعره.
فكيف تفسرين الأمر.........؟؟؟
الرجل الجنوبي، إنه الرجل الذي يحب الفتيات الخجولات جنسيا، ويحب المتمنعات، لا يحب المجاهرات، كما لا يفضل المبادرات،
تعجبه قمصان النوم الهادئة، كملابس الرياضة البسيطة، أو البيجامات البريئة، قد تثيره امرأة ترتدي بيجاما طفولية، أكثر من امرأة ترتدي قميص نوم عار،
لا يحب الملابس النسائية الفاضحة، ولا فساتين النوم، ولا بدل الإثارة، بل يميل كثيرا نحو الملابس التي تنساب على الجسد ببساطة لتبرز معالمه من تحت الثياب،
يميل إلى المرأة المتسترة ولا يميل إلى العارية هذا في ملابس النوم، أو الإثارة،
كما أن هذا لا يعني أنه يحب الملابس التقليدية، فهو غالبا يمقتها، لا يحب المخور والمطرز والثقيل، يميل إلى الملابس النسائية الكاجوال، والرومانسية، والعملية برقة.
لا يحب المباشرة في الجنس، ولا يحب الحديث عنه صراحة، يحبه أن يبقى سرا يتفاعلان عبره لكن لا يفسرانه، على العكس من الشمالي الذي يتحدث عن الجنس كأنه يشرح محاضرة في فوائد البطاطا، أو تحضير معادلة كيميائية،
ارتداؤك لتلك الملابس في ذلك اليوم، صدمه، وأشعره أنك تطلبين الجنس، وبدا الأمر بالنسبة له منفرا، لكن زعلك وابتعادك أعادا لديه الحماس للجماع.
وهذا لا يعني أن كل الجنوبيين هكذا، لكن على الأغلب،
كما لا يعني أنهم لا يحبون المبادرة إطلاقا، هناك ظروف خاصة، ومناسبات معينة يحب فيها الجنوبي مبادرة المرأة،
يحب الجنوبي التدليل، وإبداء الحب من قبل الزوجة تجاهه، كما يحب أن يستشعر رغبتها الجنسية الخجولة فيه، لكنه غالبا لا يفضل مبادرتها، وقد لا يتقبلها، مما يصيب المرأة بالإحباط.
لقراءة الجزء الثالث اضغطي هنا
- أهلا جوليا، في محادثتنا السابقة شيء لم أفهمه، ذكرت أنه لم يحببك، فكيف علمت بذلك؟
- لأنه كان يخونني على الدوام، إنه مستعد طوال الوقت ليدخل علاقة نسائية جديدة.
- لم لا يحبك إن كنت صديقته كل تلك الفترة.......؟؟
- كنت صديقته المقربة، يمكنك أن تفهمي معنى الصداقة التي جمعتنا، فأنت امرأة بالغة، جمعتنا الظروف والحاجات، والإهتمامات والأفكار، وأحببته كثيرا، إلى درجة أني قدمت له كل ما يريد من دعم وتنازلات، لكني اكتشفت أني لا أحقق طموحه كرجل ٍشرقي.
- وما الذي دفعك للحديث معي حول الأمر.........
- أردت مساعدتك فقط، يمكنني أن أصف لك الكثير عن حياته، لأساعدك على فهمه، ....
صمت قليلا وأنا أسمع كلمات أخرى لم تنطقها، فجوليا يا صديقتي لا تريد مساعدتي، إنها ترغب في التعرف على تفاصيل حياتنا، ترغب في تتبع أخباره، تريد أن تعرف كيف سيعامل زوجته، وكيف سيتصرف معها بعد أن تخلى عنها، أدركت ذلك بنفسي، من الواضح أنها لم تكن سوى متعة جنسية، لم يحبها، ولم يعجب بها، كانت تلبي له حاجته الجنسية فقط،
[color="rgb(139, 0, 0)"]
- برود، هل أنت معي.
- نعم،
- كنت أحدثك عن أسلوبه، هل .................
- عفوا جوليا، لدي عمل الآن أشكرك، مع السلامة،
[/color]
ثم اتجهت إلى مي، .......... : أطلب منك وبرجاء عدم الإتصال بجوليا، إن كنت حريصة على مصلحة مطر.
- أنا لا أتصل بها، هي من تتصل على الدوام،
- إن لم تشجعيها لن تتصل، لا تردي عليها، إنها ماكرة بالفعل،
- وماذا تريد...؟؟
- تريد الفشل لمطر في علاقته الزوجية ليعود لها،
- معقول، ......
- تتوقعين امرأة أحبت رجلا، لعشر سنوات تتنازل عنه بهذه السهولة؟
- صحيح، اعتقدت أنها ستساعدك في فهمه،
- لا أحتاج لمساعدتها،
- مطر في المجلس، لم يستطع السفر.
- الحمد لله.
_ تحليلك صحيح، فعلى ما يبدو أن جوليا، تتبعت مطر طوال العشر سنوات، كانت تحيط به، وتحاول إفشال كل علاقة حب يمر بها، كانت تتعرف إلى صديقاته الجدد وتتخلص منهن بطريقتها، إنها تحبه، وترغب في استعادته في كل مرة، وظنت أنك كغيرك من النساء، كانت تدافع عن حبها وحبيبها، .......
أكملي
[color="rgb(0, 100, 0)"]
مر المساء ثقيلا لم أر فيه أحداً، وعند منتصف الليل، دخل مطر بهدوء، وسمعته وهو يغتسل في الحمام، ثم يندس عاريا تحت الفراش، عادته في النوم، عادة أظنه اكتسبها في الغرب، لكنه لم يحاول لمسي، واستغرق في النوم سريعا،
[/color]
مضت الأيام التالية بشكل عادي جدا، لكني بدأت أشعر بمشاعر الحب تنمو في قلبي تجاهه، شيء غريب حقا، أن نحب هكذا، بلا مقدمات، ونحب بلا عوامل واضحة، أحببته بشيء من الشغف، أصبحت أراقبه، وهو يأكل وهو يرتدي ملابسه، وهو يتحدث، بدأت أرى مالم أره من قبل، فزوجي بالفعل رجل شديد الجاذبية،
عاملني مطر ببرود شديد، ولم يبد نحوي أي نوع من الاهتمام، وشعرت بالحيرة، بدأت أثير انتباهه بزينتي، في البداية بدا مهتما قليلا، لكن مع الأيام شعرت بالملل، وبدأت أكره الزينة، حتى أني صرت أنفر من الجماع، مما أساء الأحوال أكثر وبات يعاملني بقسوة ويتجاهلني، شكل كل ذلك ضغطا رهيبا على قلبي، لا تعلمين إلى أي حد،
- ما رأيك لو نخرج لتناول العشاء.
- تتناولين العشاء في الخارج؟
- نعم، هل من مشكلة؟
- لا، لكني لا أعرف مكانا مناسبا هنا.
- غريبة ألست تخرج كل يوم بصحبة الرفاق لتناول الطعام في الخارج، .........؟
- ليس كل مكان أخرج إليه يناسبك،
- كيف؟
- نحن نخرج إلى أماكن لا تناسب العوائل،
- جد مكانا يناسبنا،
- اقترحي،
- لا أعرف لم يسبق لي الخروج لأماكن عائلية، لست أعرف شيئا على وجه التحديد.
- إذا ابقي في البيت،
- كريه.
نظرت إليه بحزن، وسحبت كتابا كنت اقرأ فيه من تحت الوسادة، وفتحته بعصبية وصرت أقرأ، شعرت أنه بدأ يحدق بي،
- ماذا تقصدين بكلمة كريه، ..........
- .................
- يبدو أنك لم تحصلي على كفايتك من التأديب في بيت أهلك،
- لا تتحدث عن أهلي، أنت آخر من يتحدث عن الأدب
- سأكسر وجهك بقبضتي إن تماديت،
- حاول، وأنا سأريك من أكون،
- هل تتحديني، هل تجرئين....؟؟؟
واندفعت إلى الخارج هربا من عصبيته، لكنه مد يده وأمسك بي، فصرخت في وجهه: اتركنننننننييييييييييي، ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أدوخ، والدنيا تلف من حولي وكدت أسقط، فأمسك بي، ثم أخذني نحو السرير: مابك.........؟؟
لم أستطع الرد عليه، فقد بدأت أفقد وعيي، ثم فقدته، .................
استيقظت لأجد عمتي إلى جواري، وهو يقف بعيدا عن السرير، ينظر لي بقلق، قالت عمتي: بسم الله عليك، يبدو أنك حاملا، متى كان آخر موعد للدورة،........... قلت :لم أرها منذ تزوجت،
قالت: ماشاء الله، يبدو أنك حامل، ألاحظ هذه الأيام عدم رغبتك في الطعام،........ حبيبتي، الله يتمم لك بالخير،
ونظرت نحو مطر الذي بدا منتشيا سعيدا وقالت: مبروك يا مطر، يالله فديتك خذنا الطبيب خلنا نتأكد ونطمن عليها،
ثم ساعدتني لأقف،......... وأسرع مطر لمساعدتنا، ............
عندما خرجنا من عند الطبيبة أسرعت عمتي لزف النبأ السعيد لمطر، فقد تأكد حملي، ومطر الذي بدا سعيدا، لم يستطع إخفاء ابتسامته عني، شعرت في تلك اللحظات بأني أميرته المتوجة على عرش قلبه لأول مرة في حياتي، سار أمامنا دون أن يحاول مساندتي، لكنه فتح لي باب السيارة، وساعدني على الركوب، ......
قالت عمتي: الرجل لا يعلم كيف تشعر المرأة الحامل، لأنه لا يحمل ولا يلد، المرأة في هذه الظروف تحتاج لتغيير الجو، خذها لتتناول الطعام في الخارج، فالطفل بحاجة للغذاء.
رد عليها مطر بحذر: أين نذهب، ........؟؟
قالت: هناك أماكن كثيرة، خذها شاميات، مطعم جميل، وعائلي، كم من مرة عزمونا أخوتك هناك، ....
قال لها بحماس واضح : إذا هل نذهب الآن إلى شاميات.
ردت بخجل: لا.. أعدني الآن إلى البيت، ثم خذها واذهبا، فأنا متعشية ولله الحمد ولا أشعر بالجوع، اذهبا وحدكما.
قال بعد أن خطفني بنظرة: ما رأيك هل لديك القدرة على الذهاب للمطعم؟
قلت : نعم، .......... أشعر بالجوع الشديد.
وفكرت في نفسي، لم َ لم يقبل أن يأخذني إلى المطعم عندما طلبت منه، هل كان على أمه أن تطلب منه ذلك، ألهذه الدرجة لا يحترم رأيي، ولا يقدر طلباتي، .........
ما رأيك فيما حدث ياصديقتي..........؟؟
- إن ما حدث طبيعي، ويثبت نظريتي حول كونه جنوبي، غربي، لأن هذا النوع من الرجال يشعر بالتردد على الدوام، ولا يستطيع أن يحدد ما يريده غالبا، كما لا يستطيع أن يتخذ لك قرارا أبدا، عليك عندما تطلبين منه أي نوع من الخدمات، أن تحددي بالضبط ما تريدين، الكثير من النساء يعانين من الرجل الجنوبي بسبب هذه النقطة، عندما سألك أين آخذك، فهمت أنه يرفض اصطحابك للخارج، بينما كان في الواقع يسأل ليعرف، فهو بالفعل لا يستطيع تحديد هدف الخروج،
تعاني النساء يا بَرود من هذه المشكلة لدى الرجل الجنوبي، فهو قادر على التوقف عن الخروج معك إن لم تحددي وجهتك بشكل واضح، بينما بمجرد أن تصفي وجهتك يصبح مستعدا لأخذك حيث تريدين، ووالدته كانت أكثر حكمة منك عندما أعطته مكانا.
يحاول الجنوبي قدر الإمكان أن يبدو لطيفا مع كل أنواع النساء، إنه رجل يعرف كيف يكسب قلب النساء، فهو يعطيهن الحق في التعبير عن أنفسهن، ويدعم آراءهن، ويضايقه وجود امرأة لا تعرف ماذا تريد، فعلى الرغم من تردده في الحياة يبحث عن امرأة ثابتة الخطى، لتعوض ما يعانيه من نقص، وتدعم حياته من تلك الناحية.
عندما تقررين أمرا وتطلبي منه المساعدة تجدينه متعاونا، لكن إن لمس منك ترددا، تقاعس، بل وربما لا يعود يثق في قراراتك لاحقا.
- فهمت الآن، علي في كل مرة أن أحدد ما أريد عندما أطلب، لاحظت كثيرا ذلك، فعندما يسألني ماذا أشرب، و أقول أي شي، يقول لا يوجد في المطعم ما يسمى أي شي، عليك الإختيار، قرري ما تشربين.....
- نعم هذا ما أقصد، قرري ما تريدين بكل دقة في كل مرة، والآن أكملي ما حدث.
- أنزلنا عمتي، ............ وما أن نزلت حتى شعرت بتوتر الأجواء، ورغبت لو أنه يتحدث، لكنه لم يفعل، كنت في داخلي أشعر بشوق قاتل إلى لمسات أنامله، أو ابتسامة وجهه الجميلة، ......... فنظرت إليه أكثر من مرة وكأني غير قاصدة، لكنه لم يفهم، أو لم يرغب في التجاوب، وعندما وضعت خدي على طرف الباب من جهتي، وبدوت يائسة التفت نحوي وسألني: تعبانة؟
- قليلا،
- تريدين العودة للمنزل.
- لا أرجوك، لم أعد أطيق المنزل، أختنق هناك.
- أعرف هذه الأعراض قرأت عنها.
- جيد، يعني أنك تدرك ما أنا عليه .....
- تفضلي.
وكنا قد وصلنا
اخترنا زاوية خاصة جدا، وبدأ في تأمل المكان، الذي يزوره لأول مرة،
- جميل هذا المطعم، ديكوره رائع، يشعرك بأنك في مكان دافيء، كأننا بالفعل في الخارج، بين أشجار الليمون.
- كلفهم الكثير حسب علمي.
- لابد أن يكون كذلك، ...........
ثم صمت وعاد يتأمل المكان،
- سأذهب للحمام ، هل ترغبين في غسل يديك.
- لا، لست في حاجة إلى ذلك.
ذهب للحمام، ونسي هاتفه النقال على الطاولة، لتصله رسالة نصية قصيرة، فدفعني الفضول إلى فتحها: شيري، أنا في البلد، وصلت قبل ساعة، أين أنت...؟؟ الرسالة كانت من جوليا.
إذا لهذا كان مستعجلا، ولهذا بدا متوترا.
*********************************************************************************
بدأت يداي ترتجفان من شدة الغضب، وفقدت السيطرة على أعصابي، حاولت أن أبدو هادئة، بصعوبة حاولت، انفجر كياني حنقا وغضبا عليهما، كيف تجرؤ على القدوم إليه، كيف يتجاهلان حقي ووجودي بهذه الطريقة، كيف أتصرف الآن ماذا علي أن أفعل،
..........
قررت أن أتناول عشائي بهدوء، ثم أتناقش معه في وقت لاحق، لكن كيف أفعل ذلك، لا أكاد أسيطر على ارتجافاتي،
وعاد، ومن فوره حمل هاتفه النقال، ثم نظر لي غاضبا: هل فتحت رسالتي للتو...........؟؟
- نعم فعلت، وليتني لم أفعل........
- بالفعل ليس من حقك التجسس علي، وسأضع رقما سريا منذ الآن، لأمنعك من إقحام نفسك فيما لا يعنيك.
- ما هو الذي لا يعنيني.
- شأني، حياتي، حريتي.
- بل هي حياتي، شئت أم أبيت أنت زوجي، أم تراك نسيت،
وفي هذه اللحظات، بدأ النادل في إنزال الطلبات إلى الطاولة، ........
- هي أيضا زوجتي.....
- من، جوليا، ...عشيقتك لعشر سنوات،... تلك التي كنت تخونها حتى ابيض شعر رأسها.
- من أخبرك ..... كل هذا كذب وهراء.
- بل هي الحقيقة، هي بنفسها أخبرتني بكل هذه الحقائق.
- تحدثت إليها،
- نعم، فعلت، هي من طلبت الحديث معي، كانت تبحث خلفك، ظنت أني بلهاء غبية، لأعطيها فرصة في حياتي.
- جوليا لا تفعل ذلك،
- بل تفعل،........... إنها تفعل أي شيء لتحصل عليك.
وشعرت أني ارتكبت غلطة بهذه الكلمة،
- إنها تحقد عليك لأنك لم تتزوج بها، وتريد الإنتقام منك.
- تناولي طعامك، سيبرد، ودعي حياتي الشخصية فهي لا تعنيك.
نظرت له بقهر، ففي أعماقي صرخة كبيرة، كيف يقول بأن حياته لا تعنيني، أليس زوجي، ما هذه المهانة يا الله كيف أسيطر على نفسي، أكاد أضربه بالصحن على وجهه، .......تمالكت أعصابي، ونظرت نحو صحني وكلي ألم، فسالت دمعاتي حارة على خدي، ولاحظ ذلك،
- لم تبكين الآن؟ هل علينا أن نقضي الوقت في النكد.
- وهل علي أن أتجاهل لقاءك بها، لأكون غير نكدية، .......
- هل تغارين...........
- أشعر بالإهانة، لا يحق لكما تجاهلي.
- إن كنت ستستمرين في النقاش حول الأمر تركنا المطعم وأعدتك للبيت.
صمت، شعرت أنه يلمح لتركي في البيت،
ثم يذهب لها، تناولت بعض اللحم من صحني، وكان يراقبني، وبدأ يأكل بكل برود، يأكل بنهم،
- طعامهم لذيذ، هل ذقت هذه التبوله، لذيذة جربيها،
لم آكل سوى لقيمات قليلة، ...
أجبرني عليها، وأشعرني بوده مع كل إصرار وهو يطعمني،
وتنازعت مشاعري فيه، فكيف يهتم بي هكذا بينما أحضر تلك الحقيرة ليعاشرها، .........
سالت دمعاتي على خبزي،
وصرت أفكر فيه، وأتأمله، كيف يهون عليه أن يعذبني هكذا بلا ذنب.
أردت يا صديقتي أن أثور،
وأصرخ فيه بكل قوة وبأعلى صوتي وأقول: أليس من حقي أن أغار عليك، ألست زوجي،
وحبيبي وأب ابني، ألست بشرا أتعذب،
لماذا تستغرب غيرتي، ولماذا تسلبني فرصتي في الدفاع عن زوجي،
زواجي منك بتلك الصورة لا يعني أني لا أشعر بحقي فيك................
- مابالك، ألم تنسي الأمر.
- كيف أنسى، زوجي يستعد للقاء عشيقته، فكيف أنسى....؟؟
- من قال لك أني سألقاها، .........؟؟
- إذا لم جاءت، ولم تخبرك بقدومها؟
- بما أنك تعلمين، فهي تجري خلفي منذ سنوات، ........
- ليس هذا هو الأمر، أشعر أنك طلبت منها الحضور، بسبب رفضي لك في الفراش، لكني واحم،
- لم أكن أعلم أنك واحم، ظننت أنك لا ترغبين بي،
- والآن بعد أن علمت،
- يمكنني أن أتصل بها الآن وأطلب منها المغادرة إن كان الأمر يريحك.
- نعم، يريحني، وأريد أن أحدثها لتعلم أني علمت.
- ليس الآن، غدا نتصل بها،
- لتحصل على فرصة للقائها، ... بعد أن تكون قد عاشرتها،
- ما بك، كيف تتحدثين معي هكذا، بأي حق تحاسبيني، هل تتخيلين أني شخص لا يفكر سوى في الجنس.
- نعم، أرى ذلك،
- إذا فقد أخطأت، أنت مجرد كئيبة، لا تفهمين ولن تفهمي، ......
- إتصل بها الآن،
- لن أتصل، وكفي عن التدخل في حياتي، وتذكري أن سبب زواجنا لا يساعدك على المضي فيما تفعلين، .....
******************************************************************************
مرت دقائق طويلة قبل أن أصرخ في وجهه بصوت مكتوم: إن استمرت علاقتنا بهذا الشكل، فالأفضل أن نفترق، فنار العنوسة أبرد مما أعيشه معك، وابتلعت مع كلامي اختناقة بكوة حزينة، فرق لحالي وقال: لن أذهب لها فهل تهدئين.......؟؟؟
فسالت دمعاتي، ... وأنا أنظر إليه غير مصدقة،
كان هاتفه النقال الصامت، يشير إلى وجود مكالمة ملحة، فقام من فوره بإغلاقه، وسألني: بماذا تحلين..؟؟ قلت: لا أطيق الحلا، أشعر بالغثيان اعذرني...
- لا بأس هل نرحل..؟؟
- يا ليت.
وفي السيارة كان طوال الطريق ممسكا بيدي، وقبلها مرتين، ثم ينظر لي بابتسامة حميمة بين وقت وآخر، نسيت معها بعضا من همي،
كنت أفكر طوال الطريق في اللحظة التي سأنزل فيها من السيارة، كيف سأحتمل أن ينزلني ليسرع إليها، حملت هم تلك اللحظات، ولم يسعفني شعوري المتوتر بالتفكير في طريقة تمنعه من فعل ذلك، وكانت المفاجأة السارة أنه أشار للبواب بفتح باب الكراج، مما أثار ارتياحي الكبير فهذا يعني أنه بالفعل لن يذهب إليها، لا تعلمين كم قدرت له الموقف، فعلى الرغم من كل حقدي عليه لأنه سمح لها بزيارته إلا أني قدرت له تلك الليلة عدم خروجه إليها،
لم أناقش الأمر، ونزلت من السيارة مسرعة نحو غرفة نومي، بينما قال لي: بردي الغرفة، سأتحدث مع أمي قليلا ثم آتي، .......
[color="rgb(160, 82, 45)"]لا تعلمين حجم الدفء الذي حملته لي تلك الكلمات، وانتابتني فرحة وبهجة، وصعدت الدرج وأنا أحمد ربي وأشكر فضله أن جنبني الألم هذه الليلة.
أسرعت نحو دولابي، وبدأت أبحث عن ثوب مغر، لأثيره به، فأعوضه عن أيام الرفض والحرمان، وانتقيت واحدا قريبا من بدل الرقص، ولبسته لأول مرة، مع أني أملكه منذ أن تزوجت، بدا علي جميلا.
تطيبت وسرحت شعري، ولم أنس أن أبرد الغرفة، وأبخرها أيضا، ثم اندسست في فراشي، وفتحت التلفاز، مر وقت قبل أن يدخل حاملا في يده طبقا من الرز بالزبادي والسمن البلدي)،
- هذه من أمي، تقول إن الحوامل يحببنه .. كما يمكنك أكله دون أن تصابي بالغثيان، ..
- شكرا، ( كنت قد ازددت حيرة في أمره، فشعوري يقول بأنه طلب من والدته أن تقوم بإعداده خصيصا لي ولهذا تأخر علي)
[color="rgb(160, 82, 45)"]اقترب مني وبدأ يطعمني بالملعقة، لقمة لي ولقمة له، كان طبقا لذيذا جدا، بالفعل تناولته بشهية، [/color]
- يكفي، لن آكل أكثر، سأنهي الصحن عنك.
- شكرا أنا أيضا شبعت،
- بل ستأكلين حتى آخر حبة رز في الصحن،
وبعد أن أنهيت الصحن، كان علي أن أغسل فمي وشفتي، فقمت من سريري، قاصدة لفت انتباهه لملابسى واستعدادي لقضاء ليلة خاصة، ......وعندما عدت من الحمام، صدمتني نظرته الباردة، وبدا منسجما في مشاهدة التلفاز، بل هاربا مني، كان يجلس على الصوفا، متجاهلا،
اقتربت منه، وجلست قربه، فوضع يده على كتفي، وبدأ يعبر عن تعبه والإرهاق الذي يحس به، وحاجته للنوم، لكن تفسيري للأمر لم يكن جديدا، فتصورت مباشرة أنه يوفر طاقته لها، أو لم يعد يرغب بي،
اندفعت بكل غيظ نحو فراشي، واندسست فيه، وجرح كرامتي يئن في ذاتي، تكورت وأردت البكاء، حتى أحسست به وهو يدخل الفراش ويضع يده على كتفي، ... وأقبل علي بكل مشاعره.
فكيف تفسرين الأمر.........؟؟؟
الرجل الجنوبي، إنه الرجل الذي يحب الفتيات الخجولات جنسيا، ويحب المتمنعات، لا يحب المجاهرات، كما لا يفضل المبادرات،
تعجبه قمصان النوم الهادئة، كملابس الرياضة البسيطة، أو البيجامات البريئة، قد تثيره امرأة ترتدي بيجاما طفولية، أكثر من امرأة ترتدي قميص نوم عار،
لا يحب الملابس النسائية الفاضحة، ولا فساتين النوم، ولا بدل الإثارة، بل يميل كثيرا نحو الملابس التي تنساب على الجسد ببساطة لتبرز معالمه من تحت الثياب،
يميل إلى المرأة المتسترة ولا يميل إلى العارية هذا في ملابس النوم، أو الإثارة،
كما أن هذا لا يعني أنه يحب الملابس التقليدية، فهو غالبا يمقتها، لا يحب المخور والمطرز والثقيل، يميل إلى الملابس النسائية الكاجوال، والرومانسية، والعملية برقة.
لا يحب المباشرة في الجنس، ولا يحب الحديث عنه صراحة، يحبه أن يبقى سرا يتفاعلان عبره لكن لا يفسرانه، على العكس من الشمالي الذي يتحدث عن الجنس كأنه يشرح محاضرة في فوائد البطاطا، أو تحضير معادلة كيميائية،
ارتداؤك لتلك الملابس في ذلك اليوم، صدمه، وأشعره أنك تطلبين الجنس، وبدا الأمر بالنسبة له منفرا، لكن زعلك وابتعادك أعادا لديه الحماس للجماع.
وهذا لا يعني أن كل الجنوبيين هكذا، لكن على الأغلب،
كما لا يعني أنهم لا يحبون المبادرة إطلاقا، هناك ظروف خاصة، ومناسبات معينة يحب فيها الجنوبي مبادرة المرأة،
يحب الجنوبي التدليل، وإبداء الحب من قبل الزوجة تجاهه، كما يحب أن يستشعر رغبتها الجنسية الخجولة فيه، لكنه غالبا لا يفضل مبادرتها، وقد لا يتقبلها، مما يصيب المرأة بالإحباط.
******************************************************************
يحدث أن تلتقي بشخص ما فيعيد إليك ذكريات غابت عبر الأيام، وبَرود التي كانت تختزن في ذاكرتها أيام الدراسة الجميلة، بكل تفاصيلها،
أنعشت الذكرى في قلبي، إذ كانت الحياة أكثر بساطة،
ولم يكن لدينا من هموم سوى كيف نجتاز الإمتحانات بدرجات مرتفعة، كانت أيامنها الجميلة لا ينغصها سوى ذكرى الإمتحانات، وفي ما عدا ذلك فهي رائعة،
لأيام العصرية في السكن عبق خاص في الشتاء،
إذ نجتمع معا في الحديقة لنشرب الشاي والقهوة مع البقسماط، ونتبادل النكات، وأذكر حينما تسابقنا سباقا غريبا، لا يعبر سوى عن بساطتنا،
فالسباق كان: من تستطيع رمي شبشبها إلى أبعد مسافة بقدميها،
فكانت إحدانا من فرط حماسها أن رمت شبشبها فوق المظلات،
ولم تتمكن من استعادته، ............ ذكريات،
فمن يمكن أن يصدق أننا ذات يوم من فرط بساطتنا تسابقنا برمي شباشبنا،
[color="rgb(0, 100, 0)"]
الحياة تمضي، والمجتمع الخارجي يطالبنا بالكثير من النظام والحياة الزوجية تلقي بثقل مسؤوليتها على قلوبنا وتنسينا كيف نستمتع بالأوقات الجميلة، بتنا نفكر في مشاكلنا في كل وقت، أثناء تناول الطعام،
وعندما نجلس تحت يدي المزينة في الصالون، وحتى حين نستحم، الحياة الزوجة باتت تشكل لدينا هاجسا، بكل ما تحمل من ألم أو جمال،غادرت صديقتي القديمة، وأبقت في قلبي حديثا لا يفتأ، الصداقة التي فقدت مع الأيام قيمتها، والتي باتت في حياتي حلما بعيد المنال، هل من أمل إلى عودتها، فمنذ أن اعتليت منصب الإستشارية،
لم يعد لدي الوقت للقيام بواجب هذه العلاقات الطبيعية، ...... مضى وقت طويل على آخر مرة تمتعت فيها بصحبة صديقة، ......
أمسكت بهاتفي، واتصلت بها،
- متى آخر مرة ركبت فيها الألعاب، .......؟؟
- لا أذكر، ربما كانت أيام الجامعة،.......؟؟
- مارأيك لو نفعل ذلك..؟؟
- هل أنت جادة........ ألعاب ماذا، وأين... أتمزحين..؟؟
- بل أتحدث بجدية، تحتاجين لبعض الترفيه،كما أحتاج.
- أين.....؟؟
- أرض المعارض، يفتتحون الألعاب هذا المساء للنساء فقط، إن شئت ذهبنا........!!
- رائع، سنركب الحلزون، والأخطبوط،.......
- لم لا، .......!!!
- هل أنت جادة..؟؟ في هذه السن...؟؟
- نعم، نحلق عاليا، ننسى الدنيا، ونعود طفلتين، ....؟؟
- خلاص، الليلة، تمرين علي، أم أمر عليك.......؟؟؟
وجاء المساء، وكنا قد استعددنا، بارتداء ملابس تساعدنا على ركوب الألعاب، مع أطفالنا، وبالفعل، كنا هناك، حيث كل النساء مجتمعات، فتيات وسيدات من كل الأعمار، كوكب نسائي فقط، يعطيك الحرية، لتنطلقي بلا قيود، فركبنا كل الألعاب تقريبا، حتى شعرنا بالتعب،
- الآن، إلى قاعة المطاعم....
- هيا.
وما أن جلسنا،
- لا أعرف كيف أشكرك، هذه الرحلة أنتزعت الكثير من ثقل مشاعري، عندما طلبت مني الخروج في رحلة للألعاب، استغربت، وقلت في نفسي، كيف تدعوني للألعاب وأنا أعاني من كل هذه المشاكل، لكني بعد تفكير، قلت لا بأس فناعمة على كل حال تعرف ماذا تفعل، وقد يكون هذا جزء من العلاج، ..... لا تصدقين أشعر بالتفاؤل، أشعر أني كنت أنكد على نفسي في السابق، وأحرمها من فرص المتعة والاستجمام.
- عندما يصيب الهم إحدانا، وأقصد نحن النساء، نحيط أنفسنا بهالة من الحزن، والإنطوائية، معتقدين أن علينا التركيز في مشاكلنا كنوع من العلاج، بينما العلاج يحتاج إلى بعض الترفيه، الرجل على وجه الخصوص، كلما زادت مشاكله كلما اتجه إلى الترفيه عن نفسه، وتجدينه يدمن الألعاب الإلكترونية، والورقة، والرماية، وكرة القدم، والرياضة، كل ذلك رغم مسؤولياته ومشاكله، إنه يعالجها بتلك الطريقة، وأنا شخصيا أجدها مجدية إلى حد ما، فالأعصاب المتوترة لا تحل المشاكل، والترفيه يرخي الأعصاب، وينقي الرؤية، ......
- كلما وجدت فرصة لألعب، أقول بأنني كبرت على ذلك، ...
- كلنا نقول ذلك، وقد تفاجئين بأني كنت أعتقد أني كبرت على ذلك منذ أن ارتديت ثوب المرحلة الثانوية في الدراسة، وغيرت رأيي فيما بعد، عندما قرأت رواية كانت البطلة فيها تتحدث عن أسباب احتفاظها بشبابها، منها أنها تتصرف دائما كما لو أنها شابة، ....
- هل تعرفين ما يدور في بالي الآن......
- ماذا.....؟؟
- اقرئي أفكاري.......
- ومن قال لك بأني أقرأ الأفكار.....؟؟
- سمعت ذلك......
- هذا غير صحيح.......
[/color]
- طيب، اسمعي ما رأيك لو نقوم نهاية كل أسبوع بزيارة للحدائق العامة لنلعب، ......
- هنا في أبوظبي ...... هذا غير ممكن.
- لماذا .؟؟
- لا توجد لدينا حدائق نسائية، الوحيدة حديقة المشرف، وهي قديمة، وبصراحة لا أحب زيارتها..... بل لا يمكن....
- كيف تبدو..؟؟
- لن أخبرك كيف تبدو، كي لا تصابي بصدمة، يكفي أن تعلمي أنها غير مناسبة البتة، للأسف......
- ياه، لماذا لا يهتمون بإعداد حديقة نسائية راقية وجميلة، نحن بحاجة إلى ذلك....!!!
- إن شاء الله، نعد رسالة نحن النساء ونرفع بها طلبا لما لا...؟؟
- فكرة ......هل هناك أماكن ترفيهية نسائية هنا........ هل تعرفين مكانا ما........؟؟
- فيمَ تفكرين.؟؟
- بأن أخرج كل يوم، وأجري كالأطفال، لأنقي قلبي، أشعر بأن الحياة جميلة، وكنت غارقة في مشاكلي، للأسف نسيت كل أنواع البهجة في حياتي......
- كيف حالك مع المنتجعات، ما رأيك بمنتجعات (ْْْْ .......)
- لا أعرف عنها شيء،
- إنها رائعة، لدي موعد بعد يومين، هل أحجز لك معي، نجلس في جكوزي تحت ضوء الشمس، في مكان بعيد عن الهموم، ونساء متخصصات يقمن بالعناية بك، يوم كامل للإستجمام، ما رأيك، .....؟؟
- أوووووووووه، أرجوك احجزي لي، أريد أن أعود للعالم، فقد كنت طوال تلك السنوات خلف الشمس.
- لا تنسي أن تحضري معك أدواتك الشخصية، كلها، من أمشاط، وفوط، وشورتات، للسباحة، وكل ما تحتاجين للرياضة، .... إنه يوم طويلة ...
- نعم، نعم، فلتحيا الحياة الجميلة، الله الله، لا أعرف لماذا كنت أحرم نفسي كل هذه المتع الحلال، لا أعرف ما الذي جعلني أغمض عيني عن العالم، ياه كم متلهفة لذلك اليوم، ....... هل لديهم خدمة الهاواي..؟؟
- لا أصدق أنك تذكرين، كنت سأخبرك وأنتظرتك أن تسألي، نعم لديهم خدمة الهاواي (( وهي خدمة تقديم الفاكهة لك وأنت في المغطس، وكنا نتحدث عنها في أيام الجامعة، ونسميها خدمة الهاواي))
- رائع، لن تصدقيي فآخر مرة زرت فيها منتجع من هذا النوع كانت قبل سنوات..!!
- ما رأيك لو نأخذ بعض الفوشار والعصائر ونذهب لنجلس هناك أعلى المدرجات، أريد أن أرى الدنيا من الأعلى، ........
- نعم، وهل تسمحين لو نكمل استشاراتي.....
- طبعا، ........
- والعيال، أين نتركهم........؟؟
- يلعبون على مقربة منا، بينما تراقبهم الشغالات.....
- جميل،.......
- هل ترين تلك الأضواء هناك، خلف تلك الأشجار، ...... هناك يقع بيتنا، إنه قريب جدا من هنا....
- إذا فزوجك ثري، تلك منطقة لا يسكنها سوى الأثريا
- ثري نعم، إلى حد ما، ..... كله من مال العائلة.
- موقعه جميل، ومثالي، لديكم حديقة أمام الدار كما أتصور، هل تستغلينها...؟
- لا أبدا، تعلمين أهل زوجي متحفظين جدا لا يسمحون بذلك،
-أقصد أن تضيفي لها ألعاب أطفال كبيرة، ليلعب أطفالك فيها، بدلا من البقاء في البيت طوال الوقت.
- لم أفكر في ذلك مسبقا......
- ها أنا أقترح عليك، فهي مناسبة للترفيه عنهم، ضعي سياجا أيضا، لتضمني عدم اندفاعهم للشارع.
- ياه ....... كيف تجعلين الحياة أسهل....
- إنها الحياة، تحتاج إلى القليل من التركيز لتصبح واحة استرخاء، ومنتجع مريح.
- نعم، فاتني الكثير من المرح طوال تلك السنوات، وارتكبت أخطاءا عدة، .........
أنعشت الذكرى في قلبي، إذ كانت الحياة أكثر بساطة،
ولم يكن لدينا من هموم سوى كيف نجتاز الإمتحانات بدرجات مرتفعة، كانت أيامنها الجميلة لا ينغصها سوى ذكرى الإمتحانات، وفي ما عدا ذلك فهي رائعة،
لأيام العصرية في السكن عبق خاص في الشتاء،
إذ نجتمع معا في الحديقة لنشرب الشاي والقهوة مع البقسماط، ونتبادل النكات، وأذكر حينما تسابقنا سباقا غريبا، لا يعبر سوى عن بساطتنا،
فالسباق كان: من تستطيع رمي شبشبها إلى أبعد مسافة بقدميها،
فكانت إحدانا من فرط حماسها أن رمت شبشبها فوق المظلات،
ولم تتمكن من استعادته، ............ ذكريات،
فمن يمكن أن يصدق أننا ذات يوم من فرط بساطتنا تسابقنا برمي شباشبنا،
[color="rgb(0, 100, 0)"]
الحياة تمضي، والمجتمع الخارجي يطالبنا بالكثير من النظام والحياة الزوجية تلقي بثقل مسؤوليتها على قلوبنا وتنسينا كيف نستمتع بالأوقات الجميلة، بتنا نفكر في مشاكلنا في كل وقت، أثناء تناول الطعام،
وعندما نجلس تحت يدي المزينة في الصالون، وحتى حين نستحم، الحياة الزوجة باتت تشكل لدينا هاجسا، بكل ما تحمل من ألم أو جمال،غادرت صديقتي القديمة، وأبقت في قلبي حديثا لا يفتأ، الصداقة التي فقدت مع الأيام قيمتها، والتي باتت في حياتي حلما بعيد المنال، هل من أمل إلى عودتها، فمنذ أن اعتليت منصب الإستشارية،
لم يعد لدي الوقت للقيام بواجب هذه العلاقات الطبيعية، ...... مضى وقت طويل على آخر مرة تمتعت فيها بصحبة صديقة، ......
أمسكت بهاتفي، واتصلت بها،
- متى آخر مرة ركبت فيها الألعاب، .......؟؟
- لا أذكر، ربما كانت أيام الجامعة،.......؟؟
- مارأيك لو نفعل ذلك..؟؟
- هل أنت جادة........ ألعاب ماذا، وأين... أتمزحين..؟؟
- بل أتحدث بجدية، تحتاجين لبعض الترفيه،كما أحتاج.
- أين.....؟؟
- أرض المعارض، يفتتحون الألعاب هذا المساء للنساء فقط، إن شئت ذهبنا........!!
- رائع، سنركب الحلزون، والأخطبوط،.......
- لم لا، .......!!!
- هل أنت جادة..؟؟ في هذه السن...؟؟
- نعم، نحلق عاليا، ننسى الدنيا، ونعود طفلتين، ....؟؟
- خلاص، الليلة، تمرين علي، أم أمر عليك.......؟؟؟
وجاء المساء، وكنا قد استعددنا، بارتداء ملابس تساعدنا على ركوب الألعاب، مع أطفالنا، وبالفعل، كنا هناك، حيث كل النساء مجتمعات، فتيات وسيدات من كل الأعمار، كوكب نسائي فقط، يعطيك الحرية، لتنطلقي بلا قيود، فركبنا كل الألعاب تقريبا، حتى شعرنا بالتعب،
- الآن، إلى قاعة المطاعم....
- هيا.
وما أن جلسنا،
- لا أعرف كيف أشكرك، هذه الرحلة أنتزعت الكثير من ثقل مشاعري، عندما طلبت مني الخروج في رحلة للألعاب، استغربت، وقلت في نفسي، كيف تدعوني للألعاب وأنا أعاني من كل هذه المشاكل، لكني بعد تفكير، قلت لا بأس فناعمة على كل حال تعرف ماذا تفعل، وقد يكون هذا جزء من العلاج، ..... لا تصدقين أشعر بالتفاؤل، أشعر أني كنت أنكد على نفسي في السابق، وأحرمها من فرص المتعة والاستجمام.
- عندما يصيب الهم إحدانا، وأقصد نحن النساء، نحيط أنفسنا بهالة من الحزن، والإنطوائية، معتقدين أن علينا التركيز في مشاكلنا كنوع من العلاج، بينما العلاج يحتاج إلى بعض الترفيه، الرجل على وجه الخصوص، كلما زادت مشاكله كلما اتجه إلى الترفيه عن نفسه، وتجدينه يدمن الألعاب الإلكترونية، والورقة، والرماية، وكرة القدم، والرياضة، كل ذلك رغم مسؤولياته ومشاكله، إنه يعالجها بتلك الطريقة، وأنا شخصيا أجدها مجدية إلى حد ما، فالأعصاب المتوترة لا تحل المشاكل، والترفيه يرخي الأعصاب، وينقي الرؤية، ......
- كلما وجدت فرصة لألعب، أقول بأنني كبرت على ذلك، ...
- كلنا نقول ذلك، وقد تفاجئين بأني كنت أعتقد أني كبرت على ذلك منذ أن ارتديت ثوب المرحلة الثانوية في الدراسة، وغيرت رأيي فيما بعد، عندما قرأت رواية كانت البطلة فيها تتحدث عن أسباب احتفاظها بشبابها، منها أنها تتصرف دائما كما لو أنها شابة، ....
- هل تعرفين ما يدور في بالي الآن......
- ماذا.....؟؟
- اقرئي أفكاري.......
- ومن قال لك بأني أقرأ الأفكار.....؟؟
- سمعت ذلك......
- هذا غير صحيح.......
[/color]
- طيب، اسمعي ما رأيك لو نقوم نهاية كل أسبوع بزيارة للحدائق العامة لنلعب، ......
- هنا في أبوظبي ...... هذا غير ممكن.
- لماذا .؟؟
- لا توجد لدينا حدائق نسائية، الوحيدة حديقة المشرف، وهي قديمة، وبصراحة لا أحب زيارتها..... بل لا يمكن....
- كيف تبدو..؟؟
- لن أخبرك كيف تبدو، كي لا تصابي بصدمة، يكفي أن تعلمي أنها غير مناسبة البتة، للأسف......
- ياه، لماذا لا يهتمون بإعداد حديقة نسائية راقية وجميلة، نحن بحاجة إلى ذلك....!!!
- إن شاء الله، نعد رسالة نحن النساء ونرفع بها طلبا لما لا...؟؟
- فكرة ......هل هناك أماكن ترفيهية نسائية هنا........ هل تعرفين مكانا ما........؟؟
- فيمَ تفكرين.؟؟
- بأن أخرج كل يوم، وأجري كالأطفال، لأنقي قلبي، أشعر بأن الحياة جميلة، وكنت غارقة في مشاكلي، للأسف نسيت كل أنواع البهجة في حياتي......
- كيف حالك مع المنتجعات، ما رأيك بمنتجعات (ْْْْ .......)
- لا أعرف عنها شيء،
- إنها رائعة، لدي موعد بعد يومين، هل أحجز لك معي، نجلس في جكوزي تحت ضوء الشمس، في مكان بعيد عن الهموم، ونساء متخصصات يقمن بالعناية بك، يوم كامل للإستجمام، ما رأيك، .....؟؟
- أوووووووووه، أرجوك احجزي لي، أريد أن أعود للعالم، فقد كنت طوال تلك السنوات خلف الشمس.
- لا تنسي أن تحضري معك أدواتك الشخصية، كلها، من أمشاط، وفوط، وشورتات، للسباحة، وكل ما تحتاجين للرياضة، .... إنه يوم طويلة ...
- نعم، نعم، فلتحيا الحياة الجميلة، الله الله، لا أعرف لماذا كنت أحرم نفسي كل هذه المتع الحلال، لا أعرف ما الذي جعلني أغمض عيني عن العالم، ياه كم متلهفة لذلك اليوم، ....... هل لديهم خدمة الهاواي..؟؟
- لا أصدق أنك تذكرين، كنت سأخبرك وأنتظرتك أن تسألي، نعم لديهم خدمة الهاواي (( وهي خدمة تقديم الفاكهة لك وأنت في المغطس، وكنا نتحدث عنها في أيام الجامعة، ونسميها خدمة الهاواي))
- رائع، لن تصدقيي فآخر مرة زرت فيها منتجع من هذا النوع كانت قبل سنوات..!!
- ما رأيك لو نأخذ بعض الفوشار والعصائر ونذهب لنجلس هناك أعلى المدرجات، أريد أن أرى الدنيا من الأعلى، ........
- نعم، وهل تسمحين لو نكمل استشاراتي.....
- طبعا، ........
- والعيال، أين نتركهم........؟؟
- يلعبون على مقربة منا، بينما تراقبهم الشغالات.....
- جميل،.......
- هل ترين تلك الأضواء هناك، خلف تلك الأشجار، ...... هناك يقع بيتنا، إنه قريب جدا من هنا....
- إذا فزوجك ثري، تلك منطقة لا يسكنها سوى الأثريا
- ثري نعم، إلى حد ما، ..... كله من مال العائلة.
- موقعه جميل، ومثالي، لديكم حديقة أمام الدار كما أتصور، هل تستغلينها...؟
- لا أبدا، تعلمين أهل زوجي متحفظين جدا لا يسمحون بذلك،
-أقصد أن تضيفي لها ألعاب أطفال كبيرة، ليلعب أطفالك فيها، بدلا من البقاء في البيت طوال الوقت.
- لم أفكر في ذلك مسبقا......
- ها أنا أقترح عليك، فهي مناسبة للترفيه عنهم، ضعي سياجا أيضا، لتضمني عدم اندفاعهم للشارع.
- ياه ....... كيف تجعلين الحياة أسهل....
- إنها الحياة، تحتاج إلى القليل من التركيز لتصبح واحة استرخاء، ومنتجع مريح.
- نعم، فاتني الكثير من المرح طوال تلك السنوات، وارتكبت أخطاءا عدة، .........
لقراءة الجزء الثالث اضغطي هنا