(استاذتي لم تعد تتصل كالسابق، يبدوا ان الخطة نجحت) ( لا تعلقي على الأمر لكي لا تحرجيه، وهو كيف حاله معك؟؟) ( لقد تغير أصبح أكثر ثقة في نفسه، وأصبح إنسان آخر) ( جيد كنت طبيبته، عالجت لديه خوفه منها) ( والآن دكتورة أريده أن يصبح متعلقا بي) ( هذا يتوقف عليك، كم أصبح وزنك؟) ( 66 ولا زلت احاول انقاصه أكثر، واشتركت في جدول للتمارين الرياضية والمساج و...........) ( أنت بحاجة الآن إلى فن الإتيكيت) ( كيف؟؟)
بدأت أم الوليد تتلقى التدريب ومنذ الأسبوع الأول، ( الناس كلهم مستغربين يقولون في شي تغير فيني) ( جيد) ( ونصحت كل البنات يزوروك)
( وأبو الوليد؟؟) ( يطالعني ولا يعلق لكن الإعجاب واضح على وجهه، وانا متجاهلة ولا كأني ملاحظة إعجابه) ( نعم تصرفي بطريقة هادئة وجذابة )
( دكتورة هناك شيء تغير في داخلي، عندما أتذكر ما مضى يصيبني الهم، واستغرب من كنت وكيف أصبحت، كيف استطعت أن أعيش كل تلك السنوات وأنا شبه امرأة، أنا اليوم انسانة جديدة تغير شيء مهم في داخلي بل أشياء، أشعر أني أميرة بحق، وأصبحت أنظر للأمور بشكل مختلف وبثقة كبيرة وتغيرت شخصيتي وحياتي كلها وليس فقط مع زوجي، لم يعد يهمني إن جاءني أو ذهب لها، لأني واثقة ان قلبه معي أنا، دكتورة أصبح يستغل لحظات دخولها الحمام ليتصل بي، وهو في بيتها، ويخرج ليشتري أي شيء من الجمعية ليكلمني، لقد أحبني من جديد، في الماضي كنت مترددة وخائفة ان لا يعود ليحبني، الآن أنا واثقة أنه لن يتوقف عن حبي، لأني أعيش ذاتي ونفسي بكل حرية وقوة، أنا انسانة جديدة، حتى أولادي أصبحوا أكثر هدوءا وأصبحت أخصص لهم وقتا أفضل من قبل، أصبح يا دكتورة يواعدني خارج البيت تخيلي، إن الأشياء التي غيرتها أشياء صغيرة جدا، لكنها أثرت في حياتي بقوة)
إن معظم النساء يعانين من التبلد الغير محسوس، ويتبنين مع الأيام أساليب وسلوكيات غير جذابة نهائيا، وحينما نتحدث عن التغيير يهرعن جميعا نحو ابواب الصالونات لتغيير التسريحة أو الصبغة أوأو................ ولكن الداخل يبقى كما هو، فهي تشاوح بيديها وقت الكلام، أو تحرك شفتيها بقسوة عند التعبير عن غضبها، أو تتحدث كثيرا، قد تنظر مئة مرة في عيني زوجها وكل نظرة عبارة عن رصاصة مميتة لكل مشاعر الحب بينهما، ........... النساء بعد فترة من الزواج يفتقدن الحساسية والذوق الرفيع في التعامل، وقد لا يعرفن عنه شيء مدى الحياة، وأكثر ما يجذب الرجل هو هذا التعامل الرفيع المستوى،
يقول أحد الرجال في مقالة قرأتها ذات يوم: ((كانت تسير نحو باب المكتبة ترتقي الدرج المؤدي إلى هناك، حينما ناديتها فالتفت بهدوء ونظرت لي بإغواء من فوق كتفها ثم أسدلت جفيها بحنو وقالت لا تقلق لن أتأخر، في هذه اللحظات قررت الزواج بهذه الساحرة)).
وفي فاكس آخر هجم فيه رجل على مكتبنا قائلا: (( لماذا تلومون الرجل على زواجه من أجنبية، .................... إن المرأة العربية هي أخ في الله لا أكثر، إنها تصرخ على أولادها كما تحب وكأنها بلطجي في ساحة الحارة))
وبعد شهور طويلة من المعاناة والتفاصيل الدقيقة تحسنت حياة أم الوليد كثيرا، وقل زياراتها لي، فأصبحت تزورني مرة كل شهر أو شهرين تقريبا، إذا أصبحت قادرة على تحمل المسؤولية وحدها وحل مشاكلها بنفسها، .......
وفي صبيحة أحد الأيام، كانت من بين عميلاتي الجدد نور، ولم أكن أعرفها بعد، وسجلت اسمها باسم مستعار وجلست أمامي تشكو بضعف وبكاء مرير ظلم زوجها لها، وتقول: تزوجته عن حب، وعاندت لأجله كل أفراد عائلتي، كان والدي رافضا زواجي منه لأنه متزوج، وكانت امي خائفة علي من زوجته، وأخواني الشباب كلهم رفضوا هذا الزواج، لكني أحبه وعاندتهم جميعا وتزوجت به، وعشت معه اجمل سنوات حياتي، كان يحبني بجنون، ويفعل من أجلي المستحيل، كنت كل شيء بالنسبة له ولم يكن يريد زوجته الأولى وقال لي أنه يتركها فقط لتربي أبناءه، ولكنه تغير مع الأيام، وأصبح انسانا مختلفا، يفكر فيها طوال الوقت، ويخاف عليها، تخيلي يا دكتورة منعني من الإتصال به وهو في بيتها وحلف علي بالطلاق، وفي المقابل يتصل هو بها طوال الوقت، في السابق كنت ألاحظ أنه يتحجج بأي شيء كي ينزل، ليحدثها، ومرات كنت أراجع المكالمات الصادرة في هاتفه فأجدها لها يستغل لحظات غيابي الصغيرة ليهاتفها، لقد هجرني حتى في النوم، إنه يوفر طاقته لأجلها،
تعبانة دكتورة ومااقدر أشتكيه لأهلي لأنهم بيقولون نصحناك، وبعدين شو أسوي؟؟)
(ساعديني يا دكتورة أرجوك، أختي نصحنتني بزيارتك وهي عميلة عندك ، نسيت أخبرك دكتورة إنها مدرسة .................................................. .........)
( هل منعتي زوجك في بداية الزواج من أن يقربها، ) ( سكتت وكأنها حوصرت ) ( لا لم أمنعه، هو قال لي أنه لا يشتهيها، وأنا قلت له إن قربتها فهذا يعني أنك كاذب) ............................
قد لا حظت في سنوات عملي أن الزوجة الثانية دائما تعتقد أن الرجل لم يسعى للزواج بها إلا لعيب في زوجته الآولى، وجميع الزوجات رقم 2 يتخيلن أن يستفردن بقلب الزوج، وأن يكن متوجات بالحب طوال الوقت، ولا يتخيلن أن يتعرضن لمثل ما تعرضت له الأولى،
لدي الكثير من الزوجات رقم 2 يعانين من صدمات عاطفية ونفسية بعد أن اكتشفن خيانة الزوج، وتقول إحداهن: كيف يخونني وأنا قبلت الزواج منه وهو متزوج، واعتقدت أنه يحبني بجنون،
تنسى تماما أن من يخون مرة يخون ألف مرة،
وبالمناسبة فإن الزوجة الثانية تعاني احيانا أكثر مما تعاني الأولى ولدي الكثير من الضحايا في هذا المجال، فمعظم النساء الزوجات رقم واحد ما أن يتزوج عليها زوجها حتى تفيق وتبدأ في دخول حرب نفسية تحطم فيها كل شبر من نفسية الزوجة الثانية ولا تسمح لها بأن تهنأ بالزوج،
في حالة أم الوليد ونور، فقد أصبحت نور تعاني وضع الزوجة الاولى سابقا، ولكنها لم تكن تتوقع أن يحدث لها هي بالذات ماحدث فقد تزوجت عن حب، ..................... كما تقول، ..................... عند الرجل لا فرق، تزوج عن حب، أو عن إكراه............... الأمر سيان، ........
سألتها: هل منعت زوجك من المبيت عند الأولى؟؟
ترددت ثم قالت: صدقيني يا دكتورة هو فهمني أنه لم يعد يربطه بها شيء وأنهما تقريبا منفصلان منذ فترة طويلة،
هل حاولت الإستفسار والتأكد من الأمر؟؟
بصراحة لم احاول، صدقته؟؟
وهل يحق لك أن تمنعيه من زيارتها؟؟
سأقتله دكتورة فأنا أحبه بجنون وأغار عليه ولا أتخيل أن ينام مع امرأة سواي.
((وماذا تقول هي إذا التي تزوجت به قبلك وأنجبت له الأطفال))
(( يقول بأنها بليدة............!!!))
أثارت هذه الكلمة غضبي لكني مسكت اعصابي، وقلت لها: يقول الرجال الكثير من الكلام الغير صحيح عن الزوجة الأولى للزوجة الثانية ليقنعها بأنه مظلوم ويحتاج للزواج من اخرى، وأنت لأنك تريدين التصديق صدقت،
دكتورة ساعديني أنا الآن أريده على الأقل أن يعدل بيننا فموقفي أمام جاراتي وصديقاتي وأهلي صعب جدا بعد أن هجرني ساعديني .............
أعطيتها موعدا آخر، وطلبت من السكرتيرة تأخير موعدها القادم قدر المستطاع،،،،،،
اتصلت بأم الوليد واستدعيتها،
( كيف حالك أم الوليد؟؟)
( بخير، ماذا في الأمر؟؟)
( لا شيء اشتقت لك وأحببت أن أتحدث معك)
( معقول، ........... استاذه فيه شي؟؟)
( لا شيء ولكنه إجراء أتبعه مع كل حالة حينما أشعر بنجاحها في استعادة زوجها أحب أن أذكرها بالله وبأنه إن أعاد لها زوجها فإنما يختبرها في ما تفعل )
( ماذا تقصدين؟)
( كيف حالك مع زوجك؟)
( بخير يا استاذه إنه رائع معي..........إنه................... إنه..................)
وبدأت تحكي أم الوليد عن سعادته معها،
( أشعر أنه اصبح يقضي الوقت كله معك)
( نعم)
( وماذا عن الزوجة الثانية)
( قرر أن يطلقها)
( لماذا)
( لأنه يعتبرها غلطة، ويقول بأنه لا يستطيع أن يعيش مشتتا بين بيتين)
( وهل تجدين أن هذا منصف)
( نعم فهي لصة سرقت ما ليس لها)
( وضميرك)
( لا شأن لي بشي، أنت تعرفين أم الوليد، طيبة ومسالمة، وليس لي خطط سوداوية، نعم سعيدة بقراره، لكني أبدا لم أشر عليه بذلك هو قرر من نفسه وأخبر كل أهله عن نيته)
( متأكدة )
( نعم، وأقسم لك أن لا دخل لي بالموضوع علمت عن قراره بالصدفة من اخته، وقال أنه غير مرتاح معها، وأنه يعاني من غيرتها الشديدة، وقال عنها طفلة هوجاء ولا تعي شيء، وأنها عصبية ونكدية، هو قال ذلك لأخته، أما أنا فلا يحدثني عنها مطلقا، ولا يذكرها أمامي أبدأ)
( مارأيك لو تنصحينه بالعدول عن قراره)
فتحت عينيها غير مصدقة وقالت: مستحيل، رغم أني لم أشر عليه بذلك لكني سعيدة بقراره ولن أغير رأيه، أنا أنسانة مظلومة، وهذه خطفت مني زوجي وحرمتني منه طويلا وعذبتني ولن أنسى ما فعلته بي)
وقضيت وقتا طويلا أذكرها بأجر هذا الأمر، ............... ولكنها أصرت على موقفها،
وسألتها: ترى ماذا لو لجأت لي الثانية هل أقبل استشاراتها، فجأة بدا عليها الرعب، ( معقولة يا دكتورة تخونيني)
( لماذا تعتبرين الأمر خيانة، هي أيضا إنسانة وتمر بأزمة)
( نعم ولكني جئتك قبلها)
( وأنت الآن بخير ولا تحتاجين لي)
( ولكني لا زلت عميلة عندك)
.............................
لم يكن لدي وسيلة أخرى، فكان من الصعب أن أخبرها بقدوم الزوجة الثانية، لأن هذه من أسرار عملي ولا يجوز لي افشاؤها، ولا أستطيع أن أصارح الثانية بأن الأولى عميلتي لأن هذا من أسرار عملي أيضا،
ولكني قررت أن أقبل استشارة الثانية لكي أجعلهما متعادلتين على الأقل في القوة، بإذن الله، وطلبت من السكرتيرة استدعاءها في أقرب وقت
ولكن في صباح اليوم التالي وصلني هاتف من أم الوليد: دكتورة زوجي طلقها ليلة أمس،
صدمني الخبر ( لماذا؟)
( حدثت بينهما مشادة هاتفية على الهاتف، وكانت كما فهمت ترجوه أن يقضي الليلة عندها ولكنه غضب من طلبها وبدا يهينها وصار يصرخ ثم ألقى عليها الطلاق بالثلاث)
ثم اضافت: ( لقد أثارت عطفي يا دكتورة شعرت بأنها مسكينة، ولم أكن أتوقع أن أشفق عليها هكذا، وهو ايضا بعد وقوع الطلاق، أصبح حزينا جدا)
وقالت أيضا: ( صدقيني يا دكتورة، لم أكن أمنعه من زيارتها أو قضاء ليلة بعد ليلة عندها لكنه هو كان لا يريد الذهاب لها اصبح متعلقا بي كثيرا، وأنا لا أفعل أكثر من أن أعيش ذاتي بشخصيتي الجديدة، . صحيح ان الأمر كان يسعدني ويشعرني بالثقة لكني لم أخطط لطلاقها وأقسم بالله، ..........)
( وماذا تريدين الآن)
( أريد.......... لا شيء، أردت أن اسألك هل زارتك هي، لأن أسألتك لي في آخر زيارة جعلتني أشك في أنها زارتك)
( لا لم تزرني، ............ !!!!!)
وكانت هذه أخر السطور في حكاية أم الوليد ونور
ضحيتين لرجل واحد،