استمتع المصريون القدماء بإعداد وتناول الأطعمة المتنوعة، والتي لا تختلف كثيرا عن أطباق اليوم، وبالمقارنة مع حضارات قديمة أخرى، فإن المصريين كانوا يحصلون على إعداد الأطعمة بشكل أفضل، وربما يرجع ذلك إلى نهر النيل الذي قدم الري للمحاصيل والمياه للماشية بشكل كافي.
وكانت المأكولات المصرية القديمة تنقسم إلى نوعين، الأول للفقراء والذين كانوا يتناولون الفواكه والخضروات والبقوليات، أما الأغنياء فكانوا يتناولون اللحوم والدواجن بشكل دائم، ووفقا لموقع "إنشينت أورجينز" الأمريكي، كان الخبز والبيرة من المأكولات المشتركة بين كليهما، حيث كانا المنتجان الرئيسيان للمطبخ المصري القديم.
الخبز والبيرة للفقراءوكان يُستخدم القمح أو الشعير في صنع الخبز بشكل يومي، وكانت هذه المهمة شاقة حيث كان يتطلب طحن الحبوب أولا للحصول على الطحين، وعادة ما كانت تقوم النساء بهذه الوظيفة، وكانوا يقومون بحيلة لتسريع عملية الطحن وهي إضافة الرمال إلى الرحى لتسريع عملية طحن الحبوب، وهذا ما كان يجعل الدقيق به رمال، وظهر هذا جليا في أسنان المومياوات التي تم اكتشافها.
الخبز والبيرة للفقراءأما البيرة فكان يتم استخدام نوع خاص من الخبز في تصنيعه، ويقول عنه علماء الآثار إن اسمه "خبز البيرة"، ويحتوي هذا الخبز على كمية كبيرة من الخميرة مقارنة بأنواع الخبز الأخرى ويتم خبزه في درجة حرارة منخفضة حتى لا تقتل الخميرة، ثم يوضع الخبز في إناء به ماء ويتم خلطه بمُحليات، وهذا ما يسمى حاليا مشروب "البوظة"، واتسم هذا المشروب بسمكه ولذته وعدم سكره.
وعلى الرغم من أن النيل ربما لم يكن مصدرا لمياه الشرب بالنسبة للمصريين القدماء، إلا أنه جعل الأرض خصبة بسبب الفيضانات السنوية، مما سمح بزراعة العديد من المحاصيل، والتي كانت جزءًا من النظام الغذائي المصري القديم، وقام المصريون القدماء أيضا بزراعة أنواع عديدة من الخضار، وأكثرها شهرة: البصل، والثوم، والكراث، والعدس، والخس، والفجل، واللفت، وزرعوا أيضا الفواكه مثل التين، والتمر، والتفاح، والرمان، وكانت الفواكه جزءًا من الحلوى.
الخبز والبيرة للفقراءوكانت الأسماك من نهر النيل مصدرًا للبروتينات الرخيصة للمصريين القدماء، وغالبًا ما كان يتم تمليحها، أو تجفيفها للحفاظ عليها لفترات طويلة، أما المصدر الآخر للبروتين فكان الدواجن، مثل الأوز، والبط، والحمام، والسمان، والتي كانت تعد طعاما مهما للأغنياء، أما الدجاج فكان متاحا للأغنياء والفقراء لأنهم يستطيعون صيده.
أما الطعام الأغلى ثمنا فهو اللحوم خاصة اللحم الضأن، وكان يقتصر تناوله على أفراد المجتمع الأكثر ثراءً، ولحم البقر كان غالي الثمن أيضا ولكن كان يتناوله عامة الناس بشكل مستمر، خلال وجبات الاحتفالات.
ورغم وجود الأواني والتي عرفناها من جدران المقابر، التي توضح أنهم كانوا يطهون الطعام، لكن لا يُعرف سوى القليل عن الطريقة التي أعد بها المصريون القدماء طعامهم، حيث لم يكتبوا أي وصفات عن طعامهم، ولكنه على الأغلب إما مخبوزًا، أو مسلوقًأ، أو مقليًا، أو مشويًا، ومن أجل تعزيز نكهة طعامهم، استخدموا التوابل مثل الكمون، والكزبرة، والقرفة، أثناء عملية الطهي.
