مسكت اعصابي بكل ما أوتيت من قوة، وكان جسدي يرجف كالسمكة،
واتصلت بأعز صديقاتي، وحكيت لها مشكلتي، فنصحتني بقراءة منتداكم،
قلت لها لا وقت لدي، للقراءة، فقد تضيع حياتي في أية لحظة،
لكنها ألحت علي، وهكذا دخلت وقرأت لك كل ماكتبت،
يشهد الله أني كنت مصدومة، ومندهشة ومنهارة في نفس الوقت،
لقد كانت كلماتك تلامس ذاتي، وكأنك تكتبين عن حياتنا وكأنك تعيشين، معنا،
قررت أن لا أخبر زوجي أني اكتشفت خيانته،
لأنك نصحت عميلاتك بذلك، ووضعت الضمادات على جرحي،
وقررت أن أعمل على استعادته، لأني بالتأكيد لن أتمكن من تخيل ما حدث،
ولا أعرف ماذا سيحدث لو صارحته بأني أكتشفت كل شيء،
لعله سيختارها، فعلى ما يبدوا أنه يقدرها، وقد قال لها في أحدى رسائله،
أنه لا يمانع الزواج بها، لولا الظروف، ولست اعلم ماذا قصد بتلك الظروف، ..!!!
رد الدكتوره : عزيزتي بدرية،
على الرغم من أن العلاقة التي تطورت بين زوجك وزميلته، علاقة جنسية،
إلا أن هذا لا يعني بأنها علاجها مستعصي، لأن العلاقة في حد ذاتها ليست
هي التي تحدد نوعيتها أو متانتها، وإنما السبب الذي يختبأ خلف العلاقة،
فحينما يكون سببا، قويا، تصبح العلاقة قوية، يصعب قطعها،
أما إن كان سببا واهيا، فمهما كان المستوى الذي وصلت له العلاقة بعيدا،
فإن هدمها وتدميرها سهل جدا، لأننا هنا نعتمد على دراسة اسباب الخيانة،
وليس نوعيتها،
على سبيل المثال : قد يعاشر الرجل بائعة هوى لا يعرف عنها أي شيء،
ولا تربطه بها أية علاقة عاطفية أو حتى معرفة،
ومع هذا جمعته بها علاقة جنسية، مثل هذه العلاقة يسهل القضاء عليها،... لأنها أصلا غير موجوده،
وقد تجدين من الرجال، من يعشقون نساء، حبا عذريا، لسنوات مثلا،
قد يصعب التخلص من علاقة بهذا الشكل مثلا إن كانت اسبابها عميقة،
الأمر لا يعتمد على نوعية العلاقة كما قلت لك،
وإنما اسباب قيام تلك العلاقة، لهذا غالبا ما أميل شخصيا إلى دراسة اسباب
العلاقة، والتركيز عليها، أكثر من دراسة نوعيتها،
وعلى فكرة فكل علاقة على وجه الارض لها اسبابها،
لا توجد علاقة بلا اسباب، حتى وإن بدت علاقة سامية، فلها اسبابها ايضا،
وعلاقة الزواج كغيرها من العلاقات، تقوم لاسباب، ودوافع،
أولها وأهمها اشباع الحاجات الجنسية والعاطفية،
لتحقيق الاستقرار، ثم انجاب الاطفال،
البعض يعتقد، أن تحقيق الاستقرار، يأتي بتأسيس البيت،
او بتحضير مكان للعيش، لكن الاستقرار أمر يتعلق بالتوازن النفسي والعاطفي،
وحينما نقول يتزوج لتحقيق الاستقرار،
لا نقصد الاستقرار المكاني، وإنما الاستقرار النفسي، والعاطفي،
عندما تعصف بالانسان الحاجات النفسية، العاطفية والجسدية،
فإنه يتخبط، فالمرأة التي تشعر بحاجتها لزوج، ولا تجد، تتخبط،
وتبدوا مزاجية، عصبية، مزعجة، وتعيسة،
والزوج الذي تتخبطه الحاجات الجنسية والعاطفية،
فلا يجد له امرأة تبادله الاشباع، يصبح قاسيا،
متجهما، بخيلا، كئيبا، ووقحا أحيانا،
لأنهما يفتقران إلى العلاقة التي تثيرالتوازن العاطفي الطبيعي.
ولأن كلا منهما لا يشعر بالاستقرار النفسي،
فإنه لا يعرف كيف يعيش ذاته، ولا يعرف كيف يمارس شخصيته الطبيعية، التي كدرها صراع الحاجات اليومية،
تماما مثلما يصبح الانسان عصبيا متوحشا، لا يستطيع السيطرة على نفسه، حينما يعاني الجوع الشديد، ولا يتمكن من اشباعه،
ساعات العمل الطويلة أمر غير صحي، هذا صحيح،
لأنها تؤثر مباشرة على نوعية الحياة، وعلى جودتها،
فتفرز للحياة اشخاصا يعانون الكثير من المشاكل على كل الاصعدة،
يمكن أن يبدأ العمل مبكرا، لكن لا يصح أن ينتهي متأخرا هكذا،
فالعمل حتى الرابعة مساءا، أمر لا يفيدنا بشيء،
أغلب الموظفين ينامون في العمل، ولا يجدون ما يقومون به،
إن ساعات البطالة لديهم تزداد، ...!!!
إن كان زوجك مضطر إلى البقاء حتى الرابعة بسبب قوانين العمل،
وإن كان فعلا مشغولا جدا، فكل ما عليك عمله، هو تقبل ظروف عمله،
وتنظيم ظروفك لتتناسب مع ظروفه، طوعي نفسك، ولا تكوني عنيدة،
فالعناد لن ينفعك، والجاهل هو من يعاند الظروف الصعبة، الذكي يتأقلم،
ويعالج، لا يتذمر ولا يعاند.
بدر: لقد أحببتها من كل قلبي، زوجتي بدرية هي كل حياتي،
لم أقصد يوما جرح مشاعرها لأي سبب، لكن الامور تطورت بسرعة،
ووجدت نفسي شخصا مختلفا فجأة،
بدأ الأمر حينما انتقلنا للسكن في الشامخة،
اثرت ظروف عملنا على علاقتنا بشكل مباشر، على الرغم من أني قاومت
الأمر طويلا، لكن يخطأ من يعتقد أن لديه سيطرة دائمة على نفسه وحاجاته،
كنت المح لها حاجتي إلى رفقتها، إني رجل حساس، وعاطفي،
أحب أن اخرج برفقة زوجتي، بصراحة أحب وجود أمراة قربي،
في كل لحظة من لحظات حياتي، وأنا زوج مخلص، فأمرأة واحدة تكفيني،
دائما، كنت هكذا، لكن كيف لها أن تكفي إن لم تكن متوفرة أصلا،
لم أطلب منها الكثير، كل ما أردته أن تمر علي حينما تنهي عملها،
لنتناول الطعام معا، في مطعم الشركة أو أي مطعم قريب، ثم تعود إلى البيت، هذا كل ما أردته،
لكنها رفضت، متحججة بالاطفال، وبأنها لا تريد أن تتركهم يتناولون الغداء وحدهم،
رغم أنهم خمسة، خمسة مع بعضهم، وأنا وحيد، وحدي أتغدى وسط رفاقي،
بزوجاتهم، فكل رفاقي منهم من تحضر زوجاتهم وذويهم لتناول الطعام معهم،
ومنهم من يذهبون لبيوتهم القريبة ليتغدوا،
أبقى وحدي، لا زميل يشاركني، ولا أزوجة، .....!!!
شعرت بأنها لم تعد تقدرني كالسابق، وبأني لم أعد مهما في حياتها كما كنت،
أريد الرعاية والحب، وافتقدته منها،
مؤلم أن تتناول غداؤك وحدك، كل يوم، لمدة خمسة وعشرون يوما في الشهر،اثنى عشر شهرا في السنة،طوال سنوات عملك التي لا تعلم متىستنتهي.......!!!!!
لم أكن راغبا في خيانتها لكني كنت بحاجة إلى امرأةتتغدى معي، وتخرج إلى النزهات بصحبتي،
جلس قربي لا تتحدث عن اهلها، ولا أهلي،
ولا تشكوا اولادها وأولادي،بل تجلس هادئة تماما،
ندير أنا وهي سي دي لأغنية ما،ونتجول بالسيارة،
حتى إذا رأينا مكانا أعجبنانزلنا وشربنا القهوة أو الشاي هنا،هذا كل ما أردته،لقد سأمت، لا اشعر أني متزوج،
لقد تزوجت لأعيش برفقة أمرأة محبة وصديقة ورفيقة،
حقيقية،أردت امراة تشاركني الحياة، وتتحمل معي ضغوطعملي،وتسد حاجتي إلى الحب
بدرية: (( إني أفعل ذلك على الدوام، إني اشاركه السرير،
واهتم باطفاله،واطهوا الطعامالذي لا يأتي لتناوله،
إني أحاول أن اتحمل كامل المسؤلية عنه لأجعلهمتفرغا لعمله))
بدر: (( هذه المرأة لا تفهمني، لا تستطيع أن تفهم ما أريد،
إنها تفكر بطريقة معكوسة،
اشك أحيانا في قواها العقلية، وأحيانا أعتقد أنها تقليدية باردة، إن ماأعنيه بالمشاركة،
هي امرأة تخرج معي إلى المطعم، تجلس أمامي،
تتناول الطعام معي،دون أن تقول (( ليت حمودي وليلوه عيالنا احبائنا معانا))،
أريد أمرأة أن تشعرني إني لا زلت شابا، ورجلا محبوبا، وأني محورتفكيرها وكونها،
صدقوني، أنا ايضا احب اطفالي، لكني لن انكر ذاتي لأجلهم،لأن انكار ذاتي لن يفيدهم في شيء، إنهم بخير، يعيشون ويمارسون حياتهمبشكل جيد،
نحن من عانينا الحرمان في صغرنا، وزماننا كان أصعب من زمانهم، أليس من حقنا أن نعيش في رغد،
سيأتي دورهم يوما وحياتهم ستصبح أجمل من حياتنا اليوم،
فالتسيهلات تتطور يوميا، لا شيء ينقصهم،
ولن يضرهم إن تناولت الغداء بصحبة زوجتي مرة واحدة كلثلاثة ايام مثلا،
لن يموتوا جوعا فالبيت مليء بالطعام،
ولن يصيبهم مكروه إلا بامر الله،
هذه المرأة تشعرني أن الملك المكلف بإصابة الابناء بأمر الله ، يخافهاوالعياذ بالله،
وأنها حينما تجلس إلى جوارهم طوال اليوم فإنها ستمنع عنهم الأذى،
وستخيف ملك الموت،الله سبحانه وتعالى قدر وقضى،
فإن كان أحدهم سيصاب بمكروه سيصاب وهيفوق رأسه،
لكنها لا تفهم، تصر على البقاء قربهم طواااااااااالاليوم،
وتحرمني من قربها، ورفقتها، وتصر على أنه علي أن أعود للبيت، وأحبس نفسي فيه،
لكي أكون معها،
أحب أن أبقى قربها، لكني ليس في البيت، فالبيوت وجدت للنوم والاستحمام،
أترون كيف هي أبوظبي، جميلة، شواطئها تزداد جمالا يوميا، مرافقها،
ومقاهيها، والناس التي تتجول كل مساء فيها،
أترك كل هذا وأحبس نفسي في البيت، لماذا، ....؟؟؟
أردت لها أن ترافقني في الامسيات، نخرج نتمشى على الشاطيء، فترفض،
وتقول: الاولاد نائمون، من يحرسهم......!!!! يا سلام،
حتى في نومهم، ..... صدقوني هذه المرأة مريضة، جنت رسميا.
قد تكون بدرية، من النساء اللواتي، تزوجن رجالا، يصارحون،
ومن البراءة بحيث يحاولون مرارا، وتكرارا، استعادة اهتمام زوجاتهم،
لكن ليس كل الرجال كذلك،
فهد: بعد انجابها لطفلتنا الأولى، اصبحت تحب البقاء في البيت بصحبتها،
اقترحت عليها ذات مرة أن تتركها بصحبة أمي لعدة ساعات،
لنخرج أنا وهي في نزهة بحرية، ...... رفضت باصرار،
فتركتها على راحتها، ووجدت في رفضها، تصريحا مباشرا لي بأن أعيش
حياتي، لقد تفهمت تماما وجهة نظرها، وادركت حينها لما أحل للرجل
الزواج بأربع، إنهن غير قادرات على التركيز هنا وهناك، ... إما الزوج أو الابناء،
إن البحوث العلمية بهذا الشأن تقول، بأن معظم النساء لا يتمتعن بالقدرة على تحقيق النجاح على الصعيدين،
إن من تنجح مع الأنباء، تفشل غالبا مع الزوج،
وأن من تكون ناجحة في علاقتها الزوجية، فاشلة في التربية،
لكني لا أؤيد هذا الرأي، اطلاقا، بالعكس تستطيع المراة أن تحقق النجاح
على كل الاصعدة، بشرط أن تكون على درجة من الوعي، لمسؤلياتها،
وأولوياتها قبل كل شيء.
وهناك من الرجال، من يجد أن على المراة أن تكون متخمة بالمسؤولية،
ليستطيع عيش حياته على الوجهة التي يريد،
مزحم: تعرفت عليها قبل الزواج، وتبادلنا المكالمات والرسائل،
كنت صاحب علاقات، وبعد أن تعرفت إليها، قطعت كل علاقاتي، لكن،
في فترة التحضير للزفاف، بدات أشعر بالشوق للعلاقات القديمة،
أردت أن أعود لعلاقة أو اثنتين، لكن كان علي أولا أن (( اصرف زوجتي)) يعني أجد ما يشغلها عني،
ومنذ اللحظة الأولى من عمر الزواج، بدات أشغلها بالطلبات،
وابقيها مشغولة دوما بعيدا عني...!!!
لكنها كانت ملحة، لقد هزمتني، وبقوة، فقد اصرت على البقاء معي قربي،
وفوق كل هذا كانت تبكي بضعف حينما اتعمد خصامها،
مما يجعلني ارق وأعطف عليها، هي طيبة القلب، وتحبني ولا غنى لها عني،
تحبني بجنون، وهذا ما يجعلني مشغولا عن الأخريات بها،
حتى حينما تنشغل عدة ساعات في عملها، لا احاول اللعب من خلفها،
لاني أعلم أنها قد تعود في أية لحظة، لقد عودتني على مفاجآتها،
إنها تفاجأني دائما، فتأتي إلى عملي وتقول لي: إني في الاسفل،
انزل لنتناول الفطور في المقهى ا لقريب، ......!!!
كيف لي أن أجد الوقت لسواها...؟؟ وفي الليل، تصر على احتضاني،
لا تريد النوم وحيدة، وقد تبقى مستيقضة ساعات حتى موعد عودتي،
لأنها لا تستطيع أن تنام بدوني، .... كيف لي أن أتركها،
ولمن اتركها، ستجن بالتأكيد...!!!
وحينما انجبت طفلتنا الأولى، لم تذهب ككل النساء إلى بيت ذويها،
بل خرجت من المستشفى إلى بيتنا، بصراحة بت لا أطيق فراقها،
وتعودت عليها، وأخشى ان يمر يوما وهي ليست بجانبي، فكيف سأنام،
لقد ادعت أو أنها الحقيقة، بأنه لا مكان في بيت أهلها لها،
كما قالت بأن تريد أن تنام قربي، لأن هذا ينظم فترة النفاس لديها،
ويقلل من مشاكل الرضاعة، لا أعلم هل كلامها صحيح أم انه اختلاق،
المهم، أنها بقيت قربي، وطلبت مني مساعدتها، فكنت اعتني بها فعلا،
كنت مشغولا معها طوال الوقت، اعد لها بعض السلطات،
واغلي زجاجات الرضاعة للرضيع، فلم تسمح للخادمة
بلمس أي شيء يخص طفلتنا، ....
كنت عربيدا، أحب ملاحقة النساء، وفجأة وجدت أني بت زوجا وصديقا،
في نفس الوقت، ... في بعض الأيام، تأخذ الطفل إلى بيت والدتها،
ونخرج معا، إلى النزهات، وأحيانا نبيت في الخارج،
ولا تقلق بشأن الطفل، تقول هو في أيد أمينة، كما أنها تدعي والله أعلم،
بأن والدتها سعيدة به، تعالج به وحدتها، وتستعيد معه ذكريات امومتها القديمة........!!!!!
زوجتي باختصار سيدة ذكية...!!!
لكن هذا بالتأكيد لا يعني أن تخنقيه، وأن تحاصريه،
اتركيه يخرج بصحبة رفاقه، هنا أو هناك، لا بأس، لكن كوني متأكدة من أنه بصحبة رفاقه،
لا تهمليه نهائيا، ولا تحكمي قبضتك عليه فتخنقيه،
التزمي سياسة خاصة في التعامل معه، اتركيه براحته،
لكن فاجئيه بين وقت وأخر بحاجتك إليه.
ونعود لبدرية، التي انهارت اثر علمها تعلاقة زوجها الجنسية بزميلته،
وكما رأينا فبدر كان يعاني، وكان رجلا طيبا، حاول قدر استطاعته،
أن يعالج مشكلته مع زوجته بالحسنى، لكنها لم تكن لتفهم،
حينما توجد الحاجة، فالاشباعات تكون واضحة أكثر
مما ينبغي،
عبارة احفظيها عن ظهر قلب، يا صديقتي،
وهي تعني أنك حينما تكونين، بحاجة إلى تناول الطعام،
فإنك ترين الكثير من الطعام في كل مكان،
وتبدوا المطاعم اكثر ما يثير انتباهك في الطريق،
وحينما تبحثين عن ثوب، فإن كل محلات العطور لا تعني لك شيءا،
فيما ترصد عينيك محلات بيع الأثواب فقط،
بدر كان بحاجة إلى شريكة،
إنه يشكوا الوحدة،
بدر: كانت زميلاتي كلهن حولي، ولوقت طويل،
طوال الوقت أراهن، لكني لم أكن احفل بهن، لقد كنت أراهن كأي شيء أخر، ... لم أنتبه يوما لوجود أو غياب احداهن، لأني كنت مشبعا، ولدي ما
يسد حاجتي، حيث كانت زوجتي بدرية قربي دائما، ... أوهكذا اعتقدت،
بعد انتقالنا إلى الشامخة، ومع تناولي الغداء كل يوم وحدي، ومع اضطراري
للتنزه وحدي، وبما أن رفاقي قلة قليلة، وكلهم متزوجون، وغالبا ما يكونون
برفقة زوجاتهن، فإني أتجول في شوارع ابوظبي وحدي، ومع الأيام،
اشتقت إلى دبي صراحة، لكن لا أمل، فزوجتي المدرسة، لا وقت لديها،
وأيام الاجازات، يادوب تنام فيها تعويضا عن ايام العمل المتواصلة.......!!!!
هذا الفراغ الهائل خلق الحاجة،
والحاجة، فتحت عيوني، وأصبحت قادرا على رؤية كل زميلاتي،
بل ودراسة حالتهن الاجتماعية، المتزوجات، استثنيتهن مباشرة،
وكذلك صغيرات السن، ثم وقع اختياري على ندى، زميلة جديدة،
من ادارة مختلفة لكنها تعمل في ذات الشركة، ... تتناول الغداء كل يوم وحيدة،
وبحكم العمل تقربت منها، وبدأنا ندردش في البداية عن ظروف العمل، والمسافة البعيدة التي تفصلنا عن بيوتنا.
لقراءة الجزء الثالث اضغطي هنا
واتصلت بأعز صديقاتي، وحكيت لها مشكلتي، فنصحتني بقراءة منتداكم،
قلت لها لا وقت لدي، للقراءة، فقد تضيع حياتي في أية لحظة،
لكنها ألحت علي، وهكذا دخلت وقرأت لك كل ماكتبت،
يشهد الله أني كنت مصدومة، ومندهشة ومنهارة في نفس الوقت،
لقد كانت كلماتك تلامس ذاتي، وكأنك تكتبين عن حياتنا وكأنك تعيشين، معنا،
قررت أن لا أخبر زوجي أني اكتشفت خيانته،
لأنك نصحت عميلاتك بذلك، ووضعت الضمادات على جرحي،
وقررت أن أعمل على استعادته، لأني بالتأكيد لن أتمكن من تخيل ما حدث،
ولا أعرف ماذا سيحدث لو صارحته بأني أكتشفت كل شيء،
لعله سيختارها، فعلى ما يبدوا أنه يقدرها، وقد قال لها في أحدى رسائله،
أنه لا يمانع الزواج بها، لولا الظروف، ولست اعلم ماذا قصد بتلك الظروف، ..!!!
رد الدكتوره : عزيزتي بدرية،
على الرغم من أن العلاقة التي تطورت بين زوجك وزميلته، علاقة جنسية،
إلا أن هذا لا يعني بأنها علاجها مستعصي، لأن العلاقة في حد ذاتها ليست
هي التي تحدد نوعيتها أو متانتها، وإنما السبب الذي يختبأ خلف العلاقة،
فحينما يكون سببا، قويا، تصبح العلاقة قوية، يصعب قطعها،
أما إن كان سببا واهيا، فمهما كان المستوى الذي وصلت له العلاقة بعيدا،
فإن هدمها وتدميرها سهل جدا، لأننا هنا نعتمد على دراسة اسباب الخيانة،
وليس نوعيتها،
على سبيل المثال : قد يعاشر الرجل بائعة هوى لا يعرف عنها أي شيء،
ولا تربطه بها أية علاقة عاطفية أو حتى معرفة،
ومع هذا جمعته بها علاقة جنسية، مثل هذه العلاقة يسهل القضاء عليها،... لأنها أصلا غير موجوده،
وقد تجدين من الرجال، من يعشقون نساء، حبا عذريا، لسنوات مثلا،
قد يصعب التخلص من علاقة بهذا الشكل مثلا إن كانت اسبابها عميقة،
الأمر لا يعتمد على نوعية العلاقة كما قلت لك،
وإنما اسباب قيام تلك العلاقة، لهذا غالبا ما أميل شخصيا إلى دراسة اسباب
العلاقة، والتركيز عليها، أكثر من دراسة نوعيتها،
وعلى فكرة فكل علاقة على وجه الارض لها اسبابها،
لا توجد علاقة بلا اسباب، حتى وإن بدت علاقة سامية، فلها اسبابها ايضا،
وعلاقة الزواج كغيرها من العلاقات، تقوم لاسباب، ودوافع،
أولها وأهمها اشباع الحاجات الجنسية والعاطفية،
لتحقيق الاستقرار، ثم انجاب الاطفال،
البعض يعتقد، أن تحقيق الاستقرار، يأتي بتأسيس البيت،
او بتحضير مكان للعيش، لكن الاستقرار أمر يتعلق بالتوازن النفسي والعاطفي،
وحينما نقول يتزوج لتحقيق الاستقرار،
لا نقصد الاستقرار المكاني، وإنما الاستقرار النفسي، والعاطفي،
عندما تعصف بالانسان الحاجات النفسية، العاطفية والجسدية،
فإنه يتخبط، فالمرأة التي تشعر بحاجتها لزوج، ولا تجد، تتخبط،
وتبدوا مزاجية، عصبية، مزعجة، وتعيسة،
والزوج الذي تتخبطه الحاجات الجنسية والعاطفية،
فلا يجد له امرأة تبادله الاشباع، يصبح قاسيا،
متجهما، بخيلا، كئيبا، ووقحا أحيانا،
لأنهما يفتقران إلى العلاقة التي تثيرالتوازن العاطفي الطبيعي.
ولأن كلا منهما لا يشعر بالاستقرار النفسي،
فإنه لا يعرف كيف يعيش ذاته، ولا يعرف كيف يمارس شخصيته الطبيعية، التي كدرها صراع الحاجات اليومية،
تماما مثلما يصبح الانسان عصبيا متوحشا، لا يستطيع السيطرة على نفسه، حينما يعاني الجوع الشديد، ولا يتمكن من اشباعه،
ساعات العمل الطويلة أمر غير صحي، هذا صحيح،
لأنها تؤثر مباشرة على نوعية الحياة، وعلى جودتها،
فتفرز للحياة اشخاصا يعانون الكثير من المشاكل على كل الاصعدة،
يمكن أن يبدأ العمل مبكرا، لكن لا يصح أن ينتهي متأخرا هكذا،
فالعمل حتى الرابعة مساءا، أمر لا يفيدنا بشيء،
أغلب الموظفين ينامون في العمل، ولا يجدون ما يقومون به،
إن ساعات البطالة لديهم تزداد، ...!!!
إن كان زوجك مضطر إلى البقاء حتى الرابعة بسبب قوانين العمل،
وإن كان فعلا مشغولا جدا، فكل ما عليك عمله، هو تقبل ظروف عمله،
وتنظيم ظروفك لتتناسب مع ظروفه، طوعي نفسك، ولا تكوني عنيدة،
فالعناد لن ينفعك، والجاهل هو من يعاند الظروف الصعبة، الذكي يتأقلم،
ويعالج، لا يتذمر ولا يعاند.
بدر: لقد أحببتها من كل قلبي، زوجتي بدرية هي كل حياتي،
لم أقصد يوما جرح مشاعرها لأي سبب، لكن الامور تطورت بسرعة،
ووجدت نفسي شخصا مختلفا فجأة،
بدأ الأمر حينما انتقلنا للسكن في الشامخة،
اثرت ظروف عملنا على علاقتنا بشكل مباشر، على الرغم من أني قاومت
الأمر طويلا، لكن يخطأ من يعتقد أن لديه سيطرة دائمة على نفسه وحاجاته،
كنت المح لها حاجتي إلى رفقتها، إني رجل حساس، وعاطفي،
أحب أن اخرج برفقة زوجتي، بصراحة أحب وجود أمراة قربي،
في كل لحظة من لحظات حياتي، وأنا زوج مخلص، فأمرأة واحدة تكفيني،
دائما، كنت هكذا، لكن كيف لها أن تكفي إن لم تكن متوفرة أصلا،
لم أطلب منها الكثير، كل ما أردته أن تمر علي حينما تنهي عملها،
لنتناول الطعام معا، في مطعم الشركة أو أي مطعم قريب، ثم تعود إلى البيت، هذا كل ما أردته،
لكنها رفضت، متحججة بالاطفال، وبأنها لا تريد أن تتركهم يتناولون الغداء وحدهم،
رغم أنهم خمسة، خمسة مع بعضهم، وأنا وحيد، وحدي أتغدى وسط رفاقي،
بزوجاتهم، فكل رفاقي منهم من تحضر زوجاتهم وذويهم لتناول الطعام معهم،
ومنهم من يذهبون لبيوتهم القريبة ليتغدوا،
أبقى وحدي، لا زميل يشاركني، ولا أزوجة، .....!!!
شعرت بأنها لم تعد تقدرني كالسابق، وبأني لم أعد مهما في حياتها كما كنت،
أريد الرعاية والحب، وافتقدته منها،
مؤلم أن تتناول غداؤك وحدك، كل يوم، لمدة خمسة وعشرون يوما في الشهر،اثنى عشر شهرا في السنة،طوال سنوات عملك التي لا تعلم متىستنتهي.......!!!!!
لم أكن راغبا في خيانتها لكني كنت بحاجة إلى امرأةتتغدى معي، وتخرج إلى النزهات بصحبتي،
جلس قربي لا تتحدث عن اهلها، ولا أهلي،
ولا تشكوا اولادها وأولادي،بل تجلس هادئة تماما،
ندير أنا وهي سي دي لأغنية ما،ونتجول بالسيارة،
حتى إذا رأينا مكانا أعجبنانزلنا وشربنا القهوة أو الشاي هنا،هذا كل ما أردته،لقد سأمت، لا اشعر أني متزوج،
لقد تزوجت لأعيش برفقة أمرأة محبة وصديقة ورفيقة،
حقيقية،أردت امراة تشاركني الحياة، وتتحمل معي ضغوطعملي،وتسد حاجتي إلى الحب
بدرية: (( إني أفعل ذلك على الدوام، إني اشاركه السرير،
واهتم باطفاله،واطهوا الطعامالذي لا يأتي لتناوله،
إني أحاول أن اتحمل كامل المسؤلية عنه لأجعلهمتفرغا لعمله))
بدر: (( هذه المرأة لا تفهمني، لا تستطيع أن تفهم ما أريد،
إنها تفكر بطريقة معكوسة،
اشك أحيانا في قواها العقلية، وأحيانا أعتقد أنها تقليدية باردة، إن ماأعنيه بالمشاركة،
هي امرأة تخرج معي إلى المطعم، تجلس أمامي،
تتناول الطعام معي،دون أن تقول (( ليت حمودي وليلوه عيالنا احبائنا معانا))،
أريد أمرأة أن تشعرني إني لا زلت شابا، ورجلا محبوبا، وأني محورتفكيرها وكونها،
صدقوني، أنا ايضا احب اطفالي، لكني لن انكر ذاتي لأجلهم،لأن انكار ذاتي لن يفيدهم في شيء، إنهم بخير، يعيشون ويمارسون حياتهمبشكل جيد،
نحن من عانينا الحرمان في صغرنا، وزماننا كان أصعب من زمانهم، أليس من حقنا أن نعيش في رغد،
سيأتي دورهم يوما وحياتهم ستصبح أجمل من حياتنا اليوم،
فالتسيهلات تتطور يوميا، لا شيء ينقصهم،
ولن يضرهم إن تناولت الغداء بصحبة زوجتي مرة واحدة كلثلاثة ايام مثلا،
لن يموتوا جوعا فالبيت مليء بالطعام،
ولن يصيبهم مكروه إلا بامر الله،
هذه المرأة تشعرني أن الملك المكلف بإصابة الابناء بأمر الله ، يخافهاوالعياذ بالله،
وأنها حينما تجلس إلى جوارهم طوال اليوم فإنها ستمنع عنهم الأذى،
وستخيف ملك الموت،الله سبحانه وتعالى قدر وقضى،
فإن كان أحدهم سيصاب بمكروه سيصاب وهيفوق رأسه،
لكنها لا تفهم، تصر على البقاء قربهم طواااااااااالاليوم،
وتحرمني من قربها، ورفقتها، وتصر على أنه علي أن أعود للبيت، وأحبس نفسي فيه،
لكي أكون معها،
أحب أن أبقى قربها، لكني ليس في البيت، فالبيوت وجدت للنوم والاستحمام،
أترون كيف هي أبوظبي، جميلة، شواطئها تزداد جمالا يوميا، مرافقها،
ومقاهيها، والناس التي تتجول كل مساء فيها،
أترك كل هذا وأحبس نفسي في البيت، لماذا، ....؟؟؟
أردت لها أن ترافقني في الامسيات، نخرج نتمشى على الشاطيء، فترفض،
وتقول: الاولاد نائمون، من يحرسهم......!!!! يا سلام،
حتى في نومهم، ..... صدقوني هذه المرأة مريضة، جنت رسميا.
قد تكون بدرية، من النساء اللواتي، تزوجن رجالا، يصارحون،
ومن البراءة بحيث يحاولون مرارا، وتكرارا، استعادة اهتمام زوجاتهم،
لكن ليس كل الرجال كذلك،
فهد: بعد انجابها لطفلتنا الأولى، اصبحت تحب البقاء في البيت بصحبتها،
اقترحت عليها ذات مرة أن تتركها بصحبة أمي لعدة ساعات،
لنخرج أنا وهي في نزهة بحرية، ...... رفضت باصرار،
فتركتها على راحتها، ووجدت في رفضها، تصريحا مباشرا لي بأن أعيش
حياتي، لقد تفهمت تماما وجهة نظرها، وادركت حينها لما أحل للرجل
الزواج بأربع، إنهن غير قادرات على التركيز هنا وهناك، ... إما الزوج أو الابناء،
إن البحوث العلمية بهذا الشأن تقول، بأن معظم النساء لا يتمتعن بالقدرة على تحقيق النجاح على الصعيدين،
إن من تنجح مع الأنباء، تفشل غالبا مع الزوج،
وأن من تكون ناجحة في علاقتها الزوجية، فاشلة في التربية،
لكني لا أؤيد هذا الرأي، اطلاقا، بالعكس تستطيع المراة أن تحقق النجاح
على كل الاصعدة، بشرط أن تكون على درجة من الوعي، لمسؤلياتها،
وأولوياتها قبل كل شيء.
وهناك من الرجال، من يجد أن على المراة أن تكون متخمة بالمسؤولية،
ليستطيع عيش حياته على الوجهة التي يريد،
مزحم: تعرفت عليها قبل الزواج، وتبادلنا المكالمات والرسائل،
كنت صاحب علاقات، وبعد أن تعرفت إليها، قطعت كل علاقاتي، لكن،
في فترة التحضير للزفاف، بدات أشعر بالشوق للعلاقات القديمة،
أردت أن أعود لعلاقة أو اثنتين، لكن كان علي أولا أن (( اصرف زوجتي)) يعني أجد ما يشغلها عني،
ومنذ اللحظة الأولى من عمر الزواج، بدات أشغلها بالطلبات،
وابقيها مشغولة دوما بعيدا عني...!!!
لكنها كانت ملحة، لقد هزمتني، وبقوة، فقد اصرت على البقاء معي قربي،
وفوق كل هذا كانت تبكي بضعف حينما اتعمد خصامها،
مما يجعلني ارق وأعطف عليها، هي طيبة القلب، وتحبني ولا غنى لها عني،
تحبني بجنون، وهذا ما يجعلني مشغولا عن الأخريات بها،
حتى حينما تنشغل عدة ساعات في عملها، لا احاول اللعب من خلفها،
لاني أعلم أنها قد تعود في أية لحظة، لقد عودتني على مفاجآتها،
إنها تفاجأني دائما، فتأتي إلى عملي وتقول لي: إني في الاسفل،
انزل لنتناول الفطور في المقهى ا لقريب، ......!!!
كيف لي أن أجد الوقت لسواها...؟؟ وفي الليل، تصر على احتضاني،
لا تريد النوم وحيدة، وقد تبقى مستيقضة ساعات حتى موعد عودتي،
لأنها لا تستطيع أن تنام بدوني، .... كيف لي أن أتركها،
ولمن اتركها، ستجن بالتأكيد...!!!
وحينما انجبت طفلتنا الأولى، لم تذهب ككل النساء إلى بيت ذويها،
بل خرجت من المستشفى إلى بيتنا، بصراحة بت لا أطيق فراقها،
وتعودت عليها، وأخشى ان يمر يوما وهي ليست بجانبي، فكيف سأنام،
لقد ادعت أو أنها الحقيقة، بأنه لا مكان في بيت أهلها لها،
كما قالت بأن تريد أن تنام قربي، لأن هذا ينظم فترة النفاس لديها،
ويقلل من مشاكل الرضاعة، لا أعلم هل كلامها صحيح أم انه اختلاق،
المهم، أنها بقيت قربي، وطلبت مني مساعدتها، فكنت اعتني بها فعلا،
كنت مشغولا معها طوال الوقت، اعد لها بعض السلطات،
واغلي زجاجات الرضاعة للرضيع، فلم تسمح للخادمة
بلمس أي شيء يخص طفلتنا، ....
كنت عربيدا، أحب ملاحقة النساء، وفجأة وجدت أني بت زوجا وصديقا،
في نفس الوقت، ... في بعض الأيام، تأخذ الطفل إلى بيت والدتها،
ونخرج معا، إلى النزهات، وأحيانا نبيت في الخارج،
ولا تقلق بشأن الطفل، تقول هو في أيد أمينة، كما أنها تدعي والله أعلم،
بأن والدتها سعيدة به، تعالج به وحدتها، وتستعيد معه ذكريات امومتها القديمة........!!!!!
زوجتي باختصار سيدة ذكية...!!!
لكن هذا بالتأكيد لا يعني أن تخنقيه، وأن تحاصريه،
اتركيه يخرج بصحبة رفاقه، هنا أو هناك، لا بأس، لكن كوني متأكدة من أنه بصحبة رفاقه،
لا تهمليه نهائيا، ولا تحكمي قبضتك عليه فتخنقيه،
التزمي سياسة خاصة في التعامل معه، اتركيه براحته،
لكن فاجئيه بين وقت وأخر بحاجتك إليه.
ونعود لبدرية، التي انهارت اثر علمها تعلاقة زوجها الجنسية بزميلته،
وكما رأينا فبدر كان يعاني، وكان رجلا طيبا، حاول قدر استطاعته،
أن يعالج مشكلته مع زوجته بالحسنى، لكنها لم تكن لتفهم،
حينما توجد الحاجة، فالاشباعات تكون واضحة أكثر
مما ينبغي،
عبارة احفظيها عن ظهر قلب، يا صديقتي،
وهي تعني أنك حينما تكونين، بحاجة إلى تناول الطعام،
فإنك ترين الكثير من الطعام في كل مكان،
وتبدوا المطاعم اكثر ما يثير انتباهك في الطريق،
وحينما تبحثين عن ثوب، فإن كل محلات العطور لا تعني لك شيءا،
فيما ترصد عينيك محلات بيع الأثواب فقط،
بدر كان بحاجة إلى شريكة،
إنه يشكوا الوحدة،
بدر: كانت زميلاتي كلهن حولي، ولوقت طويل،
طوال الوقت أراهن، لكني لم أكن احفل بهن، لقد كنت أراهن كأي شيء أخر، ... لم أنتبه يوما لوجود أو غياب احداهن، لأني كنت مشبعا، ولدي ما
يسد حاجتي، حيث كانت زوجتي بدرية قربي دائما، ... أوهكذا اعتقدت،
بعد انتقالنا إلى الشامخة، ومع تناولي الغداء كل يوم وحدي، ومع اضطراري
للتنزه وحدي، وبما أن رفاقي قلة قليلة، وكلهم متزوجون، وغالبا ما يكونون
برفقة زوجاتهن، فإني أتجول في شوارع ابوظبي وحدي، ومع الأيام،
اشتقت إلى دبي صراحة، لكن لا أمل، فزوجتي المدرسة، لا وقت لديها،
وأيام الاجازات، يادوب تنام فيها تعويضا عن ايام العمل المتواصلة.......!!!!
هذا الفراغ الهائل خلق الحاجة،
والحاجة، فتحت عيوني، وأصبحت قادرا على رؤية كل زميلاتي،
بل ودراسة حالتهن الاجتماعية، المتزوجات، استثنيتهن مباشرة،
وكذلك صغيرات السن، ثم وقع اختياري على ندى، زميلة جديدة،
من ادارة مختلفة لكنها تعمل في ذات الشركة، ... تتناول الغداء كل يوم وحيدة،
وبحكم العمل تقربت منها، وبدأنا ندردش في البداية عن ظروف العمل، والمسافة البعيدة التي تفصلنا عن بيوتنا.
لقراءة الجزء الثالث اضغطي هنا