كلام زوجها كان صحيحا يحق لهما بيت ملك من الحكومة، فلماذا يبنيان..؟؟
في السابق كانا شركة واحدة مكونة من شخصين، والآن تجزءت الشركة ودخل عليهما شخص ثالث، فلماذا يتشاركان؟؟
(( أهلا يا ام الوليد كيف حالك)) ( أفضل ولله الحمد)) (( كيف أخبار الشقة)) (( لازلنا نفرش، وقد حرصت على تأثيثها من مفروشات غربية مثل أيكيا وذ ون، كما طلبت مني)) ((جيد))
(( دكتورة ماهي الخطوة التالية)) ..................
(( أطلبي بيع الفيلا.....))
دهشت، وبقيت صامته فترة وهي تحدق بي.........(( نعم .. لكن الفيلا..........؟؟))
(( عليك بيعها بسرعة قبل أن تصبح مصدر هم آخر لك)) (( كيف تصبح مصدر هم)).. (( لأنك تقولين أن زوجك قدم على بيت حكومي وسيحصل عليه عما قريب وهو اوسع من فلتك المتواضعة وأجمل وأثمن)) (( نعم هذا صحيح)) (( أذن يا عزيزتي ستستكن الضرة في البيت الحكومي الكبير وسيضعك أنت في فلتك الصغيرة التي بنيتها بمالك، أي أنه سيسكنك في بيت من مالك الخاص بينما ستسكن هي في بيت يخصه حقه من الحكومة، أي أنك ستكونين مثل التي اشترت بيت من مالها لتسكن فيه)) (( صحيح، لم أفكر في هذا من قبل، مالحل))
((استعيدي مالك، أطلبي منه بيع البيت واستعيدي مالك منه خذي نصف المبلغ)) (( لن يرضى بيع البيت )) (( بل سيقبل، سأعلمك كيف تفتحين معه الموضوع))
وكانا معا في غرفة النوم حينما طلبت منه أن يستمع لها فقالت: (( أنت رجل شهم وعادل وكريم وحقاني ولا تعرف الظلم، وأنا اعجبت بك لهذه الصفات، لقد كان قرار زواجك من اخرى صدمة عنيفة بالنسبة لي حطمت الكثير من أواصر
علاقتنا ولكني لا زلت احبك كثيرا وأحترمك، وأريد ان أكمل معك مشوار حياتي،
كل ليلة أتذكر أني ضحيت بمالي كله لأساعد في بناء الفيلا، وهذا المال أحتاجه الآن بقوة والله يعلم مدى حاجتي له، وقد فكرت في أن أعرض عليك شراء نصيبي مني، صحيح أني لا أملك أثباتا لحقي، لكن ضميرك الحي وعدالتك التي عهدتها فيك هي إثباتاتي، وأعلم أنك لن تظلمني.......... حتى ولو انكرت حقي سابقا أعرف أنك كنت تحت ضغط ولهذا قلت ما قلت، أما الآن فالأمور أصبحت أفضل، ولا توجد لدينا مشاكل ولله الحمد،
ساعدني على استعادة مالي الذي أحتاج له بشدة، وأنا أثق بك كثيرا.
بدت عليه الصدمة والوجوم وهو يحدق في وجهها، متردد ومحاصر ولا يعرف كيف يرد......
تقول : قلت في نفسي في هذه اللحظات يا دكتورة انه سيصفعني سيقتلني من شدة استغرابه وغيضه الذي حاول إخفاءه، لكنه ظل صامتا، وهو ينظر في وجهي باستغراب دون اية كلمة............ شعرت بالخوف وكنت أريد أن أقول له انسى الأمر خلاص لم أعد أريد شيء .................. لكنه أخيرا تحدث وقال: أنا لا أملك المال لأشتري نصيبك.
وطبعا يا دكتورة شعرت بالدهشة لأن رده معناه انه اعترف بحقي في البيت،
ولكني لم أبدي دهشتي،
قلت له: نعرضه للبيع فأنا لم أعد أرغب به.
وأصابته الدهشة الثانية وطالعني باستغراب وأصبح يضحك ويسكت ويضحك ويسكت وهو في قمة الإستغراب، وقال: أنا لا أصدق هذا التحول في شخصيتك، أنت فيه حد لاعب بعقلك؟؟
(( لا ولكني بحاجة ماسة للمال، فوق ما تتصور، حاجتي له تشبه حاجتك للماء والهواء إني محتاجة)) (( لماذا فيما تحتاجين المال؟؟)) (( شيء يخص أهلي، لا أريد ان أخبرك لأنه خاص بأهلي وقد أقسمت أن لا افشي هذا السر ولكني سأخبرك ان الأمر متعلق بشيكات بلا رصيد واشياء أخرى وقد يتسبب ذلك في دخول أحد أفراد اسرتي السجن، وهو دين سأقدمه لهذا الشخص على أن يرده عند استطاعته)) (( فسألني ولم يجد سواك لتنقذه)) (( بل جميعنا سنتعاون لنجدته، والآن توقف عن الأسئلة واخبرني هل ستساعدني أم لا)) (( تبيعين حلم حياتك لتساعدي شخصا آخر، أنت مجنونه)) (( لا لست مجنونة بصراحة كنت طوال الوقت اتشدق أمام أهلي بمدخراتي الكبيرة لكي أشعرهم أني زوجة رجل شهم لا يقصر علي بشي، وهم الآن يريدوني أن اتساعد معهم بهذه المدخرات المزعومة)) (( نعم، لكن الفيلا حلم حياتك)) (( كرهتها كثيرا ولم أعد أرغب بها، فقد اصبحت تحتوي على غرف إضافية لا أحتاج لها، وتذكرني بأيام لا أحبها............................................. .................................................. .ألخ
وقالت له أيضا:
على فكرة يمكنك أنت أيضا الإستفادة من مال الفيلا استثمره بدلا من تجميده في فيلا، فأنت الآن صاحب بيتين وتحتاج المزيد من المال لتصرف عليهما............................................ إلخ
هل أقتنع أم لا
استمرت أم الوليد خمسة أيام متواصلة في محاولة إقناع ابو الوليد ببيع البيت وهو يقول لها فكري، الموضوع ليس بهذه البساطة،
وأخيرا تم بيع البيت بسعر جيد مليونين وستمئة ألف درهم إماراتي، كان نصيب أم الوليد منها مليون وثلاثمئة ألف درهم،
( معقولة يا دكتورة رجعت فلوسي أخيرا، الحمد لله مال الحلال ما يضيع، وبعد رجعت فلوسي بارباح عمري ما كنت أتخيلها) ثم مدت يديها بكيس مغلق وقالت لي هذا نصيبك) ( ما هذا ) ( حلفت عليك أن لا ترديني يا دكتورة فأنت تستاهلين كل خير) ( أشكرك لكني لم أفعل سوى واجبي وهذا عملي وقد قمت به)
(دكتورة أنا سويت شي بدون ما أستأذن منك) ( خير إن شاء الله) ( بعد ما أخذت فلوسي منه قلت له بس مليون وثلاثمية ما تكفي أنا محتاجة مبلغ اكبر علشان أساعد أهلي، فسألني كم ناقصك فقلت له مئتي ألف فتردد ثم أعطاني تخيلي)
( جيد بدأت تتشطرين) ( يعني اللي عملته صح) ( كل الصح)
((وما الخطوة القادمة يا دكتورة؟؟))
(( حاولي الحفاظ على مال أولادك من الإبتزاز)) (( أي مال وكيف)) (( زوجك الآن يملك مليون درهم، ولديه زوجة في حياتها لم ترى مئة ألف على بعضها، وحينما تعلم عن ماله لا تستبعدي أن تستغله فهي من هذه الشخصيات، ولهذا حاولي أن تقومي بفعل مناسب ويحفظ مال زوجك)) (( كيف أشرحي لي)) (( شجعيه على شراء ارض ليؤجرها أو بيت خارج أبوظبي يكون سعره مناسب لتقومون بشرائه وتأجيره، وقولي له أنت رجل تصرف على بيتين وراتبك لن يكفينا وحينما تشتري بيت وتأجره فإن إيجاره الشهري سيساعدك كثيرا في تحمل المسئولية))
وفي بيت أم الوليد...................((الله الله شو هذه الأفكار الحلوة، أنت من وين تيبين الأفكار، بصراحة فكرة عبقرية ما خطرت على بالي، وكنت من يومين أفكر أدخل بالبيزات سوق الأسهم، لكني تخوفت وقلت أحطهم في البنك وديعة أفضل، أما هذه الفكرة فأحسن وأحسن مردودها إن شاء الله كبير، ومن باجر بدور على بيت مناسب بس تهقين بحصل بيت بمليون)) (( بتحصل في الشامخة في الباهية ولو في الشهامة المهم بيت نستفيد منه)) (( ماشاء الله عليج، مشكورة وماقصرتي))..................
ومرت الأيام وحصل أبو الوليد على البيت، وكان أجاره الشهري سبعة ألاف درهم،
(( دكتورة أريد اسألك سؤال، ليش زوجي ما يبات عندي)) سكت ولم أرد عليها............ فأعادت السؤال (( دكتورة جاوبيني))
(((أعتقد والله أعلم أنها تمنعه وتسيطر عليه))).............. ذهلت أم الوليد (( معقول زوجي يخاف من مرته)) (( هو لا يخاف منها ولكنه يحبها ولا يريد أن يكدر علاقته بها )) (( بس ليش ، لماذا ألا يحق لي كما يحق لها)) (( نعم ويمكنك مقاضاته لكنه سيأتيك مكرها ونحن نريده أن يأتي برغبته))
(( ماذا نفعل ))
(( أولا علينا أن نتأكد هل هي السبب أم لا))
(( كيف )) (( أشيعي بين أهله وأقاربه الذين يتواصلون معها أنك حامل))
(( وما الحكمة))
(( لأني أعتقد أنه يزورك خلسة منها وهي لا تعرف أنه ينام معك، وعندما تسمع بنبأ حملك ستثور وتنهار، وهذا مطلوب جدا في هذه المرحلة فلا بد من المواجهة))
وفعلت ام الوليد ما طلبته منها وبعد ثلاثة أسابيع من نشرها خبر حملها المزعوم حدث التالي:
رن جرس الهاتف في منزل أم الوليد، كان أبو الوليد على الخط ((ممكن أفهم مين قال لأختي أنج حامل؟؟)
( لا أعلم، هل أنا حامل) ( أنت تسأليني أسألي نفسك، وعدتين تاخذين ما نع صح أم لا) ( نعم وكنت عند وعدي) ( إذا ما قصة حملك) ( لا أعرف عنها شيء) ( تستهبلين كل الأهل يتكلمون ويقولون أنك حامل)) (( وشو المشكلة خلهم يقولون، أنت زوجي وهذا الشي ليس حرام ولا عيب) ................. صمت فترة ثم أنفجر فيها (( يكون في علمك إني غير مستعد لخسارة نور وأقسم بالله إذا لم تتصلي بها الآن وتخبريها أنك غير حامل وأن علاقتنا انقطعت فسوف أطلقك ))
(( إذا طلقني)) .............. (( تتحديني)).............. (( بل أنقذ ماء وجهي، وكرامتي وأرحل بيت أهلي بلا عودة))..........صدمته العبارة فلم يكن يتصور أن تستغني عنه أم الوليد.........(( أغلق السماعة وكان بعد دقائق أمامها في البيت قبل ذلك كلمتني وأخبرتني بما حدث،،
((دكتورة أنا خايفة يطلقني ))................ (( توكلي على الله فهذه معركتك ولن يطلقك بإذن الله)) (( أبكي أم أصمت ماذا أفعل حينما أراه؟؟))..............
قولي له...............................
وقف أمامها منتصبا وكان غضبه قد هدأ، ............... (( ممكن أفهم لماذا فعلت ما فعلت؟؟)) (( أنا لم أفعل شيء، لقد كنا نتسامر في إحدى الأمسيات في بيت أهلك واشتهيت الهريس فطبخته لي أختك وعلقت بأني قد أكون حامل، فسمعتها أختك الأخرى، وأعتقدت أني حامل، هذا ما حدث واسألهن وأنا مستعدة للقسم)).............
(( حبيبي، ............. لا أعرف كيف أشرح لك، لكنك لم تعد الرجل الذي يرضي غروري، وقد حدثت والدي منذ شهر عن رغبتي الشديدة في الإنفصال، .............. سامحني لكني لا أريد الإستمرار معك))
(( أنا لن أطلقك لديك أطفال وعليك مسؤولية تربيتهم))
(( سأخلعك سيدي، أم أنك لا تعرف الخلع، وأطفالك خذهم جميعا لا أريدهم فالرجل الذي سأتزوج منه لا يريد أطفالي، خذهم لتربيهم الست نور ))
(( أنت جننت)) .................. (( لماذا تقول لي جننت أنا بكامل عقلي، أريد الزواج أم أنك تعتبرني خادمتك، أم ماذا، أنا بنت ناس، وروحي ملك بارئي وكرامتي فوق كل اعتبار، وحبي لك أستطيع أن أقدمه لغيرك، يكون أحق به منك))
(( كلام جديد، أنت ما تقدرين تعيشين بدوني))........... وهنا شعرت أم الوليد بالغصة والقهر والذل، لأنها لأول مرة ترى نفسها في عيني زوجها...........
(( أسمعني جيدا، ....... كل شيء في هذه الحياة له أسباب، وحبي لك كان سببه إعجابي بك، .......وهذا الإعجاب بدا يتناقص منذ أن تغيرت واليوم لا أجد في قلبي ذرة حب لك،........ سامحني فليس قلبي بيدي فالحب خارج سيطرة الإنسان، وأنت خير مجرب))
(( ماذا تقصدين )) (( أقصد انك أحببت نور، ولا تستطيع أن تغضبها تحولت لأجلها لمجرد قط مذعور يخاف منها، ويظلم من أجلها، كم اشفق عليك))........... ثار غضبه (( ساقتلك)) ........... (( لا تقتلني، لا تضع وقتك معي، اتركني أرحل فأنا بحاجة إلى الرحيل، ...........)) وبكت، مع أني حذرتها من البكاء، لكنها بكت،
اقترب منها لكي يطبطب عليها، (( أتركني، أنا لا أحتاج إليك، ولا تعتقد أن هذه الدموع لأجلك، إنما هي دموع الفرح، لاني أخيرا وجدت سببا يجعلني أشمأز منك))
حوار طويل استمر حتى الخامسة فجرا...........
(( أعدك أني سأصلح الأمر، سأفرض عليها حقك في المبيت لكن رجاءا لا تتركي البيت))........ (( سامحني فأنا أعددت نفسي لأرحل، لا أريد منك شيء، وبصراحة أصبحت تروادني الكثير من الأحلام الجميلة لكل ما حرمتني منه، أشعر أن الله سيعوضني عنك خير منك، أحلم برجل شهم، قوي وذا شخصية مميزة، يهديني في كل مناسبة، ويخاف علي، ويهمه أمري، أليس هذا من حقي))
(( أنا أهتم بك)).............. ضحكت عليه، وقالت بثقة وابتسامة (( شكرا على اهتمامك لكنه لا يكفيني))........
وحاول معها حتى قبلت البقاء في البيت مقابل أن ينام معها ليلة بعد ليلة............ (( أريد شاهدا )) (( لماذا الفضائح الآن)) ((من حقي أن أؤمن نفسي))........... (( ومن تقترحين للشهادة )) (( المحكمة)) (( أنت مجنونة هذه فضيحة ))
(( لا ليست فضيحة في المحكمة هناك قسم خاص وسري للحالات الأسرية ولن يعرف عنا أحد، فقط سنتفاهم أمام القاضي وتوقع على تعهد بالعدل بيني وبينها ))
وبقي يحاول معها لكي تترك هذه الفكر،،
(( سامحني لا أستطيع، إما المحكمة قسم الصلح، أو كل واحد يذهب في حاله))..........(( عطيني فرصة أفكر)) ....... (( لا وقت لدي أضيعه معك، غدا صباحا أو لا))
والحمد لله على لطفه............ فقد تم المراد لأم الوليد
كانت سعيدة جدا وفرحة ............ ولكنها قالت (( أحس أنه عمل كل هذا لأجل الأطفال وليس لأنه يحبني))..... (( في هذه المرحلة لا يهمنا حبه، المهم أن نحصل على حقك كاملا منه، بعد ذلك يأتي دور الحب))