قصة دموع فوق الثلوج |الفصل الخامس عشر
- ما بك؟ لماذا لا تتركين هاتفك ولو للحظات؟
وضعت (شيماء) الهاتف في حقيبتها وقالت:
- كنت أمسح بعض الرسائل لامتلاء صندوق البريد
لم تكن هذه هي الحقيقة كاملة..فقد كانت تقرأ رسالته بين الحين والآخر،حتى حفظتها عن ظهر قلب..
قبل بدء الجولة في المتحف سألت (حنان) صديقتها إن كانت تريد بعض المرطبات..
- لا بأس،ولا تنسي شراء زجاجات المياه
خرجت (حنان) وذهبت لأقرب محل لتشتري ما تريد عندما سمعت صوتا ليس غريبا على أذنيها..
- (حنان) ؟ لا أصدق؟
التفتت (حنان) لتجد فتاة نحيلة تنظر لها بدهشة وفرح معا..
- (عبير) ..كيف حالك؟
وتعانقت الفتاتان في شوق ثم قالت (عبير) :
- مبروك..لبست الحجاب أخيرا
- هل تصدقين ذلك؟ أنا نفسي لا أصدق
ضحكت (عبير) ثم ابتاعت بعض المياه الغازية والكعك،وهي تتبادل حديث الذكريات مع (حنان) ..
- هل تذكرين الدرس الأسبوعي الذي أخبرتك عنه قبل ثلاث سنوات؟
ضيقت (حنان) عينيها في محاولة للتذكر ثم قالت:
- ليس تماما..
واستدركت:
- ما به؟
- لم لا تحضرين معنا؟ ..
وقبل أن تتكلم (حنان) أخبرتها (عبير) بالعنوان ثم أعطتها رقم هاتفها وقالت:
- سأنتظرك يوم الخميس بعد صلاة العصر
وودعتها لأنها كانت على عجلة من أمرها..وعادت (حنان) إلى عملها وهي شاردة الذهن..هل تذهب؟ أم تنسى الأمر؟ ..
لكنها حزمت أمرها وقررت الذهاب..وتأهبت يوم الخميس بعد أن عادت من عملها،لكنها لم تخبر أحدا حتى (شيماء) ..
ذهبت (حنان) وهي تقدم قدما وتؤخر أخرى..حتى وصلت إلى مصلى السيدات..أخذت نفسا عميقا ثم دخلت..
* * *
بعد شهر كانت (حنان) قد تعلقت بالدرس بشدة رغم أنها لم تحضر سوى أربع مرات فقط،لكنها كانت تشعر أنها تشحن نفسها بطاقة تكفيها بقية الأسبوع..لكنها لم تخبر أحدا بذلك..لقد فضلت عدم الحديث عن الأمر تجنبا للمشاكل..
وفي غرفتها كانت تفكر في كل كلمة كانت تسمعها في الدرس..الدنيا حقا لا تساوي شيئا..وليست هي الوحيدة المضطهدة بسبب حجابها،أو بمعنى آخر بسبب طريقة لبسها للحجاب..
لكن لماذا تقف عند هذا الحد فقط؟ ..لماذا لا تأخذ خطوة بعد الحجاب؟ ..قد تخسر أناسا كثيرين وقد تخسر عملها أيضا؛فهو قرار صعب ويجب التريث فيه..
احتدم الصراع في عقلها وقررت أنها ستؤجل التفكير فيه مؤقتا..حتى جاء ذلك اليوم..
كانت خارجة من المسجد عندما لحقت بها إحدى الفتيات والتي كانت ترتدي خمارا واسعا..
- (حنان) ..هل لي بكلمة معك؟
ابتسمت لها (حنان) وقالت:
- بالطبع
- أنت لست مخطوبة أليس كذلك؟
رفعت (حنان) أحد حاجبيها وقالت:
- لست مخطوبة..لم تسألين؟
- لأن هناك من يريد أن يتقدم لخطبتك
تسمرت (حنان) في مكانها للحظات ثم قالت ببطء:
- يخطبني؟ ..تقصدين يريد أن يراني أولا
هزت الفتاة رأسها وقالت:
- أبدا..هو يريد خطبتك بالفعل
- ومن هو هذا الشخص؟ وكيف عرفني؟
- إنه أخي..كان ينتظرني الأسبوع الماضي كي نذهب سويا لشراء مستلزمات عرسي،وعندما رآك سألني عنك
احمر وجه (حنان) وقالت وهي تخفض رأسها حياء:
- أظن أنه علي إخبار والدي قبلا يا (علا)
تهللت أسارير الفتاة وقالت:
- لا بأس..لكن أعطني رقم والدك،وعندما تخبريهم اتصلي بي كي أخبر أخي
عادت (حنان) إلى بيتها وهي تشعر بسعادة مشوبة بالحذر..هل سيكون مثل (فارس) ؟ ..
دخلت إلى البيت وأخبرت والدها بما حدث..
- أي مسجد هذا الذي تتكلمين عنه؟
كانت (حنان) مستعدة للمعركة التي كانت تتوقعها فقالت:
- بدأت أحضر دروسا في أحد المساجد قبل شهر يا أبي
تبادل والداها نظرات قلقة ثم قال أبوها:
- ولماذا لم تخبرينا؟
- أنتم لم تسألوني عن سبب تأخري لا من قبل ولا الآن..ولم تسألوني من قبل أين أذهب ولمن أذهب..فما الذي يضير هذه المرة؟
قال أبوها:
- لكن الأمر هذه المرة..
وسكت ليبحث عن كلمة معبرة لكن (حنان) قالت:
- أبي..أنا لا أناقش قضية ذهابي للمسجد من عدمه،لكني أخبرك أن هناك من يريد التقدم إلي..بم أرد على الفتاة
قالت (سهام) بضيق:
- وكيف سيكون هذا الشخص؟ لا بد أنه إنسان معقد و..
قاطعتها (حنان) منهية الحديث تقريبا:
- لم أتعرض لهذا الاستجواب عندما تقدم إلي (فارس) وأنتم تعلمون أنه رآني في الشارع أيضا..
ثم وجهت كلامها لأبيها:
- بم أرد عليها؟
(حنان) كانت ولا تزال الابنة المدللة،خاصة بعد وفاة أخيها الأكبر وهي لم تكمل العامين من عمرها، ولم يرفض والداها أي طلب لها مهما كان،مما جعلها شخصية عنيدة،عندما تريد شيئا تستخدم كل وسائلها وأسلحتها للحصول عليه مهما كلف الأمر..
اتصلت (حنان) بصديقتها تخبرها بما حدث..وبعد جدال عن أمر المسجد كما كانت تتوقع (حنان) قالت (شيماء) في النهاية:
" رآك في الشارع أيضا؟ ..هل تسحرين الرجال يا (حنان) ؟ "
ضحكت (حنان) وقالت:
- كفي عن المزاح..
ثم استطردت:
- (شيماء) ..أنا أشعر بالخوف هذه المرة؛لا أريد أن تكون تجربة فاشلة كسابقتها
" لا تقلقي ولا تستدعي مخاوفك الآن..ولا تتعجلي أيضا "
في اليوم التالي جاء ذلك الرجل..لم تكن (حنان) قد رأته قبلا وقد أضاف لها هذا الأمر مزيدا من التوتر فوق توترها المضاعف بسبب جدالها مع والدتها لوضع بعض المساحيق في وجهها..لكنها سمت الله ودخلت إلى حجرة الضيوف..
كان وحده..لكنها لم ترفع عينيها إليه حتى جلست..رحب به والداها ثم تركاها معه وحدهما تماما كما فعلا مع (فارس) من قبل مما ضايقها كثيرا..
أخيرا رفعت عينيها إليه..كان يرتدي زيا رسميا،ويضع النظارات..لكن ليس هذا ما لفت نظرها وإنما تلك اللحية التي كانت تزين وجهه..
شعرت بالقلق..هل يمكن أن يكون معقدا كما قالت أمها؟! ..
- كيف حالك يا آنسة (حنان) ؟
كان ينظر لها مبتسما،فخفضت عينيها وتمتمت أنها بخير..
- أنا أدعى (عمر) ..
هزت رأسها ولم تقل شيئا..
- لماذا تشعرين بالتوتر؟ ..نحن لسنا في محكمة
ابتسمت رغما عنها ثم قررت التحلي بالشجاعة..فرفعت عينيها إليه وقالت:
- لماذا أنا؟
أصيب بالدهشة لجرأتها،لكنه عاد ليبتسم قائلا:
- لأنني شعرت بالراحة عندما رأيتك أول مرة
- فقط؟
- بالطبع لا..لكنني سألت (علا) عنك فقالت فيك شعرا
احمر وجهها وخفضته مرة أخرى..كان (عمر) خفيف الظل وهو يتجاذب معها أطراف الحديث، ولاحظ نظرات والديها إليه،والتي لم تكن مبشرة أبدا..
- أنا لست موافقا على هذا الشخص
أصيبت (حنان) بالدهشة وقالت:
- لماذا؟ ..أنت لم تسأل عنه بعد
- ألم تري كيف كان؟ يبدوا أنه سيكمل إفساد عقلك كليا
اندفعت الكلمات من بين شفتي (حنان) بسرعة ودون أن تشعر:
- لكني موافقة عليه
اندهشت من نفسها قبل اندهاش والديها..لقد اندفعت دون تفكير..
- موافقة؟
- أجل يا أمي..موافقة
في هذه اللحظة ندم الأبوان على تدليلهما لابنتهما..ندما على إجابة كل مطالبها من قبل حتى صارت بهذا الشكل..فهاهي تلقي بنفسها في طريق مظلم على حد قول (سهام) ..
- سأسأل عنه أولا ثم نرى ماذا ستفعل ابنتك
شدت (سهام) غطاءها عليها وهي تقول:
- افعل ما شئت..لكن تذكر أنني لست راضية عن هذا الأمر من البداية
كانت (حنان) في ذلك الوقت تثرثر مع (شيماء) في الهاتف وتخبرها بكل ما جرى..
" ووافقت عليه بهذه السرعة؟ "
- لقد شعرت بالراحة له يا (شيماء)
" لكنك شعرت بذلك أيضا عندما تقدم إليك (فارس) "
- (فارس) كنت أشعر نحوه بالراحة في البداية،لكن بعد خطبتنا عرفت أننا لن نتفق أبدا
سكتت (شيماء) قليلا ثم قالت:
" وماذا يعمل؟ "
- إنه أستاذ في كلية العلوم
كانت (حنان) تشعر بالقلق والتوتر الشديدين..لقد وافقت قبل أن تفكر،ولا يمكنها التراجع الآن..
ماذا فعلت بنفسك يا (حنان) ؟ ..قد يكون شخصا معقدا بالفعل ويريك العذاب ألوانا..لكن لا يبدوا عليه ذلك،فهو شخص مرح جدا،كما أن أخته فتاة محبوبة من الكل في المسجد..ربما تكونين واهمة يا (حنان) ..
أخذت نفسا عميقا وقامت للوضوء كي تستخير ربها لتحسم الصراع الداخلي بها..
* * *
أخرجت (شيماء) هاتفها من جيبها وهي في استراحة الغداء بالعمل لتجد رسالة قد وصلتها منذ ربع ساعة..فتحتها وراحت تقرأ وعينيها تتسعان مع كل حرف تقرؤه..
" أعرف أن رسالتي هذه ستشعرك بالارتباك..لكني متأكد أن شعور السعادة سيكون أكبر..
لقد بدأت في إجراءات طلب زيارة لك،وسأخبرك فيما بعد بالأوراق المطلوبة منك كي تتمكني من المجيء إلى روسيا.. "
كانت (شيماء) تحملق في الهاتف وقد انفصلت عن العالم..
وكأنما برودة الجو هناك قد وصلتها عبر الهاتف فقد بدأت أطرافها بالارتجاف..
ثم وضعت يدها على قلبها لتوقفه عن الخفقان بهذه السرعة الشديدة التي تكاد تفقدها وعيها..
أعادت قراءة الرسالة عدة مرات كي تستوعب ما فيها..إنها دعوة للزيارة بالفعل..ما قرأته ليس وهما..اختلطت الفرحة بالصدمة داخلها، وكما قال فقد طغت الفرحة على كل شيء..
فور أن جاءت (حنان) لم تنتظر (شيماء) حتى تطلب شيئا لها وأخبرتها عن الرسالة..
- بأية صفة ستذهبين إليه؟ هل أنت قريبته أو زوجته؟ ..لقد كان ظني في محله،فقد فهم تصرفاتك بشكل مختلف
اختفت الابتسامة من على شفتي (شيماء) وقالت كاذبة:
- لم يفهم تصرفاتي بشكل مختلف؛إنه يعاملني كصديقة لا أكثر
نظرت لها (حنان) بحدة،فأشاحت (شيماء) بوجهها بعيدا وقالت بضيق:
- لقد بدأ في إجراءات الزيارة بالفعل
- طبعا..كي يضعك أمام الأمر الواقع
صاحت (شيماء) بحدة:
- ما بك يا (حنان) ؟ ألم تسافري معي أنا وأصدقائنا من قبل إلى تركيا؟ ..ألم تكوني تذهبين إلى البحر معنا وتتصرفين بطبيعتك؟ ..ما الذي دهاك؟
حاولت (حنان) امتصاص غضب صديقتها وقالت:
- أنا لا أنكر أنني كنت أفعل ذلك..لكن ذلك كان خطئا..وقد ابتعدت عن الخطأ عندما عرفت ذلك
- أين الخطأ فيما نفعل؟ ..نحن لا نفعل شيئا خفية،وكل ما يحدث بعلم أهلنا لأننا نقدرهم ولا نجرؤ على فعل شيء يغضبهم
- وقد قلت لك من قبل أنه ليس كل ما يوافق عليه الأهل يكون صحيحا بالضرورة
نظرت (شيماء) إليها بضيق ثم أسندت ظهرها إلى مقعدها وقالت:
- لقد وضعني أمام الأمر الواقع كما قلت أنت،وانتهى الأمر
ساد صمت ثقيل بينهما حتى انتهى موعد الغداء،ولم تتبادلا كلمة واحدة وهما عائدتان من العمل.. أوصلت (شيماء) صديقتها أولا ثم عادت هي إلى بيتها..
وبينما هي تتناول غداءها مع والدتها..لم تتوقف عن التفكير في كلام صديقتها..لقد كان هناك شيء ما يحاول أن يجعلها تتوقف عما تقول..شيء ما يشعرها بالارتباك عندما تسمع كلمات (حنان) ..
أخرجها صوت (فريدة) من شرودها وهي تسألها عما بها..فرسمت على وجهها ابتسامة وهي تحاول نسيان ما حدث ثم أخبرتها بأمر الزيارة،لتجد أن والدتها مرحبة بالأمر كما توقعت تماما..فأقنعت نفسها أنها على حق..
وحاولت السيطرة على انفعالاتها وهي تكلم (إيفان) ليلا ليخبرها بالمطلوب منها..
* * *
كانت (حنان) تشعر بالضيق لما يحدث مع صديقتها،وتشعر أن الفجوة تزداد بينهما يوما بعد يوم.. وستزداد أكثر عندما تعرف بالخطوة التي ستتخذها ابتداءا من الأسبوع القادم..
وفي اليوم التالي اتصل (عمر) بوالد (حنان) للاتفاق على موعد لزيارة تعارف مع أهله لتصاب (حنان) بالصدمة..فقد كان والدي (عمر) لا يختلفان كثيرا عن والديها من حيث التحرر والانفتاح الشديد..
لكن هذا أزال الكثير من المخاوف داخلها لأن أهلها لن يصطدموا مع أهله،وبالتالي فرفضهم النفسي له سيتلاشى..كما أنه يتفهم وضعها مع أهلها لأنه متواجد في الوضع نفسه..
أحست (حنان) أن قرارها الذي أضمرته في نفسها قرار صحيح،وأنها لن تؤجله إلى نهاية الأسبوع..
وفي الصباح كان هاتف (شيماء) يرن بلا انقطاع..وكانت تنهي الاتصال كل مرة وهي تكمل ارتداء ثيابها وتتعجب من استعجال (حنان) ..
نزلت على الدرج مسرعة وركبت السيارة بجوار صديقتها وهي تقول:
- ما كل هذه العجلة؟ ..لقد كنـ ..
بترت عبارتها عندما نظرت إلى الفتاة الجالسة بجوارها..الفتاة التي يغطي وجهها غطاء بني فاتح.. ورغم ذلك فقد كانت تعرف هاتين العينين..
- ما بك يا (شيماء) ؟ وكأنك رأيت شبحا
أشارت (شيماء) إلى وجهها وهي تقول:
- ما هذا؟
أمسكت (حنان) بطرف نقابها وهي تقول:
- أليست مفاجأة؟
لم تتكلم (شيماء) ونظرت أمامها لتقود (حنان) السيارة وهي صامتة أيضا،وقد تأكدت أن الفجوة ستزداد بالفعل..لكن هذا لم يكن ليثنيها عن قرارها والذي كان رد فعل والديها عليه كرد فعل (شيماء) تماما..
توقفت السيارة لتقول (حنان) :
- لقد تقدمت بطلب استقالة من العمل
انفجرت فيها (شيماء) قائلة:
- أنت مجنونة..تتركين عملك وتدمرين مستقبلك المهني دون مبرر..أنا لن أناقشك فيما فعلته بنفسك فأنت حرة،لكن..
قاطعتها (حنان) قائلة بهدوء:
- (شيماء) ..أنا لم أدمر مستقبلي المهني،يمكنني العمل في مجالات أخرى تتناسب مع وضعي الحالي..
ثم واصلت:
- بعيدا عن هذا لقد أردت إخبارك أن خطبتي ستتم يوم الخميس..وأعرف أنه مهما كان الخلاف بيننا أنك ستحضرين
وكانت مظهر (حنان) مفاجأة صادمة لـ (عمر) نفسه..لكن الصدمة تبعها سرور بالغ ورغبة في تقريب موعد زواجهما..
ذهبت (شيماء) إلى خطبة صديقتها كأحد المدعوين..ولم تحضر مع صديقتها منذ الصباح كما فعلت في المرة السابقة،وكانت (حنان) تتوقع هذا..كان حفل الخطبة مريحا،وكانت (حنان) قد أصرت أن يكون في البيت تجنبا لأية مشكلات..
وفي المساء اتصلت (شيماء) بـ (حنان) ..
" لقد عرفت الآن من الذي أجبرك على هذا..لذا فأنا أنصحك بالتفكير في الأمر مجددا يا (حنان) "
رفعت (حنان) حاجبيها دهشة وقالت:
- من الذي أجبرني؟
" خطيبك..فبالتأكيد هو يريد فتاة تتناسب مع مظهره "
ضحكت (حنان) وقالت:
- هل ستصدقين إن قلت لك أنه صدم عندما رآني؟ ..
وأخذت نفسا عميقا ثم تابعت:
- لقد كنت أفكر في هذا الأمر منذ مدة،وعندما تقدم (عمر) لخطبتي وأحسست بالراحة له رأيت أن أفضل وسيلة أشكر بها الله عليه أن عوضني بشخص مثل (عمر) أن أرتدي النقاب مرضاة لله
لم تعقب (شيماء) ..وانتهت المكالمة وهي تتمنى لصديقتها حظا طيبا..
* * *
كان موعد زيارة (شيماء) إلى روسيا في آخر أكتوبر،واستطاعت أن تحصل على إجازة من العمل بشق الأنفس..
وبعد شهر كانت (شيماء) في الطائرة المتجهة إلى موسكو حيث ينتظرها (إيفان) الذي وصل إلى صالة الانتظار قبل ساعتين من وصول الطائرة..
كان ينظر إلى الساعة كل خمس دقائق تقريبا وهو يشعر أن الوقت يمر بطيئا ولزجا،مما زاد من توتره..
لكن أخيرا..هبطت الطائرة في موسكو..
يتبع ...........